شهدت قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم والتى يحاكم أمام القضاء بسببها رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، عضو مجلس الشورى، ومحسن السكرى، ضابط جهاز أمن الدولة السابق، مفاجأة، أكد عبدالستار تميم والد المجنى عليها سوزان تميم أنه تنازل عن الادعاء المدنى ضد هشام طلعت مصطفى فقط دون السكرى، وأنه لم يتنازل عن أى شىء ضد محسن السكرى الذى وصفه ب«السفاح» القاتل، فى حين أكدت أسرة «محسن السكرى» أن أسرة سوزان تميم تنازلت عن الادعاء المدنى الخاص بكل من هشام طلعت ومحسن السكرى دون أى تسويات وهو ما نفته أسرة سوزان وأكدت أن التنازل تم على الدعوى المدنية الخاصة بعبدالستار تميم فقط. قال منير السكرى والد المتهم الأول والرئيسى فى قضية مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم إن أسرة القتيلة قدمت خطاباً للخارجية المصرية يفيد بتراجعهم عن جميع الاتهامات الموجهة لنجله محسن السكرى ورجل الأعمال البارز هشام طلعت مصطفى بالقتل والتحريض، وذلك بعد أن أرسل رسالة هاتفية إلى «المصرى اليوم» جاء نصها «مفاجأة.. تراجع جميع عائلة سوزان عن اتهاماتهم ضد هشام طلعت ومحسن السكرى بالقتل والتحريض وتنازلهم عن دعواهم المدنية، ودون أى تسويات وذلك على خلفية تيقنهم من أن هناك آخرين وراء الجريمة ووجود أدلة على ذلك». وأضاف أن أسرة الفنانة الراحلة تنازلت عن دعواها المدنية دون أى تسويات مالية أو طلب للدية، وذلك بعد تأكدهم أن هناك أطرافاً أخرى وراء الجريمة الشنعاء التى أسفرت عن مقتل ابنتهم، وأشار منير السكرى إلى أن خطاب التنازل عن الدعوى سيصل المحكمة بعد غد الأحد موثقاً من الخارجية المصرية لضمه لملف القضية، منوهاً بأن هناك عدداً آخر من المستندات سيتم تقديمه لاحقاً لتبرئة ساحة نجله والإفصاح عن هوية المتهمين الحقيقيين على حد قوله. وقال عبدالستار تميم والد سوزان تميم، فى اتصال هاتفى من لبنان إن الكلام عن التنازل عن واقعة القتل والتحريض عار تماماً من الصحة، وأنه لم يتنازل عن القضية، وأنه تنازل فقط عن الادعاء المدنى والدعوى المدنية ضد «هشام طلعت مصطفى»، ورفض الإفصاح عن المبالغ المالية التى حصل عليها، مؤكداً أنه تم توقيع التنازل الخاص عن طريق محاميه نجيب لليان وبعض أفراد من عائلة هشام طلعت مصطفى. وأكد أنه لم يتنازل عن الدعوى المدنية أو شىء ضد محسن السكرى، منوهاً بأن القضاء المصرى يجب أن يأخذ طريقه، وطالب القضاء بضرورة الحكم على السكرى بالإعدام وهى أشد عقوبة، وقال إنه متأكد مليون فى المائة أن السكرى هو القاتل وهو ما أوضحته الصور ومقاطع الفيديو التى عرضت فى المحكمة، وقال إنه لن يتنازل عن القضية ضد «محسن السكرى» ووصفه بأنه مجرم وسفاح. وعلمت «المصرى اليوم» أن مفاوضات مكثفة دارت خلال الأسبوع الماضى فى باريس وبيروت بين عبدالستار تميم وسحر طلعت مصطفى، التى توصلت إلى اتفاق نهائى، وتم توقيع العقود عن طريق أحد محاميى مجموعة طلعت مصطفى والمحامى اللبنانى نجيب لليان الذى ترافع فى القضية، وأكدت مصادر ل«المصرى اليوم» أن المبالغ التى تم دفعها وصلت إلى أرقام خيالية قد تصل إلى أكثر من 750 مليون دولار، وأن التوثيق الرسمى لهذا التنازل سيكون خلال أيام فى السفارة اللبنانية فى القاهرة، وأن مفاوضات جادة تتم حالياً مع عادل معتوق زوج سوزان تميم فى باريس من أجل التنازل، كما أنه يجرى حالياً الاتفاق مع شقيقها «خليل عبدالستار» ووالدتها ثريا الظريف. وقال فريد الديب، محامى هشام طلعت، إنه لا يعلم أى تفاصيل عن هذا الموضوع وإن كان والد سوزان تميم قام بإجراء هذا التنازل فإنه سيخدم موقف القضية، وقال إنه لا توجد لديه تفاصيل عن التنازل فى الدعوى المدنية وهل هى متعلقة بموكله هشام طلعت وحده أم مع محسن السكرى. وقالت مصادر قضائية إن التنازل عن الادعاء المدنى فى القضايا قد يكون له أثر لدى المحكمة فى تقدير العقوبة، وأن تقدير العقوبة للمحكمة فقط، وأن التنازل يكون عن الادعاء المدنى لكن لا يكون عن حق المجتمع والذى تسعى المحكمة إلى تحقيق الردع من خلاله، مؤكداً أن التنازل المدنى لا يؤثر على سير الدعوى الجنائية. وأضافت المصادر أنه من حيث القانون فإن التنازل ليس له أى تأثير على الدعوى المنظورة أمام المحكمة، لأن الدعوى الجنائية تتطلب القصاص لحق المجتمع وحق المجنى عليها والمضار من هذه القضية، وإن كانت هناك دول تأخذ بالدية والتنازل فإن القانون المصرى لا يأخذ بهذا التنازل، وأن المحكمة عندما تنظر الدعوى بعد التنازل تنظر إلى شخصية المتهم وشخصية المجنى عليها والظروف التى أحاطت بالدعوى من أجل تقليل العقوبة.