أين أنا الآن، فى أى شارع، أو ميدان، أو منطقة، وكيف أذهب إلى حيث أريد؟، أسئلة قد تطرحها على نفسك أحياناً، لكن لا يجيبك عنها سوى الخريطة والتى تمكنك من أن ترى كل معالم مصر من شرقها إلى غربها، أحياءها ومدنها، شوارعها وحواريها، هذه الخريطة لا تكلفك سوى جولة داخل أروقة الهيئة العامة للمساحة. تستغرق الجولة نحو ساعة تبدؤها مع الموظف المسؤول عن منحك استمارة طلب الحصول على الخريطة، والتى تباع بجنيه واحد، عليك أن تحرص على وجوده معك، بدلاً من انتظار تسلم باقى 10 أو 20 أو 50 جنيهاً، ثم موظف عرض الخرائط، والتى تختار من بينها ما تريد، سواء كانت خرائط جيولوجية أو سياحية أو اقتصادية، وعليك أن تعى جيداً الفرق بين الخرائط، فالخرائط السياسية تستخدم لمعرفة حدود الدول بينها وبين بعض باستخدام ألوان مختلفة لكل دولة، أو بين المناطق وبعضها داخل نفس الدولة، أما الخرائط الاقتصادية فهى التى تهتم بتحديد مناطق الثروات من مناجم وطرق مواصلات، ومناطق صناعية، وهناك خرائط التضاريس والتى تصف الأرض بما عليها من تضاريس كالجبال والهضاب والتلال والأودية، أما الخرائط البشرية فهى التى تهتم بتوزيع السكان على سطح الأرض ومناطق الكثافة السكانية، بينما الخرائط المناخية تهتم بالظواهر المناخية كتوزيع الحرارة والرطوبة والأمطار على مدار العام. وستجد عند هذا الموظف كل الخرائط التى تحتاجها، فإذا كنت تبحث عن خريطة وصف مصر ستجدها، أو خريطة بجزء محدد فى أرض مصر كالقاهرة وحدها أو أحد أحيائها، ستجدها أيضاً وستعرف ثمنها منه، ثم تتوجه إلى الخزينة لتدفع الثمن، واعلم أنه كلما صغرت المعلومة كلما عظم ثمنها، فخريطة مصر تباع ب 20 جنيهاً، بينما خريطة القاهرة وحدها ب 50 جنيها، وكلما كانت الخريطة مخصصة فى مساحة أدق كانت أغلى ثمناً. ومن أكبر المشكلات التى تواجهك عند حصولك على الخرائط التى تريدها أنه فى حالة رغبتك فى الحصول على خريطتين أو 3 فيجب أن تملأ استمارات بعدد الخرائط التى تريدها، ودفع ثمن كل واحدة على حدة، أى أنك ستقضى وقتاً مضاعفاً فى كل مرة ترغب فيها فى الحصول على خريطة، مع مراعاة أن الخرائط ترسم على الوجهين، الأمر الذى يلزم كل شخص بشراء خريطتين لنفس المنطقة التى يريدها، كى تكون أكثر وضوحا. ورغم أن الخرائط لها فوائد كثيرة، يعلم بها السائحون الذين يحرصون على الحصول على كل خرائط مصر عند زيارتهم لها، وتحديداً الخرائط الوصفية لأماكن البنوك والفنادق وخطوط السكك الحديدية، إلا أن لها فائدة عقارية مهمة، فلا يجوز توثيق عقد ملكية عقار أو أرض جديدة دون التقرير الخاص بالمساحة، والذى يحدد الجيران من الجهات الأربع لكل عقار، كما أنه يعد سنداً مهماً فى التعرف على مكان ما نمتلك فيه عقارات. ووفقاً لتصريحات مسؤولين فى الهيئة، فإن أكثر الباحثين عن خرائط مصر هم الصحفيون والمحامون، والنوبيون، ممن لديهم مشكلة مع الدولة بسبب تهجيرهم، حيث يحرصون على استخراج الخرائط الخاصة بأماكن مساكنهم، ليطالبوا الحكومة بالعودة لها، لذلك ينصحون كل مواطن بأن يمتلك خريطته الخاصة.
