تحل اليوم الذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو 2013، التى كانت الشرارة الأولى للإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى وحكم جماعة الإخوان المسلمين ليتولى بعدها الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم، تلك الثورة التى تم توثيقها من خلال مشاهد ميزتها عن غيرها من الثورات، أبرزها.. المشهد الأول خرج معارضو الرئيس المعزول «مرسي» فى تظاهرات ضده خلال الذكرى الأولى لتوليه مقاليد الحكم، وذلك فى توقيت كان قد سبق تحديده مسبقًا، وتجمع المتظاهرون فى ميدان التحرير وبعض الميادين الكبرى وبعض المدن والقرى المصرية الصغيرة. وقابل مؤيدو "مرسي" تلك التظاهرات بتظاهرات لرفض عزله مشيرين إلى أنها تأتى دفاعًا عن الشرعية وحملت شعارات "نبذ العنف" و"الدفاع عن الشرعية" وهو ما أنذر حينها بوقوع مشاجرات وحرب أهلية بينهما. المشهد الثاني طالب المتظاهرون بعزل "مرسي" وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة مؤكدين أن أهداف الثورة لم تتحقق متوجهين إلى قصر الاتحادية رافعين لافتات تؤكد أن الثورة المستمرة وهم يهتفون "بعد الدم مفيش شرعية" و"يسقط يسقط حكم المرشد" فى إشارة إلى محمد بديع مرشد جماعة الإخوان التى ينتمى إليها مرسي. المشهد الثالث أعلنت حركة "تمرد" أنها جمعت 22 مليونا و134 ألفا و465 استمارة توقيع لسحب الثقة من مرسي، حسب محمود بدر، أحد مؤسسى الحملة داعيًا المصريين إلى التظاهر حينها مشددًا على أن هذه التوقيعات لن يكون لها قيمة إذا لم يخرج المصريون لإعلان إسقاط النظام. المشهد الرابع فى اليوم الأول من التظاهرات وقع قتلى وجرحى وأحرقت مكاتب لجماعة الإخوان المسلمين فى المقطم بالقاهرة وهو ما أسفر عن وقوع عشرة قتلي. المشهد الخامس أكدت تيارات سياسية ومنظمات نسائية مشاركتها فى التظاهرات بشكل يفوق مشاركتها فى ثورة 25 يناير، وهو ما أكدته الناشطة الحقوقية المحامية نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصرى للمرأة حينها مشيرة إلى أن القوى السياسية قبل 30 يونيو تعاملت مع النساء كوقود للمعركة السياسية يقتصر دورهن على ملء الميادين وتركت النساء وحيدات يناضلن من أجل حقوقهن التى يرفضها التيار الإسلامى ولا يتحمس لها التيار المدني. وأرجعت "أبو القمصان" مشاركتها فى المظاهرات إلى أن مصر احتلت المركز الأول عالميًا فى قائمة الدول التى سجلت انحدارًا فى إتاحة الفرص الاقتصادية للنساء بالإضافة إلى أن معاناة النساء من الفشل الاقتصادى تضاعفت فضلاً عن استهداف نظام الإخوان جميع حقوق النساء وعمل عدة محاولات للنيل من الحد الأدنى المتوفر من الحقوق ومحاولة فرض صور نمطية ومشوهة حول النساء فى مناهج التعليم. المشهد السادس سارع أعضاء جماعة الإخوان والموالون لها بإطلاق التصريحات التى تفيد بعدم جدوى تلك التظاهرات مشيرين إلى قلة أعداد المتظاهرين، وهو ما أكده الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة فى ذلك الوقت مشيرًا إلى أن التظاهرات لن تسفر عن شيء وأنه سيكون يوم مثل أى يوم آخر وستخرج الشمس يوم 1 يوليو مرسى رئيسا للجمهورية ويمارس الشورى سلطاته التشريعية، على حسب قوله. وأضاف "العريان" فى تصريحات صحفية له أن تظاهرات 30 يونيو لن تشهد مشاركة شعبية كبيرة لأنها مظاهرات سياسية وليست شعبية مشيرًا إلى أن النخب السياسية منفصلة عن مشاكل الناس وأن البسطاء الذين يعانون مشاكل يومية بسبب تلك الأزمات سيصطدمون بالمعارضة لأنها السبب فى تعطل عجلة الإنتاج والمواطن يدرك ذلك. وفى ذات السياق أكد الدكتور صفوت حجازى أمين عام رابطة علماء أهل السنة بمصر، حينها أن المعارضة ليس من حقها إسقاط الرئيس لأنه رئيس شرعى منتخب. وقال "حجازي" عن المتظاهرين: "يخبطوا دماغهم فى الحائط" مؤكدا أنه لا أحد يستطيع المساس بشرعية مرسى حتى لو نزل الجيش، محذرًا من غضب الإسلاميين. المشهد السابع طالب كل من حزب النور السلفى والدعوة السلفية مرسى بالموافقة على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة مشيرين إلى خشيتهم من عودة الجيش للحياة العامة. المشهد الثامن استقال خمس وزراء من حكومة الدكتور هاشم قنديل، رئيس مجلس الوزراء فى عهد الإخوان تضامنًا مع مطالب المتظاهرين، كما استقال أيضًا مستشار الرئيس للشئون العسكرية الفريق سامى عنان بسبب أن منصبه كان شرفيًا ولم يكلف بأى مهمة على حسب قوله، ونالت الاستقالات مجلس الشورى أيضًا حيث قدم 30 عضوًا فى مجلس الشورى استقالاتهم. المشهد التاسع خصصت القوات المسلحة المصرية طائرة عسكرية، للمخرج خالد يوسف لتصوير المظاهرات بالإضافة إلى قيام طائرات عسكرية أخرى تابعة للجيش بتصوير المظاهرات فى كل ميادين ومحافظات مصر. وعقب تصوير المظاهرات قامت طائرات سلاح الجو بأعمال تصوير المظاهرات وعرضتها على مواقع التواصل الاجتماعي. المشهد العاشر أصدرت محكمة النقض حكما ببطلان تعيين النائب العام طلعت عبد الله الذى جاء خلفا للنائب العام عبد المجيد محمود وفقا لقرار كان أصدره مرسى أثناء توليه الحكم. المشهد الحادى عشر وقعت اشتباكات فى محيط جامعة القاهرة أدت إلى مقتل 22 شخصًا. المشهد الثانى عشر أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانًا يمهل القوى السياسية مهلة مدتها 48 ساعة لتحمل أعباء الظرف التاريخى مشيرة إلى أنه حال عدم تحقق مطالب الشعب فإن القوات المسلحة ستعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها. وأشار البيان إلى معاناة الشعب المصري، وأنه لم يجد من يرفق به أو يحنو عليه مؤكدًا أن القوات المسلحة لن تكون طرفًا فى دائرة السياسة أو الحكم إلا أن الأمن القومى للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التى تشهدها البلاد. ومن جانبها أعلنت وزارة الداخلية فى بيان لها تضامنها مع بيان القوات المسلحة مذكرة بأنها تقف على مسافة واحدة من جميع التيارات السياسية. المشهد الثالث عشر أكد التحالف الوطنى لدعم الشرعية رفضه لمحاولة البعض استرداد هذا الجيش للانقضاض على الشرعية والانقلاب على الإرادة الشعبية. وفى ذات السياق، أكدت الرئاسة المصرية أن بعض العبارات الواردة فى بيان الجيش تحمل من الدلالات ما يمكن أن يتسبب فى حدوث إرباك للمشهد الوطنى المركب. المشهد الرابع عشر أعلن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى وقتها, إنهاء حكم مرسى على أن يتولى المستشار عدلى منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وذلك عقب انتهاء مدة 48 ساعة التى كان أعطاها الجيش مهلة لإنهاء الأزمة. المشهد الخامس عشر وزع الجيش إعلام مصر على جموع المصريين فرحًا بعزل مرسى بالإضافة إلى أن طائرات القوات المسلحة حلقت فى سماء ميدان التحرير راسمة لعلم مصر فضلاً عن قيام المصريين بإطلاق الليزر فى سماء الميادين وعلى جدران الأبنية بكلمات مبروك النصر لمصر.