خبير نفسي: الخاسر لأول هو المجتمع.. «نجيدة»: وضعت المجتمع أمام التناقض الذي يعيشه.. والتعليم: سنكرم الجميع بلا استثناء أصبحت الطالبة أميرة إبراهيم عراقي بين عشية وضحاها حديث الإعلام في مصر وخارجها، بعد حصولها على المركز الأول في الثانوية العامة، لكونها ابنة الدكتور إبراهيم العراقي، أحد أبرز أستاذ جراحية المناظير في مصر والشرق الأوسط، والمعتقل منذ ما يقرب من 30 شهرًا بتهمة الانتماء لجماعة "الإخوان المسلمين". وتعرضت عراقي لهجوم واسع عقب تصريحاتها للإعلامي محمد ناصر على قناة "مكملين"، المحسوب على "الإخوان" التي هاجمت فيها النظام، عندما سألها: "عادة يجتمع رئيس الدولة مع الأوائل ويكرمهم، هل ستذهبين إن دعيت؟ فكانت إجابة الطالبة بالرفض، قائلة: "لن أقابل شخصًا قاتلاً وفاجرًا وخائنًا للبلد"، بحسب تعبيرها، ما جعلها تتعرض لهجوم حاد من قبل الموالين للسلطة. وتقدم المحامي سمير صبري، ببلاغ عاجل لنيابة أمن الدولة العليا، يطالب فيه بحبس الطالبة، بعد أن "بثت سمومها، وارتكبت العديد من الجرائم الجنائية التي تستوجب محاكمتها جنائيًا؛ بتهمة التطاول على رئيس الجمهورية، والتحريض على الدولة، والانتماء لتنظيم إرهابي". وقال الإعلامي أحمد موسى، إن "الدولة المصرية والحكومة مشكورة؛ لأنها سمحت لابنة الإرهابي بالتعليم والتفوق، رغم أن والدها مُجرم ومحكوم عليه بالمؤبد ولم تأخذ "عاطل في باطل". ووجه عبر برنامجه "على مسئوليتي"، المذاع على فضائية "صدى البلد"، التحية، إلى الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، لتجاهله تهنئة الطالبة أميرة العراقي، مشيرًا إلى أن بشير حسن، المتحدث الرسمي للوزارة هو مَن قام بالاتصال ببعض الأوائل في الثانوية العامة. من جانبه، أعرب الدكتور رفعت عبدالباسط، أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، عن استيائه من هجوم الإعلام على طالبة الثانوية العامة أميرة العراقي، قائلاً: "طلاب مصر مستقبل بكرة ولابد من المحافظة عليهم بعيدًا عن انتماءات وأيديولوجيات بيئاتهم، لأن هذا يعد ظلمًا لهم". وأضاف ل"المصريون": "الإعلام في عدة قضايا يسيء للمجتمع ويأخذ القضايا من ناحية القشور"، وتابع: "اختلافنا مع بعض الأيديولوجيات يعد طبيعيًا ولا يمكن أن نستخدمه في تشويه الآخرين". وأشار إلى أن "مثل هذه القضايا يكون الخاسر الأول والأخير هو المجتمع"، مطالبًا الدولة بالبعد عن زج الدين والانتماءات في الحكم على الأشخاص. في السياق ذاته، وصف المحامي طارق نجيدة، بلاغ سمير صبري ضد الطالبة بأنه نوع من التربص غير المقبول، وأضاف ل"المصريون": "حصول الطالبة على المركز الأول في الثانوية العامة يضع المجتمع بأكمله أمام التناقض الذي يعيشه". ووجه نجيدة التهنئة لأميرة قائلاً: "ألف مبروك، انتماؤك الأسري والفكري لا يعطينا الحق في تقديم أي بلاغ ضدك حتى لا نتحول لمحاكم تفتيش"، وتابع: "لا أرى أن هناك في الفترة الحالية ما يسمى بالإعلام لكي ألومه فهو إعلام عبارة عن كتائب تمارس إعلامًا موجهًا". بدوره، قال الدكتور السيد بسيوني، وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم، إن الوزارة لا تفرق بين طالب وآخر، سواء أكان إخوانًا أو غير ذلك، قائلاً: "الطلاب جميعًا سواسية أمام الوزارة". وأضاف ل"المصريون" أن الوزارة ليست جهة بحث ولا تعرف عن الطالب شيئًا سوى كونه مصريًا متفوقًا، وعلى هذا الأساس يتم التعامل معه، وأوضح أن الطلاب لاذنب لهم، ولا يجوز التعامل معهم بتلك الخلفيات، مؤكدًا أن الوزارة ستكرم الطلاب الأوائل جميعًا دون تفرقة ولا تمييز.