في هذا العصر من يملك ناصية لغة أجنبية غير لغته الأم يملك كنزاً كبيراً.. والعالم يفتح ابوابه دائماً لأصحاب اللغات.. وفي الوقت الذي تعتبر فيه دراسة اللغة العربية والتخصص فيها امراً عظيم الشأن ويفتح امام الدارس ابواب كثيرة في العلم والتفقه في الدين والابحار في القرآن وعلومه، وهي لغة مازالت تبحث عن عشاق لها في عالمنا العربي والاسلامي، وتبحث عن أعلام يسبرون غورها ويكتشفون دهاليزها وينهلون من معينها الذي لا ينضب، فانه وفي نفس الوقت يهم العرب ويهم المسلمون كثيراً ان يتقن ابنائهم استخدام اللغات الأجنبية.. أهمية دراسة اللغات الأجنبية تضاعفت في العقود الأخيرة.. العالم اصبح قرية صغيرة والتعاملات والعلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية بين الدول زادت كثافتها بشكل غير مسبوق.. اصبح الجهل الآن هو جهلاً بالتكنولوجيا وجهلاً باللغات الأجنبية.. أثبتت الدراسات العلمية ان اصحاب اللغات الأجنبية اكثر ثقافة واطلاع واكثر ثقة بأنفسهم واكثر قدرة على التواصل مع العالم الخارجي واكثر تأثيراً في الآخرين واكثر قدرة على التعلم والاستفادة من الاخرين واكثر حظاً في فرص العمل واكثر قدرة على السفر والترحال.. اما المشاهير والمؤثرون في هذا العالم فثبت انهم اصحاب ألسن متعددة.. وصاحب اللغة له دور كبير في استلهام ونقل النافع والمفيد من الحضارات والثقافات وايضاً تصدير ونشر ما ينفع منها.. يوما ما كانت اهمية اللغة الأجنبية محدودة لأن العالم كانت تفصله حواجز وحدود.. الان العالم بلا حدود وبلا حواجز.. يوما ما كان صاحب اللغة الأجنبية يبحث عن عمله او يشق طريقه في التدريس او المجال السياحي، الآن الطرق كثيرة وثرية بلا حدود.. الشركات بمختلف انشطتها تفتح ابوابها لأصحاب اللغات الأجنبية، الشركات كانت تتحرك منذ زمن داخل حدودها المحلية او الاقليمية، الآن تعمل الشركات في نطاق عالمي كبير ويهمها ان تمتلك من يتحدثون بلغات العالم المتعددة..شركات كثيرة الآن في قلب عالمنا العربي اللغة الانجليزية هي لغتها الرسمية والمستخدمة في كافة اتصالاتها الداخلية والخارجية..والخليجيون يتحدثون الانجليزية كما يتحدثون العربية وكثير من الشركات الأجنبية لا تعطي بالاً ولا اهتماماً الا لمن يتحدث بلغات اجنبية.. ليس هذا فقط هناك مجال تطور بشكل كبير واصبح هو شغل العالم الشاغل...انها الترجمة.. الترجمة بكافة انواعها اصبحت ميدان عمل واسع لأصحاب اللغات، انتشرت في العالم العربي دور الترجمة والنشر والتي تمتلك امكانيات فنية وتنظيمية ومالية كبيرة وتوظف الكفاءات وتدفع لهم رواتب كبيرة، لهذا فان الجامعات العربية والأجنبية الآن تهتم كثيراً بتقديم برامج دراسية في الترجمة التحريرية والفورية..الخ..أما باب الاعلام والصحافة ووكالات الأنباء فاصبح مفتوحاً على مصراعيه امام اصحاب اللغات وتلك المؤسسات تشهد تطوراً كبيراً وملحوظاً ونشاطاً يعلمه ويدركه المتخصصون اكثر مما ندركه نحن...هذا كله بخلاف المؤسسات والملحقيات الثقافية واعتمادها الأساسي على اصحاب اللغات..وايضاً فان انتشار مراكز تعليم اللغات في العالم على الأرض وعلى شبكة الانترنت خلق فرص عمل واعدة بل واصبح الاستثمار في هذا المجال هو وجهة الكثيرين من اصحاب اللغات..وانتشار المدارس والجامعات الأجنبية في عالمنا العربي عزز فرص العمل المتاحة لأصحاب اللغات الأجنبية..ولأننا متفقون دائماً على ان التميز هو كلمة السر ومفتاح الباب يظل التميز في اتقان لغة اجنبية او اكثر هو فصل الخطاب..كثيرون يحملون شهادات في اللغات لكن مسافة بعيدة تفصلهم عن اتقانها.. الجامعات المصرية تعاني في تدريس اللغات مثلما تعاني في تدريس غيرها من التخصصات العلمية..هذه هي الحقيقة المؤلمة..هنا يبرز في تعلم اللغات وغيرها الجهد الذاتي الذي يبذله صاحب اللغة في تطوير معرفته بها، اطلاعه وثقافته وسفره واستفادته من شبكة الانترنت والتحاقه ببرامج دراسية اضافية كل هذه العناصر تصنع جودة وتميز صاحب اللغة...اللغات باب كبير لمن يدرك ومن يهوى...اذا لم يناسبك هذا الباب انتظر مقال قادم وباب آخر...
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. Facebook: Elbarjal