بالأمس نشرت "المصريون" تقريرًا بعنوان "هل يكرم السيسي أبناء الإخوان المتفوقين في الثانوية العامة"؟، واليوم تنشر "هل يحاكم النظام أبناء الإخوان الحاصلين على المركز الأول في الثانوية العامة"؟، وذلك على خلفية البلاغ الذي تقدم به سمير صبري، المحامي، اليوم الإثنين، لنيابة أمن الدولة العليا ضد أميرة عراقي الأولى على الثانوية العامة علمي علوم، يتهمها فيه بالخيانة والانضمام لتنظيم إرهابي والتطاول على رئيس الجمهورية، بسبب مداخلة هاتفية مع إحدى القنوات الإخوانية التي تبث من تركيا. "هل يكرم السيسي أبناء الإخوان المتفوقين في الثانوية العامة"؟ ورغم كم التهاني التي لاقتها الطالبة من المعارضين لجماعة الإخوان قبل المؤيدين، وتحديدًا من حركة 6 إبريل على صفحتها الرسمية، ومن الفنان محمد عطية، ومن الروائي علاء الأسواني، وغيرهم ممن اعتبرها مثالاً يحتذى به في الصبر والمثابرة، والاجتهاد، إلا أن ذلك لم يثنِ "صبري" المعروف بكم البلاغات ضد كل ما يمت للإخوان بصلة، أن يقدم ضدها بلاغًا. ووصف صبري الطالبة في بلاغه بأنها "خائنة تعلمت على أرض مصر ونجحت في الثانوية العامة وحصلت على المركز الأول ابنة إرهابي إخواني، ظهرت بأسلوب فج على إحدى القنوات الإخوانية في مداخلة أجراها معها الإعلامي محمد ناصر". وأضاف صبري في صحيفة دعواه، أنه من الثابت أن ما رددته الطالبة على شاشات قنوات إخوانية تبث سمومها من تركيا يشكل العديد من الجرائم الجنائية أولها التطاول على رئيس الدولة المصرية والتحريض ضد سيادته، وثانيها الانتماء إلى تنظيم الإخواني الإرهابي مما يحق معه للمبلغ التقدم بهذا البلاغ ضدها لاتخاذ الإجراءات القانونية وإحالتها للمحاكمة العاجلة. وبالأمس أعلنت الطالبة أميرة إبراهيم، ابنة القيادي الإخواني المسجون إبراهيم عراقي، أستاذ جراحة الكلي والمسالك البولية بكلية الطب جامعة المنصورة، رفضها لتوجيه أي دعوة لتكريمها من قبل الرئيس السيسي. وأضافت الطالبة خلال مداخلة هاتفية مع المذيع محمد ناصر عبر برنامجه "حقنا كلنا" على قناة الشرق، أن هناك الكثير من المعتقلين ظلمًا في السجون ولا نستطيع أن نغض الطرف عنهم، مشيرة إلى أن وزير التربية والتعليم الدكتور الهلالي الشربيني لم يتصل بها لتهنئتها كما فعل مع بقية الأوائل. من جهته، وصف المحامي عزت غنيم، دعوى صبري ب"المهزلة"، قائلاً: "من الواضح أن "سمير صبري" نسى القانون بأن القاصر لا يجوز محاكمته بأي جريمة ولا يعتد على جريمته حتى لو كانت جنائية، طبقًا للقانون". وقال غنيم في تصريح خاص ل"المصريون"، إن رفع دعوى قضائية ضد "أميرة" أمر في غاية الغرابة، كما أن "سمير" في حاجة لمراجعة نفسية لكم البلاغات المقدمة ضد "المواطنين". وأشار المحامي إلى أن الأمر زاد عن حده ويحتاج لوقفة من النيابة العامة، لوقف ما وصفه بالمهازل، بسبب جريمة التعسف في استخدام حق التقاضي، ووقفة أيضًا من قبل نقابة المحامين. وبسؤال الدكتور محمود عطية، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، عن هذا الأمر قال إن محاكمة أبناء الإخوان واردة في عهد نظام يعاني من انهيار أخلاقي، لا يختلف كثيرًا عن الانهيار الاقتصادي. وأضاف عطية في تصريح خاص ل"المصريون" "من الممكن أن ترى غدًا أميرة لدى النائب العام، والذي لم يتكلم عن الانهيار الاقتصادي لن يتكلم عن الانهيار الأخلاقي". وأوضح: "لم نسمع غير الأسوانى يتكلم عن عدم اتصال الوزير بأميرة، كذلك لو تحولت أميرة إلى التحقيق فلن يتكلم أحد، في ظل هذا النظام".
وتابع: "للأسف انقلبت كل الموازين في العلاقات الإنسانية والاجتماعية، وهذا أجمل وصف أن هذا حال الانقلاب"، على حد قوله، مضيفًا: "كل شيء صار مقلوبًا"، وصار المعروف منكرًا والمنكر معروفًا.