انتقدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عدم رد إدارة الرئيس باراك أوباما على الحرب المعلوماتية, التي تشنها روسيا حاليا ضد الولاياتالمتحدة. وقالت الصحيفة في تقرير لها في مطلع أغسطس, إن لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مخزونا هائلا من التسريبات ضد الولاياتالمتحدة, ويتمتع بقدرة عالية على التوقيت الذكي للضرب بها. وتابعت " واشنطن يمكنها أن ترد على بوتين بقرصنة حساباته المصرفية لتكشف إثراءه الفاحش من السلطة، كما يمكن أن يستخدم القضاء الأمريكي التسريبات الخاصة بالحزب الديمقراطي الأمريكي لتوجيه تهم ضد بوتين وأقاربه ومحسوبيه ورفض منحهم تأشيرات دخول لأمريكا". واستطردت " هدف بوتين من الحرب المعلوماتية ليس فقط دعم المرشح الجمهوري لانتخابت الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب, وإنما التسبب أيضا في إثار سخط الأمريكيين ضد حكومتهم وقواتهم العسكرية". وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية, قالت أيضا إن أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من السعي للتأثير على سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية أكبر من مجرد دعم مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في التغلب على مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 31 يوليو, أن ما يرمي إليه بوتين أكثر تعقيدا من مجرد مساعدة ترامب على الفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية, ويعتبر تصعيدا خطيرا غير مسبوق في الحرب الإلكترونية بين واشنطنوموسكو. وتابعت " ما يقوم به بوتين هو جزء من مخطط أوسع يهدف لتصوير الديمقراطية الغربية على أنها ممتلئة بالأكاذيب والنفاق، وأن الانتقادات الغربية الموجهة لموسكو غير صحيحة". وأشارت إلى أن هناك شكوكا واسعة حول تورط جهة مرتبطة بالاستخبارات العسكرية الروسية تسمى "فانسي بير" أي "الدب البارع" في قرصنة البريد الإلكتروني لمسئولين في الحزب الديمقراطي الأمريكي. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز", قالت أيضا إن وكالات الاستخبارات الأمريكية أخبرت البيت الأبيض أن لديها "ثقة عالية" بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتدخل فعلا في سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية من أجل مساعدة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في التغلب على مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون. وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها في 28 يوليو, أن موقع ويكيليكس قام بنشر نحو عشرين ألف بريد إلكتروني من الرسائل الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي الأمريكي، وأن هناك اعتقادا واسعا بتورط روسيا في هذه التسريبات. وتابعت " الكثير من التسريبات ألحقت الضرر بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون, كما أحرجت قادة الحزب الديمقراطي، ما أدى إلى الاستقالة السريعة لرئيسة الحزب ديبي واسرمان شولتز". واستطردت الصحيفة " رغم أن إثبات من يقف وراء هذه التسريبات قد يستغرق وقتا، ولكن وكالات الاستخبارات الأمريكية تعتقد بقوة بتورط روسيا في هذه العملية من أجل مساعدة ترامب". وكانت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية, قالت هي الأخرى في مقال لها في 26 يوليو إن هناك سببين وراء تفضيل روسيا لترامب, أولهما أنه لم يخف إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين, والثاني هو تصريحات ترامب حول أن التزام أمريكا بأمن حلفائها في حلف الناتو قد لا يكون صارما. وتابعت "تفكك حلف الناتو هو هدف تسعى لتحقيقه موسكو بكل السبل, وسيكون الأمر سهلا بالنسبة لها, في حال ساعدها ترامب في تحقيق ذلك, إذا فاز بانتخابات الرئاسة الأمريكية". وأشارت الصحيفة إلى أنها لا تستبعد صحة الأنباء حول تلاعب روسيا بانتخابات الرئاسة الأمريكية من أجل ضمان فوز ترامب. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف نفى في 26 يوليو أي صلة لبلاده بقرصنة البريد الإلكتروني لمسئولين في الحزب الديمقراطي الأمريكي للتأثير على حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية وترجيح كفة المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وحسب "الجزيرة", يشتبه الأمريكيون في أن موسكو سعت للتأثير على الحملة الانتخابية الأمريكية لمصلحة ترامب بتسريب رسائل إلكترونية مربكة للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون, لكن الخبراء يقولون إن إثبات التورط الروسي سيكون صعبا. وقبل ثلاثة أيام من بدء مؤتمر الحزب الديمقراطي، نشر موقع ويكيليكس نحو عشرين ألف رسالة إلكترونية تم الحصول عليها باختراق حسابات سبعة مسئولين في الحزب الديمقراطي وتم تبادلها بين يناير 2015 ومايو 2016. وتكشف هذه الرسائل استخفاف هؤلاء المسئولين بالخصم السابق لكلينتون في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بيرني ساندرز . وأثار نشر الرسائل غضب فريق حملة كلينتون الذي شن هجوما مضادا، متهما موسكو بالوقوف وراء تسريب الرسائل من خلال قراصنة يشتبه في ارتباطهم بالسلطات الروسية. وقال فريق كلينتون إن الهدف هو ترجيح كفة ترامب الذي يوجه انتقادات لاذعة لحلف الناتو . لكن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج قال في مقابلة بثتها قناة "ان.بي.سي" التليفزيونية الأمريكية إن "ليس هناك أي دليل يثبت هذه الاتهامات". وأضاف أنها "مناورة تهدف إلى تحويل انتباه الناخبين من قبل فريق كلينتون". وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي في 25 يوليو فتح تحقيق في عملية القرصنة.