من كان منكم معارضًا فليصمت أفضل، أو يتكلم ويثور ليواجه مصير "الاستبعاد"، سواء كان من "وظيفة، منصب" سياسيًا، أو إعلاميًا على علاقة بالسلطة أو بعيدًا عنها، طالما عارضت النظام وسياساته فانتظر ما هو قادم، فهو مصير واجهه العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية على مدار عامين، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكن لم تكن تلك المرة الأولى التي يتم فيها استبعاد شخصيات من عملها أو مناصبها؛ نظرًا لتوجهاتهم، ولكنها كانت السياسات التي يتبعها أي نظام مع معارضيه؛ لترصد "المصريون" أبرز الشخصيات التي اُستبعدت بعد أن أظهرت انتماءها، وعدم ولائها للنظام. ليليان داود .. الصورة لم تكتمل رغم جنسيتها اللبنانية لم تستطع ليليان داود آخر المنضمين لقافلة المستبعدين، أن تتضامن وتتفاعل مع الملفات والأزمات الشائكة التي مرت بمصر خلال السنوات السابقة؛ بعد تعاقدها مع فضائية "أون تي في" على تقديم برنامجها "الصورة الكاملة"، ومن بدايات الحلقات الأولى للبرنامج، تأكد المشاهد أن ليليان داود ستسير على نهج مختلف عن سابقيها من الإعلاميين العرب، فاهتمت بالشأن الحقوقي، والمحتجزين، المظلومين بشكل عام، ولكن بعد الأزمات التي طرأت على الشباب خلال الشهور الماضية من تنكيل واحتجاز وقضايا ملفقة زادت داود في حدة الانتقاد. ليكون مصيرها الأخير هو الترحيل، فمنذ أيام قامت قوات من شرطة الجوازات بالدخول إلى منزل ليليان داود، وقاموا بترحيلها إلى بلدها أمام أعين ابنتها ذات السنوات السبع، لتعود إلى لبنان دون حتى أن تقوم بجمع متعلقاتها الشخصية من منزلها، ليكون ضريبة الانتقاد هو الترحيل. فودة .. لم يبدأ الكلام بعد عرف بالإعلامي المخضرم له من الكلمات والعبارات المؤثرة التي لها مفعول السحر في الصدام مع أي نظام، كان له من التوجهات السياسية التي أكدت معارضته لسياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكيفية إدارته للأزمة على الرغم من تأييده لقرار عزل الرئيس السابق محمد مرسى، إلا أنه أعلن عن عدم رغبته في استكمال مسيرته الإعلامية عبر فضائية 30 يونيو؛ بعد أن شعر بحالة من التضييق وقمع الحريات، ففضل أن يبتعد عن المشهد، ويظل مشاهدًا من بعيد. وفي 2014 تحديدًا شهر سبتمبر أعلن عن توقف برنامجه "آخر الكلام"، معلنًا أن السبب هو انتهاء عقده مع القناة، معبرًا عن فخره بتجربته مع فريق العمل الخاص به وأيضا بالقناة، متابعًا "جاء التوقف فرصة كنت أنتظرها لالتقاط الأنفاس، بعد أصعب السنوات و أجملها في مشوارنا الصحفي في أجواء عامة ضاغطة". المعارض ب«عصير الكتب» إعلامي وسيناريست يمني الأصل مصري الجنسية، إنه "بلال فضل" له مواقفه السياسية الواضحة بداية من انتمائه لمعسكر 25 يناير من الشباب الذي ثار ضد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، نهاية بالرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، لينضم إلى قافلة المغضوب عليهم، وكان فضل من الشخصيات التي أيدت أن يرحل الرئيس السابق محمد مرسي من الحكم، رافضًا سياسات جماعة الإخوان المسلمين، فكتب العديد من المقالات التي هاجم فيها تلك الجماعة مرارًا وتكرارًا، ليأتي بعدها الرئيس عبد الفتاح السيسي ليسير على نفس المنوال من كتابات وتدوينات أعلن فيها موقفه من النظام، وسياساته وكيفية تعامله مع الأزمات التي تأثرت بها مصر. وكان لفضل برنامج مفضل عبر فضائيات عدة منها "أون تي في"، و"دريم" ليستقر عبر قناة "الغد العربي"، التي تبث من قناة العاصمة البريطانية لندن لتقديم برنامجه المعتاد "عصير الكتب" بعد فترة غياب طويلة، ومغادرته البلاد منذ مدة للإقامة بالولاياتالمتحدة. ريم ماجد .. أنثى مسالمة سلكت طريق المعارضة على طول الخط، فعبرت عن آرائها بشكل قوي خلال برامجها عبر فضائية "أون تي في"، فكانت هي المنبر الثوري الوحيد الذي ظهر خلال ثورة ال 25 من يناير، لها من الأقاويل والتصريحات القوية التي عارضت فيها الأنظمة بداية من الرئيس مبارك وحتى محمد مرسي، ولكن جاء زمن الرئيس السيسي ليسطر نهايتها في الابتعاد عن الشاشة؛ لتعارض هي الأخرى على استحياء عبر تدوينات وتغريدات بمواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"؛ لتشارك الهموم والأزمات التي يعيشها الشباب. حاولت ماجد الرجوع إلى الساحة الإعلامية من جديد في نفس القناة "أون تي في" بمشاركة الفضائية الألمانية "دويشيه فيليه" قبل بيعها لرجل الأعمال المصري "أحمد أبو هشيمة" عبر نافذة "نسوية بحتة" في برنامج "جمع مؤنث سالم"، ولكن سرعان ما أعلنت القناة وقفه قبل حتى أن يتم إذاعة أولى حلقاته، وسببت ذلك أن جهات سيادية تقف خلف عدم إذاعته. وأضافت ماجد قائلةً "أبلغتني إدارة القناة أن هناك ضغوطًا من جهة سيادية لوقف البرنامج "وأنا افتكرتهم بيهزروا"، ولكن الهزار انقلب إلى جد"، وبالفعل لم ترَ ريم نور الشاشة حتى هذه اللحظة. الباسم .. برنامجه يتوقف الضاحك الباسم الذي سعى هو والعشرات من فريق عمله لأن يرسموا البسمة الساخرة على حال البلد وسياسات الأنظمة، اتخذ من اليوتيوب والفضاء الإلكتروني نافذة ليظهر بعدها عبر فضائيات عدة تسارعت للحصول على توقيع عقده، "باسم يوسف" أهلًا بكم في برنامج "البرنامج" ، انتفض العديد من الشباب بعد أن قامت إدارة قنوات "إم بي سي" بوقف التعاقد مع باسم يوسف ووقف عرض برنامجه، بعد الموجة الساخرة التي انتفض بها يوسف خلال حلقاته الأخيرة انتقادًا للرئيس عبد الفتاح السيسي. ليأخذ باسم طريقًا آخر بعد وقفه ويهاجر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية يتابع ويبحث ويرصد ما يحدث في بلده، ليستمر يوسف في المعارضة أيضًا ولكن هذه المرة خلف الشاشة، ينتظر عودته ببرنامجه "البرنامج" في أول فرصة تسمح له من خلال فضائية مصرية، وهو الأمل الذي لم يفقده حتى هذه اللحظة.