لا تتعب نفسك فى البحث عن أى صلة أو علاقة معلنة أو مخفية تجمع الدكتور أحمد نظيف بالمهندس حسام الدين مرسى.. فالحكاية لا تغدو أكثر من مذكرة تقدمت بها شركة سياحية لرئيس الحكومة تشكو فيها رئيس اتحاد التايكوندو الذى لم يسدد ديون الاتحاد لهذه الشركة مقابل قيامها بتوفير إقامة وتنقلات المشاركين فى بطولة العالم للتايكوندو التى نظمتها مصر فى ديسمبر الماضى.. وليس من الضرورى أن تتساءل عن علاقة رئيس الحكومة بهذا الأمر.. ولماذا أصرت شركة السياحة على اللجوء لرئيس الحكومة شخصياً لفض هذا النزاع المالى بينها وبين اتحاد رياضى.. فهذا السؤال فى حد ذاته يعنى أنك لاتزال صاحب عقل وفكر ومنطق.. وبلادنا اليوم باتت ضد العقل والتفكير وبلا أى منطق أصلاً.. والدليل هو أن حسام الدين مرسى عاش هذه الأزمة المحرجة والمهينة بسبب بطولة لم يشاهدها أحد غير أصحابها.. ثم انشغل فى نفس الوقت وقاد استعدادات ضخمة لاستضافة بطولة ثانية.. هى بطولة كأس العرب للتايكوندو.. التى بدأت فى شرم الشيخ مع تشكيل خمسة عشر لجنة كاملة لإدارة البطولة الرهيبة التاريخية الفاصلة المرتقبة والاستثنائية.. وإذا كان حسام الدين مرسى قد أكد فى تعليقاته المتكررة على تلك المذكرة الموجهة لرئيس الحكومة أنه ليس مسؤولا عما جرى، وإنما هو رئيس المجلس القومى للرياضة الذى لم يسدد حتى الآن كل فواتير تلك البطولة والتزاماتها.. فهل يعنى ذلك أن حسام الدين مرسى يتخيل أن دوره كرئيس لاتحاد التايكوندو ينحصر فقط فى أن يزف لنا بشرى نجاحه فى استضافة وتنظيم بطولة بعد أخرى.. أما التكاليف والفواتير فلا شأن له بها.. وهو حتى ليس مهموماً أو معنياً بتدبير أى موارد أو تقديم أى فكر لتسويق أى من هذه البطولات.. فالمجلس القومى هو الحصالة الجاهزة للإنفاق.. والمال هناك كثير يكفى لتنظيم ألف بطولة وليست بطولة واحدة.. وأنا هنا لا أتحدث عن حسام الدين مرسى الشخص أو الرجل.. وإنما أتحدث عنه كرمز وصورة لرئيس أى اتحاد رياضى.. مثل رئيس اتحاد البولينج الذى يبدأ اليوم.. أيضا فى شرم الشيخ.. بطولة سيناء الدولية للبولينج التى يشارك فيها 140 لاعباً من 21 دولة يتنافسون على جوائز مالية قدرها 62 ألف دولار بعدما كانت 44 ألفاً فقط فى العام الماضى.. وكم أتمنى أن يكون الاتحاد قد نجح فى التعاقد مع راع إعلانى للبطولة أو نجح فى تسويقها تليفزيونيا ليخرج الاتحاد رابحاً دون أن يتحمل الشعب جميع التكاليف كالعادة.. لكن.. كلهم ناجحون فى الاستضافة والوعود.. ولا أحد يعتمد على نفسه أبدا. [email protected]