نجحت أجهزة الأمن فى إحباط مسيرة 3 مايو التى نظمها نواب مجلس الشعب المعارضون والمستقلون ظهر أمس، اكتفى منظمو المسيرة والمحتجون بتنظيم وقفة احتجاجية أمام حديقه عمر مكرم، بدأها النواب من الحادية عشرة صباحا، وحتى الثانية عشرة، قبل أن ينسحبوا وتستكمل القوى السياسية الوقفة لمدة نحو 3 ساعات رددوا خلالها بعض الهتافات المعادية للنظام ووزارة الداخلية وهم محاصرون من قبل نحو 3 آلاف ضابط وجندى أمن مركزى. وجاءت الوقفة بعد اتفاق بين الأمن والنواب، وقالت مصادر أمنية لل«المصرى اليوم»: إنه تم الاتفاق مع نواب الشعب بالاكتفاء بالتظاهر أمام حديقة عمر مكرم دون الخروج لميدان التحرير لإكمال المسيرة، ووافق النواب على العرض، مؤكدين أنهم سيلتزمون بالاتفاق. وحضر النواب فى ال10 صباحا تقريبا إلى حديقة عمر مكرم، وتوافد عدد كبير من المشاركين من التيارات المختلفة، وحركتى كفاية وشباب 6 أبريل، وكان على رأس الحاضرين الدكتور حسن نافعة والدكتور يحيى الجمل. وسمح الأمن لأعضاء منظمات المجتمع المدنى بالتواجد فى حديقة المسجد، وضرب حولهم سياجاً أمنياً، وانتشرت قوات الأمن والعربات المصفحة فى شوارع القصر العينى وميدان التحرير وحول الجامعة الأمريكية وشارع طلعت حرب وباب اللوق والمتحف المصرى وشارع الكورنيش. وخلال الوقفة ردد المتظاهرون هتافات طالبوا فيها بتغيير الدستور وإلغاء قانون الطوارئ وتعديل 4 مواد من مواد الدستور هى 76 و77 و78 و، 88 ورددوا هتافات ضد النظام ووزير الداخلية، وحضر النائبان علاء عبد المنعم ومحمد البلتاجى، وعدد من نواب الإخوان المسلمين، كما حضر بعض أعضاء 6 أبريل وهم يحملون لافتات سوداء كتبوا عليها «6 أبريل»، وظلوا يهتفون: «علِّ وعلِّ الصوت.. اللى هيهتف مش هيموت» و«طاطى راسك طاطى إحنا كرهنا الصوت الواطى». وحاول أعضاء 6 أبريل وكفاية استفزاز رجال الأمن، بالهتافات المعادية لوزير الداخلية، وإشارتهم لهم ب«علامة الدبح» والقول إن رجال الأمن هم عبارة عن مجموعة من السفاحين يقومون بسفك الدماء، إلا أن اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة أشار لقواته بالتزام التعليمات الأمنية، والالتزام بحقوق الإنسان. وأصرت الأجهزة الأمنية على عدم الخروج، وتم السماح ل6 أو 10 فقط من النواب بالتوجه إلى الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب لتقديم طلباتهم التى تتلخص فى إلغاء قانون الطوارئ ومنع تمديده، خاصة أن القانون ينتهى العمل به فى 31 مايو الجارى. وشهدت الوقفة خلافات حادة بين المشاركين الذين انقسموا إلى فريقين الأول ضم نواب الإخوان، وفى مقدمتهم حمدى حسن المتحدث الإعلامى للكتلة، ومحمد البلتاجى الأمين العام لنواب الإخوان، ومن المستقلين جمال زهران وعلاء عبدالمنعم، ومن المعارضة محمد العمدة وسعد عبود وحمدين صباحى، بجانب أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير، ومنهم الإعلامى حمدى قنديل والدكتور حسن نافعة، بينما ضم الفريق الثانى المعارض للأحاديث لوسائل الإعلام وإلقاء البيانات جورج إسحاق، وعبدالحليم قنديل من حركة كفاية، ونور الهدى زكى الناشطة بحركة مصريات مع التغيير والدكتور يحى القزاز الناشط السياسى، بجانب أعضاء حركة كفاية وشباب 6 أبريل وحركة كلنا مع تصليح مصر، وشهد هتافات معادية بين الفريقين فبينما هتف الفريق الأول «يسقط قانون الطوارئ» هتف الفريق الثانى «مهما تكون الصورة هباب لسه الأمل فى الشباب». ورفض جورج إسحق البقاء فى الوقفة الاحتجاجية. وطالب نور الهدى زكى بالخروج إلى الشارع حتى لو وصل الأمر للالتحام بالأجهزة الأمنية وفرق مكافحة الشغب وصرخوا فى وجه النواب: «كفاية كلام وبيانات مع الفضائيات». وألقى حمدى حسن بيانا باسم النواب، تم توجيه لرئيس مجلس الشعب ثم انسحبوا فرادى لأداء صلاة الظهر بمسجد عمر مكرم، وبعدها انسحبوا من الباب الخلفى للمسجد وهتف شباب 6 أبريل «يسقط نواب البرلمان» و«تسقط المعارضة المزيفة». وبعد انسحاب القوى السياسية وأعضاء جمعية التغيير حدثت اشتباكات عنيفة بين الأجهزة الأمنية ونشطاء حركة كفاية ومصريات مع التغيير وشباب 6 أبريل وتم اعتقال 4 من المشاركين بينهم أحمد دومه عضو 6 أبريل، فطلبت قيادات الأمن من المتظاهرين إنهاء الوقفة ولم يستجيبوا ونظموا اعتصاما لحين الإفراج عن المعتقلين. وقال النواب سعد عبود ومحمد العمدة، ل«المصرى اليوم»: إن خروج النواب إلى الشارع ليس معناه أن التغيير غير متاح داخل المجلس، لكن لأن المواطن لا يشعر بما يحدث تحت القبة، وهناك هدف آخر يتعلق بحث المواطنين فى الشارع على المشاركة فى الحركة الاحتجاجية الكبيرة التى تشهدها مصر بهدف تحقيق الإصلاح الدستورى والعدالة الاجتماعية. من جانبها قالت المصادر الأمنية: إن أجهزة الأمن التزمت بروح القانون وسمحت للعشرات الموجودين فى حديقة عمر مكرم بالتعبير عن آرائهم واتجاهاتهم السياسية وهذا أبسط حقوقهم إلا أن الأجهزة الأمنية منعت تعطيل المرور عن طريق محاصرة المتظاهرين والناشطين فى مكان محدد لمنع إعاقة حركة السير أو تعطيل أى مصالح موجودة بوسط القاهرة. وأضافت أن إدارة المرور كثفت خدماتها لمنع ازدحام الطرق وتعطيل حركة المرور، مؤكدة أنه لم تحدث أى اشتباكات بين المتظاهرين وأجهزة الأمن، والتعليمات التى كان ينفذها الضباط هى التحلى بالصبر وعدم الاستفزاز من المتظاهرين والالتزام بمبادئ حقوق الإنسان. وتابعت المصادر أن عدد المتظاهرين بلغ نحو 60 شخصاً، وأن باقى الموجودين كانوا عبارة عن مجموعات خاصة لقطاعات الأخبار ووكالات الأنباء والإذاعات والقنوات الفضائية والإعلاميين والصحفيين، وتمت الاستعانة برجال من البحث الجنائى فى الشوارع فى زيهم المدنى، واستعانت وزارة الداخلية ب8 ضابطات من شرطة الحرس الجامعى اللاتى تواجدن وسط الوقفة الاحتجاجية وكن يتعاملن مع فتيات 6 أبريل بابتسامة ونظرة دون أن يتحدثن إليهن فى إشارة منهن إلى الالتزام بحقوق الإنسان.