يعانى المزارعون فى قري محافظة الغربية أزمة حقيقية في فصل الصيف بسبب الانتشار السرطاني لورد النيل الذي يعوق عمليات الري بالمحافظة ويسبب انخفاضا شديدا لمنسوب المياه، حيث يغزو ترع ومصارف المحافظة على المستوى العام، وخاصة مصرف الرى الرابط بين كفر ششتا التابع لمركز السنطة وينتهى بعزبة حمد التابعة لمركز المحلة، وسط تجاهل الحكومة والأجهزة التنفيذية مواجهته. عانى بعض الفلاحين كثيرا من نقص مياه الري وعدم وصولها إلى أراضيهم المهددة بالبوار، مؤكدين أنهم استعانوا بمياه الصرف لاستيعاضة ما يحتاجونه لأراضيهم بعد أن جفت الترع من مياه الري، بسبب ورد النيل، مطالبين بضرورة توفير مياه الري وإزالة ورد النيل من الترع لتصلهم المياه. قال محمد بركات، مزارع، إن موسم الصيف جاء ليذكرهم بنوبات جفاف ما قبل إنشاء سد النهضة، بعد جفاف الترع والمصارف، وتهديد عشرات الآلاف من الأفدنة، واكتفي مسئولو الري بتأكيد لفظى فقط بأن المياه ستعود، فيما يجلس المزارعون وأيديهم ترتجف أمام الحقول في انتظار المياه. من جانبه، أكد على البحراوى، مزارع، أن الأراضي الزراعية بمحافظة الغربية تعاني حاليا من الجفاف التام وعدم وصول مياه الري إليها؛ بسبب انتشار ورد النيل بالترع، مما يهدد بتبوير آلاف الأفدنة منزرعة بمحصول الأرز والقطن والزرة والخضراوات. وفى نفس السياق، أوضح إبراهيم أحمد، موظف، أن ورد النيل الذي يطفو علي سطح مياه الترع والمصارف في شتي أرجاء المحافظة، يمتص كميات كبيرة من المياه التي يحتاج إليها الفلاح لري أرضه حتي لا تتعرض للبوار، متابعا: "من المعروف أن ورد النيل سبب رئيسي في إهدار الماء، فكل نبات واحد يستهلك لتر ماء يوميا، بالإضافة إلي وجود هذا النبات بكميات كبيرة في مجري الترع والمصارف المتفرعة منه، يعطل حركة سريان الماء ويفقده تدفقه ويهدر منه الكثير، مما أدي إلي عدم وصول مياه الري بالكميات الكافية إلي تلك الأراضي، وأصبحت آلاف الأفدنة من أجود أنواع الأراضي الزراعية مهددة بالبوار". وبنبرة غاضبة، قال حامد غنيم، مزارع، إن الفلاح لا يكاد ينتهى من أزمة إلا ويجد غيرها أمامه، فإذا تغلب على أزمة السماد، وجد أزمة السولار، وإذا تغلب عليها، ظهرت أزمة مياه الري التي أدت لبوار أرضه وتلف محصوله الزراعي، موضحا أن هناك 7 قرى اضطر الفلاحون بها لترك زراعة محصول الأرز؛ بسبب عدم وجود المياه، ولجوء البعض إلى استخدام مياه المصارف الممتلئة بكيماويات المصانع والشركات ومياه الصرف الصحي في ري أراضيهم، ما يعنى أن المحصول أصبح موبوءا بالأمراض الكيماوية. وأكد المزارعون بالغربية أن المسؤولين بمديرية الري على دراية تامة بأزمة المياه وعدم وصولها لنهايات الترع، لكن لا يتدخلون، مطالبين بتنفيذ حملات إزالة لجميع العشوائيات ومخالفات طرح نهر النيل، والتشديد علي الجمعيات الزراعية بتنفيذ عمليات التطهير المستمرة، ومكافحة ظاهرة ورد النيل، وتطهير الترع والمساقي من بدايتها حتى نهايتها، وعودة نظام الدور للري، وتحديد أيام لكل قرية كما كان معهودا. على الجانب الآخر، قال اللواء طلعت عبد الحميد، سكرتير مساعد محافظة الغربية، إن المحافظة بصدد إعداد خطة عاجلة لحل مشكلة القمامة على مستوى المحافظة، بعد أن تحولت الترع والمجاري المائية والشوارع إلى مقالب للقمامة، بالإضافة إلى تطهير الترع والمجاري. وأضاف "عبد الحميد" أن المزارعين يواجهون خطر الإصابة بالأمراض؛ نظراً لري الأراضي بالمياه الملوثة، كما أن الترع تمر بالقرب من التجمعات السكنية والمدارس، لافتا إلى أن القمامة تسببت في تعطيل حركة المياه، مما يهدد بهلاك المحاصيل وإلحاق خسائر كبيرة بالمزارعين.