جعفر محمد النميرى، مولود فى أم درمان عام 1930، وحصل على الماجستير فى العلوم العسكرية من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعمل ضابطا فى الجيش السودانى إلى أن قاد انقلاباً عسكرياً، وجاء على سدة الحكم فى مثل هذا اليوم 25 مايو عام 1969 فيما عرف باسم ثورة مايو، ويقول نميرى عن سيرته ونشأته: «أذكر أن راتب والدى عندما أحيل إلى المعاش لم يتجاوز تسعة جنيهات، وبسبب ضآلة هذا الراتب حرص والدى على أن يعلمنا. عشنا قسوة الحياة، ولكى يؤمن لى والدى فرصة الدراسة الكاملة، فإنه طلب من أخى الأكبر أن تتوقف دراسته عند المرحلة المتوسطة ويبدأ العمل». وأكمل نميرى دراسته، وتمكن من الالتحاق بالثانوية العليا مدرسة «حنتوب الثانوية»، ولكن بسبب الظروف المادية الصعبة التى تواجه الأسرة بصورة لا تسمح بتوفير مطالب دراسته، قرر نميرى بعد إكمال المرحلة الثانوية الالتحاق بالقوات المسلحة بدلا من دخول الجامعة، ويقول: «قد شجعنى على ذلك شعورى بأن التحاقى بالكلية الحربية سيؤمن لى دخلاً أساعد به عائلتى»، إذن فقد التحق ابن الأسرة الفقيرة بالكلية الحربية عام 1949، وتخرج برتبة ملازم ثانٍ، وتنقل فى عدة مواقع، وعقد هو ومجموعته اجتماعات فى الخرطوم وفى مدن أخرى، وبين معارض ومؤيد من الضباط للانقلاب، انقض نميرى على السلطة بسهولة ووصل للرئاسة، وتعرض لأكثر من محاولة انقلاب إحداها فى 19 يوليو 1971، «انقلاب هاشم العطا»، ولكن نميرى أحبطه، والأخرى بقيادة الضابط حسن حسين فى سبتمبر عام 1975، ولكنه فشل أيضا، وحينما كان نميرى فى رحلة علاج إلى واشنطن فى مارس عام 1985، خرج الناس إلى الشارع تقودهم النقابات والاتحادات والأحزاب بصورة أعيت النظام الأمنى، وأعلن وزير دفاع النظام آنذاك، الفريق عبدالرحمن سوار الذهب، انحياز القوات المسلحة للشعب، حين كان نميرى فى الجو عائدا إلى الخرطوم ليحبط الانتفاضة الشعبية، ولكن معاونيه نصحوه بتغيير وجهته إلى القاهرة، لأن «اللعبة قد انتهت»، ولجأ سياسياً إلى مصر وقد شهد عهد النميرى الذى استمر 16 عاما أطول هدنة بين المتمردين والحكومة المركزية بالخرطوم استمرت 11 عاما، كما شهد عهده أيضا ظهور الحركة الشعبية وجناحها العسكرى الجيش الشعبى لتحرير السودان، وشهدت الحرب الأهلية فى عهده فصولا دامية، وبعد الإطاحة به بقى فى القاهرة التى عاد منها فى 22 مايو 1999.
