أجرى التليفزيون المصرى، مناظرتين أمس الأول، بين محمود أباظة، رئيس حزب الوفد، والدكتور السيد البدوى، المرشح لرئاسة الحزب، من خلال برنامجى «وجهة نظر»، الذى يقدمه الإعلامى عبداللطيف المناوى و«مصر النهارده»، الذى أدار المناظرة خلاله الإعلامى خيرى رمضان، وفيما اتفق «أباظة» و«البدوى» على بعض الأمور، اختلف الطرفان على أمور أخرى، خاصة ب«الصفقات السياسية» بين «الوفد» والحزب الوطنى والثقل السياسى الحالى للحزب وصحيفته. من جانبه، نفى «أباظة» فى برنامج «مصر النهارده»، عقد «الوفد» أى صفقات سياسية مع الحزب الوطنى. وقال: «الحزب لا يشترى التروماى، وقطعت شوطاً طويلاً فى إصلاح أموره الداخلية بعد تولى رئاسته». وعلق «البدوى» بقوله: «إن الحزب أصبح يعتمد فى التواصل مع الجماهير، على آليات عفا عليها الزمن، وأن الحزب والصحيفة تراجع دورهما بشكل كبير فى الآونة الأخيرة». وفيما يتعلق بانتخابات الرئاسة، قال «البدوى» إن رأيه الشخصى هو ضرورة خوضها ويجب ألا يمثل رئيس حزب الوفد الحزب فى انتخابات الرئاسة، أضاف: «رئيس حزب الوفد يدير شؤون الحزب، أما المرشح الرئاسى فله مواصفات مختلفة تماماً، وأن أعضاء الهيئة العليا لابد من طرح أنفسهم فى جميع المحافظات ثم يتم الاقتراح السرى فيما بينهم لاختيار من يمثل الوفد فى الرئاسة»، وعلق أباظة: «حزب الوفد شارك فى أول انتخابات أجريت العام الماضى، لذلك فالانتخابات الرئاسية مطروحة، لكن الشخص الذى يفترض ترشيحه لابد أن يكون شخصية عامة وله خبرة طويلة ومعبراً عن ثوابت الوفد». وشهدت المناظرة التزام الطرفين بالإجابة عن كل سؤال فيما لا يتجاوز 3 دقائق، وقال أباظة عن وضع الحزب الحالى إنه تولى الرئاسة فى حركة إصلاحية، لذلك كان عليه تثبيت البيت من الداخل وتحديث الخطاب والهياكل. وقال: «بعد أزمة شديدة نتجت عنها عملية إصلاح الحزب قطع التجديد شوطاً واسعاً»، وأوضح: «أنا أول وفدى منتخب لفترة محددة»، بينما علق السيد البدوى: «الحزب تراجع على مستوى الخطابين السياسى والتنظيمى، وهناك جمود هيكل تنظيمى خاصة فى مكتب الإسكندرية والصحيفة هناك تراجعت والحزب أصبح جسداً بلا عقل لمدة 4 سنوات، لأن اللجان النوعية لم يحدث فيها تغيير، فاللجان النوعية حكومات ظل فى مصر». وعن العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين قال أباظة: «العلاقة بين الوفد والإخوان ممتدة منذ 80 عاماً، وهناك حوار دائم مع الجماعة وعندما كان هناك تحالف مع الإخوان المسلمين، كان حول برنامج الوفد، وحين خرجوا من (الوفد) اتخذوا شعار (الإسلام هو الحل) وهو ما يتنافى مع مبادئ الوفد»، وعلق البدوى: بعد عودة (الوفد) تحالفنا مع الإخوان عام 1984 تحت مبادئ الوفد، لكننا رفضنا بعدها التنسيق، وأرفض التنسيق الانتخابى معهم مستقبلاً». وحول الموقف من الملف النووى المصرى، قال البدوى: «تأخرنا كثيراً فى الملف النووى المصرى، ولابد من المضى قدماً فى بناء مفاعلات نووية لأغراض سلمية»، وعلق أباظة: «القضية شائكة جداً، خاصة أن معاهدة منع الانتشار النووى لم يتم تفعيلها فى المنطقة، وإسرائيل تمتلك سلاحاً نووياً، فإما أن يكون النووى للجميع أو لا نووى لأحد». وفى المناظرة الثانية فى برنامج «وجهة نظر»، قال «البدوى» إنه لم يعد على الساحة الوفدية من يصلح زعيماً لحزب الوفد ولن يكون ذلك الأمر متوفراً فى المستقبل وإن البديل هو إدارة الحزب بطريقة سياسية جيدة. وأضاف: «إن لم تكن للحزب وزارة ظل أو ما يسمى طبقاً للوائح اللجان النوعية وما بها من خبرات وكفاءات، فعلى حزب الوفد تجميد نشاطه أحسن»، مشيراً إلى أن أى حزب كبير لابد أن تكون لديه هذه الكفاءات وتلك الخبرات، إلا أن رئيس الحزب الحالى يرغب فى أن يخرج «الوفد» من المعادلة السياسية. وسأل البدوى «أباظة»: كيف لحزب الوفد، أكبر الأحزاب المصرية المعارضة أن يقدم استجواباً واحداً فقط فى البرلمان على مدار دورة برلمانية كاملة، رغم ما تموج به مصر من أحداث وما بها من فساد وقضايا؟ ويأتى هذا فى الوقت الذى تقدمت فيه المعارضة ب174 استجواباً كان من نصيب النائب الوفدى المغضوب عليه، محمد عبدالعليم داود، منها 15 استجواباً رغم فصله من «الوفد». من جانبه، أكد محمود أباظة أنه لا يوجد فى الجيل الجديد من هو قادر على قيادة حزب «الوفد» فلم نجد فى الجيل الجديد أحداً يمكن أن يكون محل توافق لرئاسة الحزب لذلك أعلنت ترشيح نفسى، خاصة أن هناك فترة زمنية مكدسة بالأحداث من انتخابات شورى وشعب ورئاسة، لذلك كان لابد من وجود حالة من الاستقرار فى الحزب، مؤكداً تدخل المال فى صراع رئاسة الوفد. وقال إن الوفديين معاندون ولا يمكن شراؤهم ولهم مواصفات خاصة ومتمردون ولا يمكن قيادتهم إلا من خلال توافق عام. ونفى تراجع دور الحزب أو الجريدة، وأكد أن برنامجه الانتخابى هو برنامج حزب الوفد الذى أقرته الجمعية العمومية، وأن حزب الوفد ليس مؤسسة فردية ولكن يدار بشكل جماعى ولابد من توافر القدرة والكفاءة والتواصل فيمن يترأسه، وأشار إلى أنه تم استبدال اللجان النوعية بآلية أخرى عن طريق مجموعة من الخبرات.