كشف منشقون عن جماعة "الإخوان المسلمين" عن أن قيادات الجماعة كانت على علم بتوقيت الفض، إلا أنها لم تبال بذلك وأخفت ذلك عن المعتصمين، في الوقت الذي لم ينف فيه بعض المشاركين في الاعتصام تلقيهم معلومات بذلك. ونقلت وكالة "الأناضول" في وقت سباق عن مصدر ب"التحالف الوطني لدعم الشرعية" المؤيد للرئيس الأسبق محمد مرسي، أن توقيت فض الاعتصام وصل إلى قيادات التحالف قبل 6 ساعات من بدئه. وقال أحمد بان الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن "الهدف من عدم إعلان الجماعة لتوقيت فض اعتصام رابعة رغم علمها بالتوقيت، هو إدراك قيادات الجماعة بعدم وجود سبيل للرجوع للحكم مرة أخرى، لذا أرادت أن يكون هناك قتلى كثيرة تثير بها عطف الشعب، لكي يعود لتأييدها مرة أخرى". وأضاف ل"المصريون": "الجماعة أرادت أيضًا بإخفاء موعد فض الاعتصام قطع الطريق بعد ذلك على أي محاولة تطالب بمحاكمة قيادات الجماعة، فوقوع قتلى منهم ستجعلهم يطالبون بمحاكمة القاتل بالنسبة لهم وهو الجيش والشرطة وليس هم". وأوضح أن "الهدف أيضًا كان محاولة القيادات بإطالة عمر التنظيم لشهور قليلة، ولكن هذا لم يحدث فالتنظيم تفكك وانشق عنه الكثيرون، ولم يترتب على كل هذا إلا الخسائر الكثيرة من قتلى وإحداث اضطرابات وشغب داخل الدولة". وأشار الباحث في شئون الجماعات الإسلامية إلى أن "هذا أدى إلى مقتله عظيمة تسبب فيها قيادات الإخوان"، واصفًا ما حدث بأنه "انتحار جماعي". من جهته، قال سامح عيد الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن "الجماعة أرادت من إخفاء موعد الاعتصام وقوع قتلى بالمئات، وأن يكونوا من جماعات أخرى حتى تضطر إلى تأييد "الإخوان"، وبذلك لا تكون الجماعة وحدها في مواجهة النظام". وأضاف ل"المصريون" أن "الجماعة أيضًا رأت أن وقوع قتلى سيؤدى إلى إثارة العواطف لدى الشعب، مما سيترتب عليه تأييد من جانب المواطنين، حتى لو كانت الأعداد ليست كثيرة جدًا". وأشار إلى أن "قيادات الجماعة رأت أن الدم هو السبيل للحفاظ على أنفسهم، فهم ظلوا في شحن المعتصمين للبقاء داخل ميدان رابعة، وظل البسطاء وأفراد الجماعات الأخرى بينما هربت القيادات في النهاية، حتى عندما طلبت منهم القوات الخروج عبر الممر الآمن، ظلوا يشككوا في ذلك ويقولون إن هذا فخًا لاصطياد المعتصمين".