علق المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات سابقًا على حقيقة الخلافات التى دارت بينه وبين وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم وتدخل رئيس الوزراء وقتها إبراهيم محلب لحل الخلافات فيما بينهما بأنها ليست خلافات شخصية ولكنها خلافات في العمل فقط، موضحًا أن الوزير لم يكن راضيًا عن أداء أعضاء الجهاز المختصين بالرقابة المالية على وزارة الداخلية، أثناء عمله، وعلمت ذلك من الزملاء الذين أبلغوني أنهم يواجهون صعوبات وعدم معاونة أثناء وجودهم بالوزارة، وبالفعل تأكدت من ذلك عندما اتصل بى اللواء محمد إبراهيم طالبًا منى تغيير أعضاء الجهاز المعنيين بالعمل في ملفات الداخلية، وعندما سألته عن السبب قال لي إنهم يضايقون قيادات الوزارة، فطلبت منه تقديم مذكرة فورًا لمحاسبتهم إذا ثبت أنهم أخطأوا في حق أحد بالداخلية، ورفض الوزير تقديم شكوى، وقال «مش هكتب حاجة»، وقلت له «وأنا ما سمعتش حاجة»، وانتهت المكالمة بيننا. وأضاف جنينة ل"المصري اليوم" أنه بغض النظر عن طريقة إنهاء المكالمة بيني وبين الوزير لكن بعدها تلقيت اتصالا من الدكتور إبراهيم محلب رئيس الوزراء طالبًا الوقوف على الأمر، وبالفعل شرحت له الموضوع وأوضحت له أن الزملاء يعملون في هذا المكان منذ عامين ولم يصلنا عليهم ملاحظات، وقلت له "إحنا مش بنشتغل عند حد"، لأننا في جهاز مستقل يقوم بمراقبة الإنفاق المالى للمؤسسات وهذه طبيعة عملنا، ومن الأهمية أن يفهم المسئولون ذلك جيدًا من أجل المصلحة العامة، فطلب الدكتور محلب أن نلتقي معًا في مكتبه لحل المشكلة، وبالفعل حدث، وبمجرد جلوسنا بدأ رئيس الوزراء الحديث بابتسامة قائلاً: أنتم زملاء، ويجب أن ننحى الخلافات جانبًا.. فقلت له: يا دولة الرئيس أنا أمد يدي للوزير راغبًا في التعاون المشترك بيننا لمصلحة الوطن، ونحن نكمل بعضا البعض.. وأخبرته بأن الأعضاء لا يجرؤون على عمل مخالف للقانون داخل مقر وزارة الداخلية، فقال الوزير "لى لازم يتغيروا"، قلت له إذا وجد ما يدعو لذلك فلا مانع، لكن لا يمكن تغييرهم لرغبة أشخاص، وضربت له مثلا في حال تواجدي بأحد أقسام الشرطة ولم يعجبني أحد الضباط هناك هل ذلك مبرر منطقى يجعلنى أطالب بتغييره بضابط آخر؟، فرد علىّ الوزير قائلا: "إنت هتصغرنى أنا أديت الناس كلمة خلاص"، فكانت إجابتى له أننى لست معنيا بأن أكبر أحدًا أو العكس، لكنها لوائح ولابد من احترامها لمصلحة العمل. وعندها بدا على الوزير الضيق وبصوت عال قال لى «إنتم عايزين توقعوا الداخلية ومش حاسين بالبلد»، وكلام من هذا القبيل، وبدوري أغلقت أوراقى، وكان ردى عليه موجهًا للدكتور محلب بأنني لست أقل منه وطنية وأنني أقوم بتأدية واجبى ورسالتى في الرقابة من أجل الوطن، ولا أحب الضغوط، وأن ما يطلبه الوزير مخالف للقانون.. وتدخل الدكتور محلب بالتهدئة وقال له بعد أن كان راغبًا في مغادرة المكتب «انتظر سيادة الوزير ما زالت الجلسة مستمرة»، وعندها شعر الوزير أننى جاد وتغير تماما قائلاً «من المهم أن تتحملنى لأننا زملاء دفعة واحدة»، وأمام إصرار الدكتور محلب على تهدئة الأجواء، قبلت وأخبرته بأنني سأفعل ذلك رغم عدم اقتناعى بهذا، وبالفعل تم تغيير الزميلين. والمفارقة أن الأعضاء الجدد جاءوا إلى مكتبى بعد أول زيارة للداخلية طالبين نقلهم، مبررين ذلك بعدم رغبة المسئولين هناك في التعاون معهم، فأوضحت لهم أن طبيعة عملنا تحتاج إلى الصبر والجلد، ونحن نعلم جيدًا أن الرقابة شىء صعب على بعض النفوس التي لا ترغب فيها. وأكد جنينة أنه لم يحدث بعدها أي اتصالات، بينه وبين وزير الداخلية وكنت قد أخبرتهم أن الأمر ليس شخصيًا، وكل ما في الأمر أننى أنفذ القانون ليس أكثر، وليس لدىّ خطوط حمراء مطلقًا.