هاجم طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية ضمنيًا جماعة الإخوان المسلمين، بعد التصريحات التي خرج بها القيادي الإخواني صابر أبو الفتوح والتي اعتذر عنها لاحقًا، باتهامه لبعض شركاء الإخوان بالعمالة للمخابرات. وقال «الزمر» في منشور له عبر موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك»و«تويتر»:« قد يفهم العقلاء لماذا تتهم نظم الاستبداد معارضيها بالخيانة فهو مبررها التقليدي للاقصاء.. أما أن يقوم بذلك فصيل معارض تعرض للاقصاء فهذا ما يحتاج لاعمال كل مدارس التحليل..وصدق الشيخ الشعراوي حين قال: يأبون أن يخرج الإسلام إلا من حناجره»..
وأثارت تصريحات القيادي البارز في جماعة الإخوان صابر أبو الفتوح، جدلا واسعا بين بعض القوى المتوحدة مع الإخوان، والتي قال فيها إنه "لم ير فصيلا يتحرك إلا بتوجيه مباشر أو غير مباشر من المخابرات، وإن تحرك بحسه الوطني فإنه يغلب عليه الطابع العلماني، ويتحرك بهذه الكيفية، أو إنه يتحرك من خلال داعم خارجي من خلال دولة من الدول المعادية لمصر". وكتب القيادي بالجماعة الإسلامية إسلام الغمري، تدوينة على حسابه على موقع "فيسبوك" قال فيها: "الإخوان مطالبون بتوضيح موقفهم من هذه التصريحات التخوينية والإقصائية والاستعلائية التي تصب في صالح الانقلاب وتضر بالمصلحة الوطنية"، على حد قوله. وقال حزب الأصالة: "نشرت تصريحات حول رفض جماعة الإخوان للجمعية الوطنية للشعب المصري، وجاء في طياته تصريح منسوب إلى السيد صابر أبو الفتوح، وبعيدا عن الموقف من الجمعية الوطنية ورفضها أو قبولها فإننا نرفض شكلا وموضوعا هذا التصريح الذي يتهم كل القوى السياسية إما بأنها علمانية أو مأجورة للمخابرات بشكل مباشر أو غير مباشر".
واستطرد -في بيان له الأحد- قائلا: "لسنا هنا بصدد الرد على صاحب التصريح أو الدفاع عن أنفسنا وعما عانيناه ونعانيه، ليس من أجل دعم الإخوان أو قضيتهم، بل من أجل تحرير مصر وحرية شعبها وكرامتها والحفاظ على هويتها". وتابع "الأصالة": "لكن صدور مثل هذا التصريح منذ ساعات دون تكذيب له أو تعليق من جماعة الإخوان يجعلنا نطالبهم بتوضيح موقفهم من مثل هذه التصريحات، والتي لها دلالات خطيرة لن نتطرق لها قبل تلقي رد وتعليق على مثل هذه التصريحات". وانتقد زعيم حزب غد الثورة أيمن نور تصريحات أبو الفتوح، قائلا في تغريدة على "تويتر": "ما بالكم بأمة تنازع فيها العقلاء والساسة، فحققوا لخصومهم ما فشلوا فيه، مزقتهم الفرقة وتصدر المشهد كل ثرثار وجاهل ومروج للإفك أو صاحب هوى.. أفيقوا"، وفق قوله. من جانبه، وجه القيادي في جماعة الإخوان صابر أبو الفتوح اعتذارا عن هذه العبارة التي قالها بشأن ما فهمه البعض بأنه اتهام بالتخوين أو غيره، مشدّدا على أنه لم يقصد تجريح أي كيان أو شخص، خاصة أنهم اعتادوا في "الإخوان" على عدم تجريح الهيئات أو الأشخاص. وقال أبو الفتوح في تصريح ل"عربي 21": "ما صدر مني قد يكون زلة لسان من شخصي، ولا يمثل جماعة الإخوان بأي شكل من الأشكال، خاصة أنني لست متحدثا رسميا باسمها، وأنا أعتذر عما قيل، وأرجو قبول الاعتذار". وتابع: "إلا أنني أود أن أوضح، ما فهم من كلامي أنني اتهم واضعي وثيقة الجمعية الوطنية بأنهم عملاء للمخابرات، فهذا لم يدر ببالي على الإطلاق، إنما أردت التأكيد فقط على ضرورة التفرقة بين الرؤى الوطنية المخلصة والمبادرات الجادة التي تأتي من جانب رفقائنا في الثورة ورافضي (الانقلاب)، وبين ما تقوم به أجهزة المخابرات والجهات الأمنية". وأكمل: "لا يخفى على أحد محاولة سلطة (الانقلاب) من خلال مخابراتها وأجهزتها الأمنية الترويج لما يسمى مبادرات أو أن هناك مفاوضات تجرى للمصالحة مع جماعة الإخوان، وهذا كلام بائس ويائس، ولا توجد من الأساس أي مفاوضات تجري بين النظام القاتل والقوى الثورية بكافة أطيافها وأشكالها، وهذا هو ما قصدته من كلامي". واختتم القيادي بالإخوان تصريحه بالقول: "أؤكد مرة أخرى احترامنا وتقديرنا لكل رفقاء الثورة والنضال حتى لو اختلفت بعض الآراء، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ومعا سنكمل ثورتنا".