الأمراض في مصر، لا تأتي فقط من الأقدار والمصائب، لكنها تأتي من الفساد المتفشي فى جميع أنحاء المحليات والجهات التنفيذية والرقابية في الدولة. المحاصيل الزراعية التي تؤدى إلى تفشي الأمراض، فى جسد المواطن المصري، اختلف عنه كثيرًا فى محافظة الغربية، فتلك المحافظة تتمتع برقعة زراعية كبيرة، وصلت حدة تفشي الأمراض بها إلى أن يتم ري الأراضي الزراعية من مياه الصرف الصحي الملوثة . الغربية فلاحوها يسقون أراضيهم الزراعية من مياه الصرف الصحي وأهلها يشربون مياهاً ملوثة ترتفع فيها نسب المنجنيز والرصاص, والترع التي تروى أراضيهم تحولت إلى «مقلب للقمامة»، حيث تلقى فيها سيارات الكسح مخلفات الصرف التي تسحبها من «طرنشات» المنازل وتقوم بإلقائها بالترعة مباشرة وعلى مرأى ومسمع من جميع المسئولين! قرى مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، بعد أن شهدت نقصًا شديدًا في مياه الري الأمر الذي دفع الفلاحين لاستخدام مياه الصرف الصحي لري المزروعات. الحاج محمد حماد ، مزارع، قال ل"المصريون " بناكل من مياه المجاري.. الغلبان في البلد دي له ربنا". مبيننًا أن قرى مركز المحلة تعاني من نقص حاد في مياه الري وهو ما يضطرهم لري المزروعات بمياه الصرف في ظل تجاهل تام من المسئولين. وأوضح سليمان محمد، مزارع، أن مياه الري المختلطة بالصرف الصحي، يتم بها ري المزروعات التي تباع للأهالي لا تقف عن هذا الحد بل يلقى بها القمامة والحيوانات النافقة أيضًا، وهو ما يعني تناول الأهالي للأمراض السرطانية والفيروسات الكبدية على طبق من ذهب، موجهًا سؤاله للمسئولين "انتوا ترضوا تاكلوا أكل مروي بالميه دي". وأشار رمضان السيد، مزارع، أن مشكلة نقص مياه الري متكررة في عدد من قرى المركز على رأسهم السجاعية والعامرية والدواخلية والجبرية وجميع الفلاحين في معاناة دائما. لافتًا إلى أن المسئولين بمصر لا يتحركون لحل مشاكل الفلاحين برغم أنهم الفئة الوحيدة التي لم تخرج في اعتصامات ولا مظاهرات. وناشد مواطني قري مركز المحلة كافة القيادات التنفيذية بضرورة التحرك والتواصل مع المزارعين لحل أزمة مياه الري حفاظا على خصوبة الأراضي المهددة بالبوار وهو ما قد يؤدي إلى تشرد وضياع المئات من أسر المزارعين في حال تكبدهم لخسائر مالية في محصول الذرة الصيفي،