"حرب إعلامية" وحملات منظمة لتشويه المرشحين المحتملين انتظارا لترشح السيسي في الوقت الذي ما يزال فيه موقف الفريق أول عبد الفتاح السيسي من الترشح للرئاسة غامضا على الأقل من الناحية الرسمية ، تسبب إعلان مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، ترشحه للرئاسة ، في جدل كبير ، حيث بدأت ملامح تفكك على جبهة الإنقاذ الوطني التي لعبت دورا محوريا في سحب بساط الشرعية من تحت أقدام الرئيس المعزول محمد مرسي. وتناقضت مواقف القوى السياسية المختلفة والشخصيات التي تتشكل منها الجبهة ، فمنها من أعلن دعمه المبكر لترشح السيسي ، ومنها من لام صباحي على إعلان ترشيحه قبل "استشارة الجبهة". كما لاحت في الأفق نذر "حرب إعلامية" ضد صباحي بدأت بسخرية تبدو منظمة على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى صفحات كبيرة تدعم ترشح السيسي أو تنحاز إلى تحالف دعم الشرعية التي تمثل محوره جماعة الإخوان المسلمين، وبدت هذه الحملات كأنها . الاستهداف الإعلامي لم يقتصر على حمدين صباحي وإنما أيضا مرشحين سابقين للرئاسة لم يعلنوا ترشحهم بعد ، وعلى رأسهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية ، والذي لاقت عودته للظهور في برامج تليفزيونية "حملة استهجان منظمة " والقيادي اليساري خالد علي ، والذي اقتحمت قوات الأمن مكتبه الأسبوع الماضي ، أثناء وجوده خارج البلاد وجدد صباحي القول أنه "يعتزم الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، ويدعو لحوار جاد بين قوى الثورة الحقيقية من أحزاب وحركات شبابية وقوى ثورية ورموز وطنية، للتوافق على برنامج يعبر عن أهداف الثورة، وفريق مسؤول عن تنفيذه، واسم مرشح رئاسي، مُبديًا استعداده لأداء هذا الدور، أو دعم من يجرى التوافق عليه " ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، عن حمدين القول: "إنه لم يقل لا بدعم الفريق السيسي، ولا أنه يصر على الترشح تحت أي ظرف، وأضاف: "طرحت الرأي الذي أعلنته من قبل مرارًا، فيما يتعلق بالموقف الأصح- من وجهة نظري ونظر قطاعات شعبية وقوى سياسية بشأن ترشح الفريق السيسي، وهو نفس الموقف الذي أعلنه السيسي بنفسه سابقًا بعدم رغبته أو سعيه للسلطة". وأوضح صباحي قائلا :"إذا غير السيسي رأيه وأعلن قراره بالترشح للرئاسة، فسيكون لكل حادث حديث، بحسب المستجدات وخريطة المرشحين وبرنامج كل منهم والقوى السياسية والاجتماعية المؤيدة له" ولم يخف زعيم التيار الشعبي "أن حلم الوصول لمقعد الرئيس مازال يرادوه وأنه ينوي للانتخابات الرئاسية القادمة لتحقيق هذا الحلم." وجاءت تصريحات صباحي قبل ساعات من مشاركته في لقاء صباح الأحد، مع الرئيس عدلي منصور، في إطار سلسلة جلسات وحوارات تعقدها مؤسسة الرئاسة، بشأن خارطة الطريق، وتبكير الانتخابات الرئاسة، والنظام الانتخابي في انتخابات البرلمان. وكانت تصريحات للمرشح الرئاسي السابق عمرو موسى منتصف الأسبوع الماضي أعلن فيها صراحة دعم الفريق عبد الفتاح السيسي ومطالبته بالترشح للرئاسة، هي أولى بوادر تصدع جبهة الإنقاذ وقال موسى "إذا لم يترشح السيسى للانتخابات الرئاسية سنجعله يترشح، لأن أغلبية الشعب تريد ترشحه لرئاسة الجمهورية" مضيفا أنه لا يرى له بديلا، لأن الفريق السيسى حصل على ثقة الشعب وإعجابه به فى المقابل دعت حملة مرشح الثورة التى تؤيد حمدين صباحى لعدم ترشح الفريق عبد الفتاح السيسي واكدت انه فى "حالة ترشحه فسوف تعتبر ما حدث فى 30 يونيو انقلابا عسكريا". وقلل التيار الشعبي من أهمية تصدع جبهة الإنقاذ حيث قال متحدث باسمه " إن الجبهة تأسست والتقت في لحظة على هدف واحد محدد، هو المواجهة مع استبداد سلطة الإخوان، وقد تحقق هذا وانتهى دورها، وهي ليست تعبيرًا حقيقيًّا عن (وحدة قوى الثورة) ولا عن مشروع وطني موحد".