كشفت مصادر مسؤولة بالمشيخة العامة للطرق الصوفية عن وجود مخاوف لدى الصوفيين من الكيفية التى سيتعامل بها الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، مع المشيخة، خاصة أنه قادر بحكم منصبه على التدخل فى شؤونهم، لأن القانون يعطيه الحق فى تعيين ثلث أعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية من خارجها، خاصة أن أغلب قيادات المتصوفة أعلنوا عن دعمهم الفريق أحمد شفيق فى الانتخابات الرئاسية. وقالت المصادر إن الصوفيين يخشون من حصول السلفيين على وزارات التنمية المحلية والأوقاف والداخلية المرتبطة بالموالد والأضرحة وشؤون المتصوفة. وتابعت أن قيادات الصوفية التى أيدت «مرسى» أجرت اتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى لها الرئيس للتوسط لديه ليعيد تعيين الأعضاء الحاليين للمجلس الأعلى للطرق الصوفية لأن أغلبيتهم لهم خلفية متصوفة. وتوقع الشيخ محمد عبدالمجيد الشرنوبى، عضو المكتب التنفيذى للطرق الصوفية، شيخ الطريقة الشرنوبية، أن يعتمد «مرسى» على لم شمل جميع الطوائف والفئات، خاصة أن الصوفية من أكبر قطاعات المجتمع المصرى والإسلامى ومصر بها 15 مليون مريد ومحب صوفى. وأضاف: هناك 12 قيادياً من 73 شيخ طريقة صوفية أيدوا «مرسى» والتقوا به داخل مقر الطرق الصوفية بالحسين، برئاسة الشيخ عبدالهادى القصبى، رئيس المجلس الأعلى للطرق، وطرح «مرسى» خلال اللقاء مشروع النهضة وجذب عن طريق القيادات شرائح عديدة بالمجتمع. ولفت إلى أن الرئيس لديه حقوق وصلاحيات لتعيين 5 أعضاء داخل المجلس الأعلى الذى يتكون من 15 عضواً، ويمثلون وزارات الأوقاف والداخلية والثقافة والتنمية المحلية والأزهر الشريف والتصديق على تشكيل المجلس الأعلى ورئيسه بعد انتخابهم، بالإضافة إلى البروتوكولات الرسمية لحضور المولد النبوى مع شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية ورئيس الوزراء. وأكد أن مشكلات الصوفية ليست مع الإخوان ومنهجهم، خاصة أن هناك تشابهاً بين المنهج الصوفى والإخوانى فى التربية والتنظيم، وفى المصطلحات التنظيمية إلا أن القلق نابع من صعود التيارات السلفية، واستغلال علاقتهم بقيادات الإخوان، فى الصدام مع الصوفية أو المساس بموالد الأولياء والأضرحة أو القانون المنظم لعملها. وقال عصام محيى، الأمين العام لحزب التحرير المصرى، المنبثق عن الطرق الصوفية، إن المتصوفة يشعرون بأن مؤسسات الأزهر ودار الإفتاء والطرق الصوفية مستهدفة لذلك تدرس الوقوف سلمياً أمام المساس بها وبقياداتها، خاصة أن خشية الصوفية من دخولهم فى صراع ضد الإخوان والسلفيين إذا أيدوا شفيق دفعهم لمقاطعة انتخابات الرئاسة. وأضاف أن الرئيس لديه صلاحيات قانونية على الطرق الصوفية حسب القانون 118 لسنة 1976 الذى أصدره مجلس الشعب فى عهد الرئيس الأسبق السادات. ولفت إلى أن الحزب بعيد عن الشؤون الداخلية للطرق الصوفية لكنه مستعد للدفاع سياسياً عنها لصد أى محاولة للمساس بها. وطالب «محيى» الشيخ القصبى بضرورة عقد اجتماع مع الأحزاب السياسية المنبثقة عن الطرق الصوفية تحسباً لأى تحركات تستهدف عقائد وطقوس المتصوفة.
