كشفت زيارة أجريت من قبل أول وفد إعلامي مصرى يزور موقع السد منذ بدايته فى 2011، العديد من الأسرار من موقع الحدث عن طبيعة هذا السد والدول التي تشارك به ومدى تأثيره على مصر. وطبقا للزيارة التي أعدتها صحيفة "الشروق" فإن فى موقع السد يوجد عدد من الشركات التى تشارك الحكومة الإثيوبية فى بناء السد، حيث تعاقدت الحكومة مع اثنين من المقاولين الرئيسيين هى سالينى اميرجيولو وMETEC والمسئولة عن الأعمال الهيدروليكية ونظام التحكم فى المشروع، وهذه الشركات تعتبر أيضًا مسئولة عن الأعمال الاستشارية ويشارك فيها خبراء من إيطاليا وفرنسا. وفى موقع المشروع هناك العديد من المعدات الهيدروليكية والإلكتروميكانية، وإمدادات إنتاج الطاقة، حيث إن مكونات المشروع الكهربائية من خطوط النقل ومحطات التوليد موجودة الآن فى السد وجاهزة للتشغيل. ويقول مدير المشروع: «تم إنشاء خطوط نقل كهربائى لمسافات تقدر ب 240 كيلومترًا، و400 كيلو فولت، حيث إن الكهرباء المولدة ستصل فى البداية إلى المناطق البعيدة والريفية فى جنوب إثيوبيا. ومن ضمن المحطات الثانية التى رصدتها الزيارة كانت أمام الجزء الأوسط من السد من جانب المصب الذى لا يزال تحت الإنشاء بينما تتدفق المياه من فوق مخارج المياه spillways وتندفع بقوة حيث يرتفع منسوب النهر للمرور من فوق الإنشاءات المقامة فى الجزء الأوسط، وكذلك تمر المياه من داخل أربعة مخارج مقامة فى الجانب الأيسر من جسم السد. وتتدفق المياه عبر السد دون أى تدخلات وفقًا للمعدلات الطبيعية للتدفق فى هذا الوقت من العام والمقدرة بين500 إلى 600 مليون متر مكعب يوميًا، كما يظهر المشهد من المحطة الثالثة لرصد الإنشاءات من فوق الجانب الأيسر من السد، بكثافة عمل الأوناش وأعمال الدبش والتبطين الخرسانى لاستكمال بناء الجانبين الأيسر والأيمن من السد، حيث تم استهلاك 6.5 مليون متر مكعب من الخرسانة المصبوبة فى أعمال البناء. ورصدت «الشروق» تطور أعمال البناء فى السد المساعد من محطتين فوق أحد أطراف السد وأسفل الإنشاءات، حيث يقع على بعد 5.2 كليومتر من الجانب الأيمن من جسم السد الرئيسى، وارتفاع 50 مترًا ويتم بناؤه من الخرسانة المسلحة من ناحية المنبع، حيث تم استهلاك نحو مليون متر مكعب من مواد البناء تم إدخالها فى السد المساعد. وتظهر أعمال بناء الجزء الأكبر من السد المساعد، بينما لا تزال الإنشاءات مستمرة فى موقعه حيث تم تصميمه بوجود أربعة «جالاريز» لتجميع المياه والحفاظ على أى فواقد أو تسرب للمياه خارج بحيرة التخزين من خلال مراقبة المجرى المائى، وتجرى عدد من الاختبارات على جسم السد المساعد للتوافق مع أى توقعات قد تحدث عند دخول المياه لهذه المنطقة، ويتم بناؤه بخرسانة سميكة مقواه سمكها 35 سنتيمترًا حتى لا يكون هناك أى إمكانية للتسرب عبر أو تحت جسم السد المساعد. فى النقطة الثانية التى توقفت عندها «الشروق» أمام جسم السد المساعد شرح مدير المشروع نظام عمل مخرج الطوارئ spillways، والذى سيسمح بتدفق 1.200 مليون متر مكعب. وتظهر بحيرة التخزين خلف الإنشاءات بجسم السد دون أى تخزين للمياه بداخلها حيثإن عرض النهر وممر المياه أمام وخلف جسم السد متقارب فى الحجم، لكن يظهر عدد من الأعمال لتوسعة بحيرة التخزين وتأهيلها وصلت لمسافة 110 كيلومترات. وأكد تقرير اللجنة الدولية الصادر فى 2013 وجود تأثيرات سلبية للسد على مصر والسودان تتمثل فى التأثيرات الهيدروليكية ومعدلات تدفق المياه، وإضعاف قدرات توليد الكهرباء فى دول المصب، وظهور مشاكل بيئية واقتصادية، استعرض مدير المشروع خلال الجولة عددًا من المكاسب الهندسية والبيئية للسد يمكن أن تتشارك فيها دول المصب مع إثيوبيا اذا ما تم التوافق على العمل المشترك. وقبل بداية العمل فى سد النهضة كانت طاقة إنتاج الكهرباء المائية فى إثيوبيا تقدر بحوالى 4500 ميجاوات فقط بعد تشغيل كل وحدات الكهرباء فى سد جيلجيل جيبا 3 وهو أحدث سدود إنتاج الكهرباء فى البلاد. فى الوقت نفسه نجحت إثيوبيا فى تطوير نظم إنتاج الكهرباء المائية حيث كانت قدرة التوربين الواحد فى سد جيبا 1 لا تتجاوز 61.5 ميجاوات، ثم زادت القدرة فى سد تيكيزى إلى 75 ميجاوات وفى سد جيبا 2 وصلت إلى 105 ميجاوات وفى سد بيلز وصلت القدرة إلى 150 ميجاوات وفى جيبا 3 وصلت إلى 187 ميجاوات لكل توربين. أما فى سد النهضة فقدرة التوربين ستصل إلى 375 ميجاوات.