ضربت بلادنا العربية ، في السنوات القليلة الماضية ، موجات من الضعف ، والقهر ، والظلم.. على مرأى و مسمع من العالم اجمع ، موجات متلاحقة كقطع الليل المظلم! وبرغم أن الله سبحانه و تعالى منّ على منطقتنا العربية ، بصفات مشتركة ، كاللغة ، والدين ، والجوار بدون حدود ، والثروات ، و فضّلها وميزها ، دون غيرها ، بأنها الأرض المباركة الطاهرة ، مهبط الرسالات الدينية ، من رب السماء.
وربما من فرط الصفات المتقاربة تلك وغيرها ، التي حباها الله لأمتنا العربية ، وللعرب جميعاً ، حدث لهم العكس ، وهو الابتعاد و التشرذم ، بدلاً من الوحدة ، و لم الشمل!!
ولكنهم أخيراً اتفقوا ، فاتفقو على حروب غير مبررة فيما بينهم ، ثم على ثورات أسموها “ثورات الربيع العربي”!! أتت على الأخضر واليابس ، و أدت إلى تفريغ بلادهم من مواطنيها ، بأعداد ضخمة قدرت بالآلاف ، هرباً و خوفاً من جحيم الحرب والهلاك ، ونصبّت لهم المخيمات ، على حدود البلدان ، حتى أصبحوا عبءً على السكان الأصليين للدولة المضيفة ، فأطلقو عليهم (اللاجئين) فما أبشع هذا الوصف ، وما أبشع هذا المصير!!
العراق..اليمن..سوريا..دولاً كانت شامخة و عظيمة ، ف باتت أشباه و أطلال دول! وبخاصةً سوريا ، وما سوريا من مصر ببعيدة..
وهنا.. ولأني أنثى تفكّرّت في حال السوريات ، وحال الفتاة العربية اللاجئة عموماً ، والتي تركت بلدها رغماً عنها ، وعانت من الوحدة ، بعدما فقدت العائل و السند لها في الحياة ، إما غريقاً ، أو سجيناً ، أو مشرداً ..
فكيف حالها داخل المخيمات ؟ وكيف تقضي حاجاتها ؟ وكيف تتعامل مع العارض الذي يأتي لها شهرياً ، مصحوباً بآلام نفسية ، وعصبية ، وعضوية ؟!
وكيف حال الحوامل منهن ؟ والمرضعات؟! ..إلخ..
والأهم…هل احاطتها أوضاعها كلاجئة ، بمعدومي الضمير ، الذين استغلونها ولم يتقو الله فيها ؟ وأصبحت مقصداً لطالب متعة رخيصة ؟ وهل استسلمت مقابل توفير قدر من ضروريات حياتها ؟! بعدما كانت آمنة ، مطمئنة ، عزيزة ، أبية في وطنها ، وأصبحت لاجئة مظلومة لا حيلة لها!
وهنا اشفقت على إخوتي في العروبة من هذا المصير اللعين ، ودعوت الله ان ينجيهن ، ويصبرهن ، ويعينهن ، على ما اصابهن من جراء حروب ، لا دخل لهن في نشوبها ، ولكنه قدرهن!