محافظ الإسكندرية يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي (صور)    آخر تحديث لسعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري.. وصل لكام؟    «التضامن»: ضم فئات جديدة لمعاش تكافل وكرامة قبل نهاية سبتمبر المقبل    تفاصيل أعلى عائد على شهادات الادخار 2024 في مصر    البيت الأبيض: لا نريد احتلالا إسرائيليا لقطاع غزة    عاجل.. لحظة اغتيال القيادي بحماس شرحبيل السيد في قصف إسرائيلي    إحالة 12 متهما من جماعة الإخوان في تونس إلى القضاء بتهمة التآمر على أمن الدولة    رئيس مجلس الدولة: الانتخابات الحالية بداية جديدة للنادي    كرة يد.. الأهلي 26-25 الزمالك.. القمة الأولى في نهائي الدوري (فيديو)    طقس ال72 ساعة المقبلة.. «الأرصاد» تحذر من 3 ظواهر جوية    التصريح بدفن جثة تلميذ غرق بمياه النيل في سوهاج    شيرين تهنئ عادل إمام بعيد ميلاده: «أستاذ الكوميديا اللي علم الناس الضحك»    أشرف غريب يكتب: أحد العظماء الخمسة وإن اختلف عنهم عادل إمام.. نجم الشباك الأخير    الاستعدادات الأخيرة ل ريم سامي قبل حفل زفافها الليلة (صور)    النيابة تأمر بانتداب المعمل الجنائي لبيان سبب حريق قرية «الحسامدة» في سوهاج    جداول قطارات المصيف من القاهرة للإسكندرية ومرسى مطروح - 12 صورة بمواعيد الرحلات وأرقام القطارت    وزير الاتصالات يبحث مع سفير التشيك تعزيز التعاون بمجالات التحول الرقمي    أوكرانيا تسعى جاهدة لوقف التوغل الروسي فى عمق جبهة خاركيف الجديدة    استمرار تراجع العملة النيجيرية رغم تدخل البنك المركزي    بعد غلق دام عامين.. الحياة تعود من جديد لمتحف كفافيس في الإسكندرية (صور)    طيران الاحتلال يغتال القيادي بحماس في لبنان شرحبيل السيد «أبو عمرو» بقصف مركبة    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    مدير إدارة المستشفيات بالشرقية يتفقد سير العمل بمستشفى فاقوس    حسام موافي يوضح أعراض الإصابة بانسداد الشريان التاجي    توخيل يؤكد تمسكه بالرحيل عن بايرن ميونخ    "بموافقة السعودية والإمارات".. فيفا قد يتخذ قرارا بتعليق عضوية إسرائيل    بريطانيا تتهم روسيا بتزويد كوريا الشمالية بالنفط مقابل السلاح    4 وحدات للمحطة متوقع تنفيذها في 12 عاما.. انتهاء تركيب المستوى الأول لوعاء الاحتواء الداخلي لمفاعل الوحدة الأولى لمحطة الضبعة النووية    عمر الشناوي حفيد النجم الكبير كمال الشناوي في «واحد من الناس».. الأحد المقبل    عمرو يوسف يحتفل بتحقيق «شقو» 70 مليون جنيه    سوليفان يزور السعودية وإسرائيل بعد تعثر مفاوضات الهدنة في غزة    علماء الأزهر والأوقاف: أعلى الإسلام من شأن النفع العام    تاتيانا بوكان: سعيدة بالتجديد.. وسنقاتل في الموسم المقبل للتتويج بكل البطولات    "بسبب سلوكيات تتعارض مع قيم يوفنتوس".. إقالة أليجري من منصبه    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    الوضع الكارثى بكليات الحقوق    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي    رئيس جهاز دمياط الجديدة يستقبل لجنة تقييم مسابقة أفضل مدينة بالهيئة للعام الحالي    «تقدر في 10 أيام».. موعد مراجعات الثانوية العامة في مطروح    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    مساندة الخطيب تمنح الثقة    أحمد السقا: يوم ما أموت هموت قدام الكاميرا    فريق قسطرة القلب ب«الإسماعيلية الطبي» يحصد المركز الأول في مؤتمر بألمانيا    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات بالطيران المسيّر    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    في اليوم العالمي ل«القاتل الصامت».. من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ونصائح للتعامل معه؟    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    إحباط تهريب راكب وزوجته مليون و129 ألف ريال سعودي بمطار برج العرب    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف استقبل هؤلاء خبر خلع الرئيس الفاسد؟ وماذا كان شعورهم؟ مشاهير السياسة والأدب والفن والرياضة
نشر في المصريون يوم 11 - 02 - 2012


الشيخ محمد جبريل: دعوت الله فى سجودى
جمال الغيطانى: لم تكن مفاجأة لى
محمد صفاء عامر: حدث ما لم أكن أتخيله
تيسير فهمى: كنت فى حالة هستيرية، اختلطت فيها كل المشاعر
الفنان أشرف عبد الغفور: كان ضربًا من الخيال
على الحجار: بكيت من شدة الفرحة، وتمنيت لو كنت بالتحرير
توفيق عبد الحميد: جاء الفرج فى التشهد الأخير
دينا عبد الله: ظننت أننى أعيش حُلمًا
هند عاكف: مشيت على قدمى حتى أصل للتحرير
فردوس عبد الحميد: فرط الفرحة أوقعنا فى الغلطة
وجدى العربى: لولا الخزعبلات لطلبت ممن حولى أن "يقرصونى"
نادر السيد: ولدت من جديد
جمال عبد الحميد: لحظة إحراز الهدف
حلمى بكر: حمدت الله ونصحت الشباب
الشاعر ناصر رشوان: الفرحة أفقدتنا الوعى
الشاعر هشام الجخ: تمنيت لو كنت فى ميدان التحرير
الداعية شريف شحاتة: سجدت سجدة الشكر
جورج إسحق: لم أكن أتخيل أن يترك السلطة
كمال الهلباوى: كنا نعيش على هذا الأمل
منتصر الزيات: تنسمت عبير الحرية
الدكتور عصام النظامى: أصبت بالذهول وأحسست بالخوف
طارق زيدان: لم أكن أتوقع تنحى الرئيس
مجدى حسين: أحسست بالخوف من ماذا بعد؟
يوم الجمعة 11 فبراير 2011 كان يومًا فاصلاً فى تاريخ مصر، وعاشت مصر أطول وأثقل يوم .. ساعاته كانت تمر كأنها سنون طوال، فكل شىء فى مصر قد توقف، وأصيبت كل مرافق الدولة بالشلل التام، وزحفت الجماهير بالملايين نحو القاهرة قادمة من كل بلاد مصر.. من النجوع والكفور.. من القرى والمدن.. من الأزقة والحوارى.. من القبور والقصور.. رجالاً ونساءً.. شيوخًا وشبابًا.. صبيةً وأطفالاً.. الجميع توحدوا حول هدف واحد هو إسقاط الرئيس الفاسد الذى حكم البلاد طيلة ثلاثين سنة بالحديد والنار، ووأد أحلام الملايين من الشباب، وأهدر حقوقهم فى حياة كريمة وشريفة، وسرق ثروات الوطن لنفسه هو وعصابته.. ثم ختم سيرته القبيحة بقتل المحتجين ضده عمدًا، فسقط مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين، فكانت هذه الفعلة هى القشة التى قصمت ظهر البعير، وكان لابد أن يدفع ثمن الدماء التى سالت، وكان أن أصر الشعب على إسقاطه مهما كان الثمن.. فاتجهت جموع الثائرين نحو قصر الرئاسة يهتفون: "ع القصر رايحين .. شهداء بالملايين".. "النهارده بعد العصر هنهد عليه القصر".. وأحاطوا بالقصر من كل ناحية دون أن يأبهوا بمدرعات ومجنزرات الحرس الجمهورى، فارتجت الأرض تحت أقدام الطاغية، وتزلزل عرشه، ثم سقط سقوطًا مروعًا مدويًا، وخرج من كان نائبًا للرئيس أمام العالم فى السادسة من مساء هذا اليوم يلقى بيانًا تاريخيًا من 21 كلمة استغرق 37 ثانية، هذا نصه:
"قرر الرئيس محمد حسنى مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد .. والله الموفق والمستعان".
وبعد ثوان من إلقاء هذا البيان، خرجت الملايين ليس فى مصر وحدها، بل وخارج مصر أيضا، سواء من المصريين المقيمين خارج الوطن أو من غير المصريين الذين تعاطفوا معنا.. خرج الملايين يهتفون فرحين بالنصر الأكبر فى تاريخ مصر فلقد سقط إلى غير رجعة حكم النظم الديكتاتورية، ولن يكون هناك إرادة فوق إرادة الشعب.
وفى الذكرى الأولى لهذا الحدث، نستعيد فرحة هذا اليوم، من خلال استرجاع ذكريات هذا الحدث الفارق لدى عدد من رموز هذا الوطن فى كل المجالات.
...................................................................................
لم تكن مفاجأة لى
الروائى والأديب الكبير جمال الغيطانى قال: فى هذا اليوم صليت الجمعة أنا وشقيقى فى مسجد رابعة العدويّة بمدينة نصر، وصلى الإمام بنا صلاة الحاجة بعد صلاة الجمعة، وهى صلاة تصلى عند الخروج إلى مهمة قد لا يعود الإنسان منها، وبعد الصلاة توجهت إلى القصر الجمهورى؛ لأننى توقعت أن الزحف سيكون صوب قصر العروبة، مشيت فى المظاهرة الحاشدة، وكان ينضم إليها طوال الطريق أناس ينزلون من عماراتهم، وضمت أيضًا سكان العشوائيات، لدرجة أننى لا أنسى عجوزًا كان يسير بجوارى قال: "هو معقول أن مصر فيها شوارع بالنضافة دى" وهذه كانت المرة الأولى التى يرى فيها شوارع روكسى، وعلى الرغم من طول الطريق، وأنا أسير متوكئًا على شقيقى إلا أننى لم أشعر بأى إعياء حتى وصلت حوالى الساعة الثالثة عصرًا، وعند وصولنا وجدنا هناك مظاهرة صغيرة مضادة مؤيدة لبقاء الرئيس السابق - وكنت قد مررت بالمنطقة يوم الخميس الذى سبق جمعة الزحف- ففوجئت بأن الدبابات التى كانت فى حالة حرب مدافعها مصوبة ناحية الجدران، والحراس الذين كانوا متأهبين للدفاع عن القصر ضد الزحف ليسوا كذلك وإنما فى وضع استرخاء، ويتجاذبون أطراف الحديث مع بعضهم البعض، كذلك لم أجد السلك الشائك الذى كان يغلق مداخل منطقة القصر، ولم يعترض أحد طريق المظاهرة، عندها شعرت أن هناك شيئًا غير طبيعى، لكن سرعان ما تبددت دهشتى عندما عرفت من أحد الضباط الذى تعرف علىّ أن الرئيس السابق قد غادر القصر منذ الساعة الثانية عشرة ظهرًا،وبالتالى لم يكن بيان التنحى مفاجأة بالنسبة لى، وقد سمعته فى الشارع مع أحد المتظاهرين من خلال موبايله الذى لديه إمكانية النقل الإذاعى، حينما طلع علينا النائب السابق بالبيان الهام الذى كان منتظرًا فى هذا اليوم، أدركت أن عمر سليمان هذا الرجل الصامت الذى كانت له هيبة، ولم ينطق طوال عمره بهذا القدر المحدود جدًا الذى لم يمكنه من قراءة البيان، كما أذكر جيدًا أن الوضع لو استمر على ما كان عليه ووصل الزحف للقصر لحدثت مجزرة، لكن أيادى الناس كانت ستطاله، ولكان الوضع أفضل بكثير مما نحن عليه الآن، وكانت المسألة قد حسمت وانتهت، ولما كانت هناك مجال لدغدغة المشاعر ومراعاة الخواطر، اليوم مصر تحترق بسبب أنه نائم على ظهره، وأركان نظامه يحركون الفوضى من طره.
الكاتب والسيناريست محمد صفاء عامر قال:
أصبت بإحباط شديد ليلة الخميس، وتملكنى اليأس، وبت ليلتى مغمومًا، لأنه لم يتنح، وقال خطابًا "ملخبطًا" مرتبكًا جاء مخيبًا لكل الآمال، وفى اليوم التالى ظللت مراقبًا ومتابعًا للتلفاز،حتى حدث ما لم أكن أتخيله؛ حيث ظهر النائب السابق عمر سليمان علينا ببيان التنحى الذى أخطأ فيه خطأً لغويًا فادحًا، لكن حمدنا الله على هذه النعمة، وهذا ليس غريبًا على النظام السابق؛ فالرئيس السابق نفسه الذي كانت له سلطات فرعونية ألقت بالبلد فى داهية كان جهولاً؛ فلم يقرأ كتابًا واحدًا فى حياته، ومنذ أن تحولت مصر إلى الحكم العسكرى، وما فعل الرئيس عبد الناصر، وكذلك الرئيس السادات من بعده، فقد كان لهما فكرًا يحترم، أما الرئيس السابق فلم يكن له حظ من هذا، كذلك سوزان مبارك فعلت ما فعلته الملكة نازلى؛ فالأولى ضيعت جمهورية، والأخيرة ضيعت مملكة، ومع ذلك مازالت حرة طليقة، وهناك مشكلة حقيقية لدى الشعب المصرى أنه يتعامل مع الأمور بسذاجة، ولا يستفيد من الأخطاء السابقة، والمجلس العسكرى قد وجه إلينا رسالة واضحة لكننا لم نستوعبها، ومفادها أنه لن يكشف صدره لأحد لكى يعتدى عليه.
الفنان أشرف عبد الغفور قال:
لم يكن يتخيل أحد قبل يوم 25 يناير أنه فى حاجة اسمها تنحى عن السلطة؛ فقد كان هذا ضربًا من الخيال، أما بعد 25 يناير واندلاع الثورة؛ فقد بات هذا الأمر متوقعًا ولم يكن حدوثه مفاجأة؛ حيث أصبح مطلبًا ملحًا ينادى الشعب بأكمله كل يوم حتى تحقق يوم 11 فبراير، وكنت وقتها فى قلب ميدان التحرير، ومن لم يكن فى الميدان فقد نزل مهرولاً للميدان، وعشنا سويًا هذه اللحظة الفارقة فى تاريخ الوطن، وستظل فارقة فى تاريخه، لكن المشكلة أن التعامل مع هذا البلد منذ يوم 12 فبراير وحتى الآن لم يكن على قدر اللحظة، وانحرف عن مساره الصحيح، ممن تولوا إدارة البلاد، وما يحدث الآن من تجاوزات وما حدث قبله من كوارث هو مسئولية من تولى إدارة البلاد، أما من قاموا بالثورة، فقد انتهى دورهم عند تسليم السلطة، وهم أبرياء من المجازر والكوارث التى حدثت وما زالت تحدث.
المطرب على الحجار قال:
لم أكن أصدق ما أسمع من عبارات التخلى عن السلطة، فكنت دائمًا أتخيل أن مبارك هو رمسيس الثانى الذى سيظل فى الحكم، ولن يتركه أبدًا، وكان يومًا سعيدًا لا ينسى مهما تعاقبت على الإنسان أحداث مفرحة، لم ينقص من فرحة هذا اليوم التاريخى فى حياة كل المصريين سوى أننى لم أشارك الأهل والأحباب فرحة الانتصار فى ميدان التحرير؛ حيث إننى كنت فى إسبانيا فى رحلة علاجية، لكننى كنت أذهب مع المصريين الموجودين هناك لعمل تظاهرات أمام السفارة المصرية فى مدريد كل يوم منتظرين رحيله حتى تحقق الحلم، وأول ما فكرت فيه بعد سماع خبر التنحى هو العودة إلى مصر لأن الاتصالات الهاتفية وتبادل التهانى لم تكن كافية للاحتفال بمثل هذه المناسبة الفريدة فى تاريخ مصر، وبالفعل كنت يوم 14 فبراير فى قلب ميدان التحرير، أنا وأهلى وأصدقائى نتقاسم الفرحة والبهجة التى حرمنا منها طوال العقود الماضية، وأتمنى أن يحاكم الرئيس السابق محاكمة حقيقية؛ لأننى أستشعر أننا نشاهد مسرحية هزلية، وأتمنى أن تكتمل بشكل يحقق الإنصاف لكل المصريين.
الفنان توفيق عبد الحميد قال:
كنت أصلى المغرب فى الميدان، وفى أثناء التشهد الأخير، وقبل أن أسلم سمعت من الخيمة التى بجوارنا - وكان بها مجموعة من الفنانين- صراخًا عاليًا وتهليلاً كبيرًا، عندها أدركت أن الرئيس السابق قد تنحى، وغمرتنا الفرحة جمعيًا لدرجة أن الفنان طارق النهرى أصُيب بإغماء من شدة الفرحة، وقد انفعلت جدًا بهذه اللحظة، وشعرت بفرحة لا يمكن وصفها، وشاركت جموع الميدان فى التعبير عن الفرحة والسعادة.
الفنانة تيسير فهمى، رئيس حزب المساواة والتنمية، قالت:
أصابنى خطاب يوم الخميس (10 فبراير) بإحباط شديد، بعد أن جاء مخيبًا لكل الآمال، وكانت التسريبات والشائعات قد انتشرت تبشر بالتنحى، ثم فوجئنا بإصراره على البقاء، مما أصابنا بخيبة أمل شديدة، قررنا على إثرها البقاء فى الميدان حتى الرحيل، وظللت بميدان التحرير أنتظر خطاب التنحى، وكان قد تم الإعلان عن بيان هام، وبالفعل انتظرنا فى لهف حتى جاءت اللحظة الفارقة فى تاريخ مصر، وألقى عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق بيان التنحى فى مساء يوم الجمعة الساعة السادسة والثلث تقريبًا، بعدها كنت فى حالة هستيرية يصعب تحديدها بدقة اختلطت فيها مشاعر كثيرة من عدم التصديق والفرحة وحلاوة الانتصار، ولم أستطع أن أفعل شيئًا إلا أن أردد الحمد لله حتى أستطيع أن أفيق من ذهول اللحظة، وأضافت أن وقعنا فى خطأ الانفعال بهذه اللحظة ونسينا التفكير فيما بعدها من مراحل، وهو ما كان سببًا فى تأخر مطالب الثورة ما يقرب من سنة، نافية ما يتردد من سرقة الثورة، مؤكدة استمرار الثورة فى تحقيق مطالبها وأهدافها، وعدم قدرة كائنًا من كان على سرقتها، بعدها فكرت فى الانضمام لحزب سياسى لكى أمارس العمل السياسى فى مرحلته الجديدة من خلال قنواته المشروعة، لكن بعد لقائى بمجموعة من المثقفين والسياسيين والخبراء جاءت فكرة تأسيس حزب جديد يحمل أفكارنا ومبادئنا ويحمل عبء المشاركة فى الحياة السياسية الجديدة بعد الثورة، وقد شاركنا فى الانتخابات لإنجاح التجربة الوليدة، ومحاولة توصيل أصواتنا للجماهير.
الإعلامية الدكتورة دينا عبد الله:
سافرت للسعودية لأداء العمرة يوم 25 يناير أى يوم اندلاع الثورة المجيدة، وظللت فى ترقب ومتابعة مستمرة لما ستسفر عنه الأحداث، حتى انتصرت إرادة الشعب على النظام البائد، وقتها لم أصدق الخبر، وظننت أننى أعيش حلمًا لا يمكن أن يتحول إلى واقع، تجدد الأمل فينا مرة أخرى، وحينما عدت إلى القاهرة أحسست دبيب السعادة، وبكيت من شدة الفرحة، وأنا أرى الشباب فى ثوبه الجديد يحافظ على مصر، ويوفر الأمن والأمان، ويسهر فى اللجان الشعبية، لينام غيره فى أمان، ويواجه البلطجية ويقبض على اللصوص، ويحمى الممتلكات العامة والخاصة، لحظتها بكيت على مصر المخطوفة، وحمدت الله على عودتها، لكنى اليوم شعرت بالمرارة والأسى مما يحدث من انفلات أمنى، واعتداءات على مؤسسات الدولة، وعلى رجال الشرطة الذين يحفظون الأمن، ورجال القوات المسلحة الذين حموا الثورة، وحققوا ما تحقق من مطالبها، وما يحدث الآن من تدمير وتخريب وهجوم واعتداءات وغياب أمنى ليس من سمات المصريين، ولا من سمات مصر بلد الأمن والأمان.
تقول الفنانة هند عاكف:
فى الساعة السادسة مساءً كنت فى طريقى إلى الميدان، وأخبرونى بالتليفون بخبر التنحى، والحقيقة أننى قد عرفت هذا الخبر مبكرًا من خلال بعض معارفى، أن التنحى قد تم بالفعل ونحن فى انتظار إلقاء البيان، ذهبت إلى شارع قصر العينى، ومشيت على قدمىّ بدءًا من أوله حتى وصلت ميدان التحرير وسط الحشود الهائلة التى كانت تجوب الميدان والشوارع المؤدية إليه، ابتهاجًا بالنصر الذى حققه الشعب، كنا نرفع الأعلام، ونهتف بحب مصر، ونتبادل التهانى، ونتشارك الفرحة والبهجة فى هذا الاحتفال العظيم، كنت فى قمة السعادة، شعرت أننا نشطنا من عقال، خرجنا من المعتقل، ومن السجن الذى قبعنا فيه على مدى عقود طويلة، عدنا إلى مصر وعادت إلينا مصر، لكن للأسف الشديد لا حياة لمن تنادى، وكانت غلطة الثوار أنهم تركوا الميدان قبل أن تكتمل الثورة.
وتقول الفنانة فردوس عبد الحميد:
انتشينا.. وكنا فى منتهى السعادة بسقوط رأس النظام وخلعه من على كرسى السلطة بعد ثلاثة عقود مضت، لكننا من فرط الفرحة التى أفقدتنا الوعى، خدعنا وغُرر بنا؛ حيث تركنا الرئيس المخلوع يقرر لنا مصيرنا كيف يشاء، لكن ذكاء ونباهة الشعب المصرى جعلته يصر على استكمال ثورته، رغم أنف الحاقدين فى سجون طره، فكلما خططوا لإجهاض الثورة، باستخدام السيناريو الدامى والتخريب والتدمير والحرق فى محمد محمود والبالون والشيخ ريحان ومجلس الوزراء وأخيرًا مجزرة بورسعيد، لكن دائمًا ما ينقلب السحر على الساحر، وعادت الثورة قوية متأججة من جديد، ولقد أخطأنا يوم أن تركنا ميدان التحرير قبل القضاء الكامل على جسد النظام، فاكتفينا بسقوط الرأس، وتركنا أذرعته وثعابينه وحياته تنفث سمومها وتعبث بكل مؤسسات الدولة، لكن هيهات هيهات أن ينالوا من الثورة ومن مقدرات الوطن شيئًا، فالشعب المصرى نابه لكل مخططاتهم القذرة، ومؤامراتهم الفاشلة، وقرر أن يستكمل ثورته فهو شعب ذكى وليس كما يدعون، وصاحب عقل جمعى عبقرى، فنجده فجأة على قلب رجل واحد، يفكر بقلب واعٍ، ويسير فى اتجاه واحد لاستكمال ثورته، فالثورة مستمرة، رغم الانفلات الأمنى، والترويع والتجويع، والإعلام المضلل الكاذب الذى يراهن على غباء الشعب، وهو منه براء.
الفنان وجدى العربى قال:
هذه اللحظة لم تكن وليدة اليوم نفسه، وإنما عشنا قلبها معاناة طويلة، وقضينا أيامًا وليالٍ فى ميدان التحرير، وقبلها بأيام سافرت إلى أسوان، وقطع على طريق العودة، ولم أستطع العودة لا عن طريق البر أو الجو حتى اليوم السابع من فبراير، وفى اليوم الثامن كنت فى ميدان التحرير، ومنذ هذا اليوم الثامن من فبراير بدأ الخناق يشتد على المتظاهرين وبدأ معه فى ذات الوقت الصمود يزيد وخصوصًا بعد موقعة الجمل، كنت مع الناس فى قلب ميدان التحرير لحظة بلحظة أسمع منهم وأقرأ فى عيونهم، رفض أى شىء، وعدم سماع أى شىء إلا كلمة واحدة طال انتظارها وهى التنحى، ثم جاءت اللحظة المرتقبة وليدة مرحلة مخاض عثر، فالجميع كان فى انتظار المولود على قدم وساق، فالأمل معقود عليه، فالجميع يرجون مجىء المولود معافى قوى، كنا نرفض مجيئه مشوهًا من ولادة قيصرية تمثلت فى توجه المتظاهرين إلى قصر الرئاسة، وكنا نقول للشباب صبرًا صبرًا حتى لا يجرح جسد مصر الغالى بمشرط عدم السلمية، جاءت لحظة الفرحة وتم كل شىء على ما يرام، متسائلاً الكل كان فرحًا إلا ذلك البشير الذى زف إلينا الفرحة وهو النائب الأسبق عمر سلميان الذى ظهر حزينًا، فهل كان حزينًا على شهداء مصر؟، أم كان حزينًا على نظامه الساقط الذى ارتمى فى أحضانه عشرات السنين، فضلاً عن ذلك الرجل الحزين أيضًا الذى كان خلفه والتى حاولت مواقع التواصل الاجتماعى أن تتعرف عليه من دون جدوى، كنا ننتظر منه أن يقول افرحوا واهدأوا هدوء الثائر فقد جاء النصر من عند الله، ونحن فى ترقب شديد للخطاب، اكتفينا بكلمة "تخلى" وكان ما عداها تحصيل حاصل، ولو اقتصر الخطاب عليها لكن حمدنا الله تعالى على مجىء هذه اللحظة التاريخية فى ولادة طبيعية وإن كانت عثرة، وهذا كل ما كنا ننتظره فقد انزاح كابوس ظل جاثمًا على صدورنا لمدة ستين عامًا كرس فيها لكل أنواع الإهانة والذل والفساد، عندها شعرت أن أشياءً كثيرة انتهت، لم أفكر فى بكرة وقررت أن أعيش اللحظة بكل معانيها، أن أسعد فقط لأن أى شىء قادم لن يكون أسوأ مما فات، ولولا الخرافات والخزعبلات لطلبت ممن حولى أن يقرصونى لأننى لا أستطيع أن أصدق أننى فى حقيقة وليست أضغاث أحلام، وأنا متفائل للأيام القادمة فستكون أكثر بهاءً ورونقًا ورخاءً، ومن يترحم على الأيام الماضية فهو خائن لنفسه ووطنه فما عرفناه حتى الآن من فساد النظام السابق لا يساوى واحد من المليون مما سوف تكشف عنه الأيام القادمة.
الكابتن نادر السيد، حارس مرمى منتخب مصر السابق، قال:
كانت وستظل أسعد اللحظات التى مرت علىّ فى عمرى، أحسست أننى ولدت من جديد، والشعب المصرى عاد مرة أخرى إلى مصر الوطن بعد أن عاش غريبًا عن وطنه الذى يعيش فيه بالجسد فقط دون الروح، كنت فى التحرير لحظة التنحى بعد أن آليت على نفسى ألا أترك الميدان قبل هذه اللحظة، واتصل بى أولادى لكى يهنئونى بهذا الانتصار الذى تمثل فى تنحى حسنى مبارك، فطلبت منهم النزول لميدان التحرير حتى لا يفوتهم شرف حضور هذه اللحظة التاريخية، على الرغم من الزحام الشديد، وبرودة الطقس إلا أننى حرصت على ذلك.
الكابتن جمال عبد الحميد، نجم منتخب مصر ونادى الزمالك، قال:
عشت أسعد لحظة فى حياتى عند سماع بيان التنحى، كنت فى البيت، خرجت أنا وأفراد أسرتى، ركبنا سيارة بدون سقف، جُبنا بها شوارع القاهرة، شاركنا الكل الفرحة، وقاسمنا الجميع طعم البهجة، وقد شبهت هذه اللحظة بلحظة إحراز اللاعب للهدف، فقد أحرز الشعب المصري كله هدفًا رائعًا، أنقذنا من الذل والعبودية والإهانة، وقتها لم أفكر فى أى شىء سوى أن أعيش اللحظة، وأتذوق طعم الفرحة، ولم أتخوف من أى شىء يأتى بعد ذلك، لأنه لن يكون أسوأ مما فات، فهذا الرجل ذهب بالبلد لأسفل السافلين، ولن يأتى بعد مبارك من هو أسوأ من مبارك.
الموسيقار حلمى بكر قال:
لقد تنبأت بهذه اللحظة قبل مجيئها بثلاث سنوات فى أحد الصالونات الثقافية، بسبب تفشى الفساد الذى فاق كل الحدود، وحذرت من ثورة الجياع بسبب غياب العدالة الاجتماعية، وانتشار الظلم، واقتصار الوظائف على أصحاب الحظوة والمحاسيب، حمدت الله على هذه النعمة، وحذرت الشباب من سرقتها، ونبهت إلى الوعى بضرورة الحفاظ على الثورة، ودعوتهم إلى تحكيم العقل، وعدم الانجراف إلى التشرذم والتناحر السياسى، والوقوع فى فخ الصدام مع المجلس العسكرى
الشاعر ناصر رشوان قال:
كنت متسمرًا أمام التلفاز فى انتظار البيان الذى طال غيابه، وأُعلن عن مجيئه خلال ساعات، وعند قدومه فرحنا فرحة أفقدتنا الوعى لدرجة أن بعضنا أصيب بإغماءات، وفور إفاقتنا أخذت زوجتى وأولادى لمشاركة الشعب المصرى بأسره الاحتفال فى ميدان التحرير، وفور خروجنا من المنزل، فإذا بنا نجد شوارع مصر قد تحولت إلى ميادين تحرير؛ فالجميع أخرجتهم الفرحة والدهشة للاحتفال بهذا النصر، على حاكم عنيد ونظام فاسد تم خلعه بخلع الضرس، بل لا أبالغ إذا قلت خلع الضروس والأسنان جميعها، لأول مرة شعرنا بأننا نملك مصر وبأننا جزء من أرضها، بعدما كنا نعيش فيها غرباءً عن تراب هذا الوطن، أحسست أننا أنجزنا شيئًا عظيمًا، وبأن مصر حرة، شعرت بالأمان الذى وصفت به مصر، بت ليلتى بالتحرير، وعشت حالة من الدروشة العجيبة، وأنشدت أقول: مشربتش قهوة سادة، وبرفرف م السعادة، شربت الورد بلدى بالسكر الزيادة.
وبعدما ذقت طعم الفرحة بعد حرمان 30 سنة، تمنيت أن أقبل الشوارع والأرض، شعرت أن مصر الضائعة مننا عادت مرة تانى لينا قلت: أنا ببوس إيد الشريف وأسلم على النظيف، أوهب يا مصر عمرى شهيد ع الرصيف.
الشاعر هشام الجخ قال:
قبل الحدث بليلتين ألقيت قصيدة "مشهد رأسى" على الهواء مباشرة من ميدان التحرير يوم التاسع من فبراير، وسافرت إلى أبو ظبى لحضور مسابقة أمير الشعراء، نصحنى من كانوا موجودين فى ميدان التحرير وقت إلقاء القصيدة بالعمل فى دبى وعدم العودة مرة أخرى إلى مصر، وفعلاً عشت حالة من الغم والهم طوال يومى الأربعاء والخميس، بعدما تأخر التنحى، وتوالت المسكنات التى عافتها النفس، ففوجئت وأنا فى فندق إقامة الشعراء بحوالى 40 سيارة ملاكى تحمل 220 شابًا مصريًا قد أتوا إلى الفندق ويطلبون منى النزول للشارع ويهتفون "انزل يا هشام" أدركت أن الانتصار قد تحقق، وأن إرادة الجماهير قد انتصرت، نزلت بالفعل، وأخذنا الطريق إلى النادى المصرى، وأقمنا احتفالية عظيمة لا يمكن وصفها، حضرها أكثر من أربعة آلاف مصرى، رفعوا علم مصر، وتغنوا بحبها، وهتفوا بحياتها، وتمنيت ساعتها العودة إلى مصر، والذهاب لقلبها النابض، وضميرها الحى ميدان التحرير لمشاركة كل المصريين فرحتهم وبهجتهم بعودة مصر إليهم، لكن للأسف لم تكن المسابقة قد انتهت بعد، وحرمت من هذه اللحظة الخالدة التى طال شوقى إليها.
أما الشيخ محمد جبريل فيقول:
صليت الجمعة فى التحرير إمامًا بالثوار، ودعوت الله تعالى فى القنوت أن يزيح هذه الغمة، وأن ينصر المستضعفين، وتذكرت دعاء رسول الله (صل الله عليه وسلم) "اللهم إن تهلك هذه العصابة، فلن تعبد فى الأرض" فى أثناء سجودى، وظللت فى الميدان حتى فرج الله تعالى الكرب، وأزاح الغمة، فسجدت شكرًا لله تعالى على هذه النعمة، ورجوته أن يتم هذه الثورة البيضاء على خير، وأن نتبعها بثورة أخرى على الذنوب والمعاصى، فنحن نعيش أزمة أخلاقية حقيقية لا تليق بمصر ومكانتها بين الأمم، ومع ذلك فأنا متفائل خيرًا بنجاح هذه الثورة، والعودة إلى الأمن والأمان لأن هذا البلد محروس برعاية الله تعالى.
الداعية الإسلامى شريف شحاتة قال:
لقد شاء القدر فى هذا التوقيت أن يأتى دورى فى اعتلاء المنصة، فبدأت بشكر الله تعالى على نعمته التى وهبنا إياها، ودعوت لشهداء الثورة، والثوار من خلفى يؤمنون على الدعاء، وذكرت الشباب بأن النصر من عند الله "وما النصر إلا من عند الله"، كما ذكرتهم بالشعار الذى رفعناه فى الميدان وهو "هى نفس واحدة فلتكن فى سبيل الله"، وسجدت على المنصة وسجد الثوار من خلفى سجدة شكر لله تعالى، كما تعاهدت مع الشباب على العمل لبناء مصر، وألا ننسى هذه اللحظات التى أخذنا فيها بالأسباب فمنّ الله تعالى علينا بالنصر.
جورج إسحق، المنسق العام السابق لحركة كفاية، قال:
فرحنا فرحًا شديدًا بهذه اللحظة لدرجة أننا لم نكن نصدق ما حدث، ولم نكن نتخيل أن يترك هذا النظام المستبد السلطة، فهذا بالنسبة لنا كان ضربًا من الخيال والأوهام، لكن ما حدث أننا انبهرنا بهذه اللحظة السعيدة، ووقعنا فى خطأ كبير، لم يعد بمقدورنا أن نتداركه الآن وهو أننا تركنا الميدان لغيرنا، وهذه هى غلطتنا الكبرى، التى نتجرع مرارتها الآن، ونجنى خسائرها الفادحة.
الدكتور كمال الهلباوى، القيادى الإخوانى الشهير، قال:
كان لنا حضور إعلامى كبير فى بريطانيا، يفوق ما كان موجودًا فى مصر، وكنا نتنقل بين شاشات قنوات التلفاز نتابع عن كثب ما يحدث فى مصر، لم تكن لحظة التنحى مفاجأة بالنسبة لى، فقد كان الأمر متوقعًا، ونحن كنا نتابع ما يحدث فى مصر يومًا بيوم، ولحظة بلحظة، وكنا نعيش على هذا الأمل، ونتمنى تجمع المسلمين واتحادهم وتقدمهم، فقد ظللنا أكثر من وإحدى وخمسين سنة نجاهد هذا النظام، ونُأصل لهدم الفساد والديكتاتورية، وأول ما تبادر إلى ذهنى هو سرعة العودة إلى مصر.
المحامى منتصر الزيات قال:
غادرت القاهرة يوم 10 فبراير إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، وكنت فى انتظار التنحى، حتى وأنا فى المطار، لأن كل الإرهاصات والشواهد تسير فى اتجاه التنحى، وخصوصًا بعد خطاب يوم الخميس الذي قوبل برفض شعبى جارف، بدأت أتابع الأحداث يوم 11 فبراير حتى تم إلقاء بيان التنحى، فرحت فرحة لا يُمكن وصفها، تمنيت على إثرها ما كنت غادرت مصر، عندها تنسمت عبير الحرية، وهو إحساس جميل لا يعرفه إلا من حُرم منه، بعد أن كان الهواء الذى نتنفسه مراقبًا، وأدركت أن زوار الفجر ذهبوا بغير رجعة؛ فلا قيود ولا سجون ولا قهر ولاحرمان، كنت أنام مثل الذئب ولم أجرب طعم النوم ملء العيون بسبب زبانية زوار الفجر، والإسلاميون عانوا الكثير من الظلم والقيود والسجون، ولذلك فهم يدركون قيمة الحرية، ويحسنون استغلالها، وينتجون فى أجوائها النقية، حاولت أستعيض عن ذلك بمشاركة المصريين الفرحة وتبادل التهانى عن طريق المداخلة مع إحدى الفضائيات، عبرت فيها عن مشاعر الفرحة، ونقلت أحاسيسى بكل ارتجالية، عبرت عن هذا النضال الشعبى، وملحمة التآلف التى نسجها بكل طوائفه حتى استطاع تحقيق النصر.
الدكتور عصام النظامى، عضو المجلس الاستشارى، قال:
كنت فى اعتصام ماسبيرو فجر الجمعة، بعدما خيّب خطاب يوم الخميس آمالنا، وعدت إلى الميدان صباح يوم الجمعة, وأمنا فى صلاة الجمعة الشيخ محمد جبريل، وبكى وبكينا معه فى دعاء القنوت، وخلال الصلاة حدث هطول للأمطار ورعد وبرق، استشعرت لحظتها قدوم الخير، وأن أبواب السماء قد فتحت، وأن الدعاء قد استجيب، وأذكر أننى ونحن فى صلاة المغرب وتحديدًا فى السجدة الثانية، سمعنا هرجًا ومرجًا لدرجة أن بعض الناس خرج من الصلاة؛ ليتبين حقيقة الأمر، انتهت الصلاة، عرفت حقيقة الخبر، أصبت بشىء من الذهول من شدة الفرح، واستشعرت أن هناك إرادة إلهية قد وهبت هذا الشعب العظيم الصامد فرحة النصر، بعدها دخلت مرحلة من الهوس الشديد جراء الإحساس بالخوف الشديد الذى تملكنى جراء الخوف الشديد على مستقبل هذا البلد، فقد سألت نفسى وماذا يحدث بعد تبادل التهانى، الألعاب النارية، والاحتفالات العظيمة، فلم يكن لدينا رؤية واضحة ترسم خارطة طريق لمستقبل هذا البلد، ولم يكن هذا الأمر يشغل بال المحتفلين بالتنحى حتى هذه اللحظة التى سادها كثير من الحب والود وغلفتها كل معانى المودة والتسامح، وتجلت فيها كل آيات الوحدة الوطنية، فالجميع كان على قلب رجل واحد، ولم يكن يجول بخاطر أحد أن نصل لهذا الحد من التنافر والتناحر السياسى، وبدأنا يوم الثلاثاء فى تشكيل مجلس أمناء الثورة، وتم إصدار البيان الأول للثورة والذى تضمن أحد عشر مطلبًا، وتم الاستفتاء عليه عن طريق قراءته على المنصة، ولاقى استحسانًا من الموجدين بالميدان، فاعتبرنا ذلك بمثابة الموافقة عليه، وتطوعت أنا بالذهاب إلى المجلس العسكرى، وتقديمه للأمانة العامة، ورغم ما يحدث الآن من مشاكل فى المرحلة الانتقالية، فأنا متفائل بنجاح الثورة واستكمال هدفيها اللذين لم يتحققا بعد، لأنها عطاء إلهى لهذا الشعب ولا راد لقضاء الله.
الدكتور طارق زيدان، رئيس ائتلاف ثورة مصر الحرة، قال:
بعد خطاب يوم الخميس ذهب عدد منا لحصار ماسبيرو، كما ذهب عدد آخر إلى قصر العروبة بالليل، بينهم قعيد على كرسى متحرك، وحينما أدركنا الخوف عليهم بسبب قلة عددهم طلبنا منهم العودة، رفضوا قائلين إما رحيله أو الموت، وقال أحدهم: أنا شممت رائحة الرئيس، ولن أتركه ولو كلفنى ذلك حياتى، ولم نكن نتوقع تنحى الرئيس السابق، وخاصة بعد خطاب يوم الخميس، فقد سمعنا تسريبات التنحى ولم يحدث، وبالتالى توقعنا أن يكون بيان الجمعة هو أيضًا نوع من المؤامرة، ومن هنا قررنا السيطرة على ماسبيرو، ومن بعدها وزارة الخارجية، ثم وزارة العدل، وغيرها من مؤسسات الدولة تباعًا، لكن فاجأنا خبر التنحى ونحن فى صلاة المغرب، سقطنا على الأرض حمدًا لله، نسبنا الفضل لله تعالى، فما تم من نصر كان مفاجأة بكل المقاييس أن نحرز هذا النصر فى 18 يومًا فقط، مما أصابنى بالذهول الشديد، فقد كنت أتوقع أن نستغرق مدة أطول من تونس؛ فلم يكن هذا إلا من عند الله تعالى.
مجدى أحمد حسين، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، قال:
عندما خرجت من السجن يوم 29 يناير ذهبت إلى ميدان التحرير، ورأيت بعينى تدهور جهاز الشرطة؛ فأدركت أن الثورة ستنجح، وكثيرًا ما بشرت بها، لكن أن تحدث وتراها بعينيك هو بالطبع شىء مختلف، وقت لحظة التنحى كنت فى ميدان التحرير، واتجهت مع بعض الزملاء إلى مبنى ماسبيرو، وأنا هناك لم أسمع الخبر بأذنى، لكننى استنتجته من حالة الهتاف غير العادى التى صار عليها الناس والتكبير والتهليل، وسجود الناس على الأرض، وقتها أيقنت الانتصار وسألت أحد الساجدين، بعد أن فرغ من سجوده فقال لى: "خلاص تنحى"، كان يومًا عظيمًا وإنجازًا تاريخيًا ناضلنا كثيرًا من أجله، بعدها اخترقت الحشود المتواجدة ما بين ماسبيرو وميدان التحرير عائدًا إلى البيت؛ لكى أفكر فى هدوء فى ماذا بعد؟ ومن البديل؟ لأننى أحسست بالخوف مما وقعنا فيه الآن، فالثورة لم تبلور لها قيادة شعبية فى الميدان؛ فعلمت أننا سوف ندخل فى مشاكل كثيرة فى المرحلة الانتقالية، لكن ذلك لا ينقص من قدر هذا اليوم العظيم فى تاريخ مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.