كشفت تحقيقات نيابة حوادث جنوبالقاهرة، بإشراف المستشار محمد غراب، المحامى العام، أن السيارة التى سقطت من أعلى كوبرى التونسى، انفجرت لحظة سقوطها، وأكد تقرير المهندس الفنى المنتدب من قبل النيابة أن السيارة ماركة «كيا سيراتو» كما توصل إلى رقم الشاسيه والموتور، وتبين أنه كان بداخلها 3 أشخاص، تفحموا تماماً، ولم يتم التوصل إلى هوية الضحايا، وأفادت التحقيقات بأن الانفجار تسبب فى اشتعال النيران فى العشش الموجودة أسفل الكوبرى، المستخدمة فى بيع السلع بسوق الجمعة، بالإضافة إلى امتدادها إلى بعض أعمدة الإنارة الخاصة بالكوبرى. وأرسلت النيابة خطاباً إلى الإدارة العامة للمرور بأرقام الشاسيه والموتور للاستعلام عن مالك السيارة، وقررت انتداب المعمل الجنائى لمعرفة نقطة بداية الحريق، وانتدبت لجنة من مديرية الإسكان والطرق والكبارى فى محافظة القاهرة لفحص الكوبرى ومعرفة مدى سلامته، ولجنة من السكة الحديد لفحص شريط القطار الموجود أسفل الكوبرى، كما أمرت النيابة بنقل الجثامين إلى مشرحة زينهم، ولبيان إذا ما كانوا تناولوا مواد كحولية أو مخدرات من عدمه وعمل تحليل ال«DNA»، والاستعلام من هيئة الأرصاد الجوية عن اتجاه الرياح، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة. انتقل فريق من نيابتى الحوادث والخليفة، ضم محمد عبدالمنعم، رئيس النيابة الكلية، ووليد السنباطى، رئيس نيابة الخليفة، وتابع فريق النيابة إخماد النيران بناءً على تعليمات المستشار محمد غراب. وتبين من المعاينة وجود تلفيات فى السور الحديدى ل«الكوبرى» وتحطمه لمسافة 8 أمتار وتلفيات فى جسم الكوبرى نتيجة احتراق أجزاء منه، وأفادت المعاينة بأن تحطم السور الحديدى نتج عن اختراق السيارة عند سقوطها، وسقوط عمود إنارة من فوق الكوبرى، وأظهرت المعاينة أن قائد السيارة كان يسير بسرعة تجاوزت ال180 كيلومتراً فى الساعة من خلال معاينة آثار الفرامل الموجودة على الرصيف التى وصلت إلى 12 متراً، وأن السيارة قفزت فوق الرصيف وحطمت السور الحديدى، وسقطت مشتعلة، وأمسكت النيران فى العشش الموجودة أسفل الكوبرى بامتداد ما يقرب من 2 كيلومتر، وأفادت المعاينة بأن السيارة بعد اشتعالها «طارت» لمسافة 8 أمتار، وسقطت على الأرض وانفجرت، وتبين احتراق 4 منازل وأجزاء من شركة محمد علام للمقاولات، وتبين وجود خط سكة حديد بامتداد 2 كيلومتر، وأن النيران أمسكت فى حوالى 30 متراً منه، وتم استعجال تقرير لجنة السكة الحديد لمعرفة مدى تحمل القضبان لسير القطارات. وتمت مناظرة جثامين الضحايا بعد رفعها، وتبين أنها متفحمة تماماً، وبينها جثة طفل عمره يقترب من 15 سنة، وجثة ذكر متفحمة تماماً غير واضحة المعالم، وأثارت مناظرة الجثة الثالثة غموضاً بسبب تقطعها لأجزاء، ولم يتم التمكن من التعرف على نوعها، وما إذا كانت جثة لإنسان من عدمه، لعدم اكتمال أجزائها. وتسلمت النيابة ملفاً عن المنطقة من حى الخليفة، لمعرفة عدد العشش التى التهمتها النيران، وتبين أن آخر حصر فى شهر أبريل من العام الماضى، يشير إلى أن العشش الثابتة 100 عشة مخصصة للسيراميك والأدوات الصحية، و125 ل«الموبيليا» والأدوات الكهربائية، إضافة إلى أعداد كبيرة فى المنطقة. كما تسلمت النيابة التقرير المبدئى من لجنة الطرق والكبارى، الذى انتهى إلى السماح بمرور السيارات الملاكى الخفيفة، وحاجة الكوبرى إلى معالجات حتى لا تتصدع الخرسانة ولمنع انهياره وانفجاره. وأكد 11 شاهد عيان فى التحقيقات، التى أجراها كل من شريف سامى وكريم بريرى وأمجد قطب وعمرو حسن وأحمد القاضى، وكلاء نيابة حوادث جنوبالقاهرة، أنهم أثناء تواجدهم أمام العشش الخاصة بهم أسفل الكوبرى، سمعوا صوت «فرقعة» شديدة، وشاهدوا سقوط سيارة من أعلى الكوبرى مشتعلة، وامتدت النيران إلى العشش الموجودة ولم يتمكنوا من السيطرة عليها، وحضرت قوات الدفاع المدنى وسيارات الإطفاء بهدف السيطرة على النيران.