كشف الناشط والباحث السياسي خالد منصور - مؤسس حركة مصرنا - عدة معلومات عن التقاليد التركية التي أدت لإفشال الانقلاب الذي قادته مجموعات من الجيش ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال "منصور" في تدوينة عبر حسابه الشخصي بموقع "فيس بوك" : "خلينا ندخل بمنظار أدق شوية في الحالة التركية والأحداث الجارية .. لازم نفهم حالة الصدام الشعبي أمس مع الجيش و نفصصه علشان نفهمه بشكل موضوعي ونفهم الدنيا بناء على كدة رايحة على فين بعيدا عن رمي الآراء بدون فهم الشق المجتمعي والسياسي والأمني المرتبط بالمشهد" .. مضيفًا: "أولا لازم نفهم أن الجندية عند الأتراك مقدسة والخدمة في الجيش موضوع كبير ومناط شرف ، الرجل الذي يدخل الجيش ليلة تسليم نفسه للجندية أهله بيعملوا له فرح وزفة في الشارع ولازم يضربوا نار في الهواء. وعلى قدر شرف الجندية عند الأتراك على قدر التخوين والغضب في حالة الخيانة .. الشعب في حالة إجماع عنده أن الإنقلاب خيانة وأن زمن تدخل العسكر في السياسة انتهى الى الأبد هذا الاتفاق المجتمعي جعل أي محاولة انقلاب هي حالة خيانة للشعب ومستقبله.. ومن هنا نفهم طبيعة علاقة الشعب مع العسكر ومن هنا نفهم قدر غضب الأتراك من فكرة الانقلاب ومن المشاركين فيه... دي أول نقطة". وأضاف: "لما نزل الشعب التركي الشارع نزل ضد مجموعة العسكر المنقلبة وليس ضد الجيش ، الجانب الموضوعي هنا أن الجيش أعلن أنه لم يقم بالانقلاب وأن الذي قام به مجموعة مارقة، هذا الأمر أشعل الشعب التركي أكثر بل وأعطى الشرعية أكثر لتخوين العسكر المتواجد في الطرق والذي حمل السلاح ضد الشعب" وأردف: "الشعب التركي طبيعته مختلفة ولما نزل لم يقل سلمية سلمية واللي معاه سلاح أخده معاه واللي عرف يوصل لرأس عسكري خلص عليه، طبعا الجموع الشعبية كان وسطها مجموعات أمنية مسلحة محترفة قام الشعب بإعطاء غطاء لها ودعموها بقوة على الأرض ، العسكر في الشارع وجدوا أنفسهم أمام اهانة غير مسبوقة وتخوين من الشعب بشكل كبير فبدأت المعنويات تتحطم شيئا فشيئا، ضع هذا بجانب وجود السلاح المنظم من خلال المجموعات الأمنية المدربة فيمكن لك أن تتخيل كيف انهارت المعنويات في وقت قليل". واستدرك: "المخابرات التركية أدارت الملف ولم يتم الاستعانة بأي فصيل عسكري ليواجه الانقلاب في الشارع على خلاف طبعا معسكرات الجيش. هذا الأمر مهم جدا لعدة أمور أهمها التالي: - القوات الأمنية فعلا قوية ومدربة على مستوى عالي ومعها قدر من التسليح في غاية الخطورة ومصمم للمدن المزدحمة على عكس العسكر. - عدم الدفع بجيش سلب من العسكر حتى غير المنقلب فرصة ذهبية في اعادة مصالحة الشعب بشكل واضح، فالشعب يرى أن من وقف ضد الانقلاب هو الأجهزة الأمنية المدنية وأن الجيش التركي يحتاج الى إعادة تقييم ومن على رأسه يحتاج الى إعادة تقييم مرة أخرى. لذلك عندما تم إعتقال قادة الجيش وكبار الظباط تقبل الشعب هذا الأمر بشكل كبير بل وأيد القرار وتفاخر به. وتابع: "الفكرة الآن ليست في الانقلاب الذي سقط، بل المفاجأة أصبحت في أمور أخرى كثيرة منها قدرة أجهزة أمنية في مواجهة العسكر واعتقالهم بالشكل الذي رأيناه. قدرة أجهزة المخابرات في تثبيت النظام ضد مواجهة الدبابة والسلاح الثقيل. إعادة تقييم علاقة الجيش والشعب التركي مما جعل مكانة الجيش التركي مجتمعيا في تراجع كبير. سقوط فكرة دفاع الجيش عن الديموقراية الى الأبد وأصبح الشعب التركي والنظام العام هو الحامي الوحيد للحالة التركية"؟ واستكمل : "لقد ذُبح "الخونة" على أسوار البوسفور، هكذا يرى الأتراك وهكذا وجد الجيش نفسه بعد سنين طوال من الفخر العسكري الذي دهس اليوم بأقدام الشعب بعد خيانته لهم"