ينتمى نعمان عاشور للحلقة الذهبية فى المسرح المصرى ممن ينتمون لجيلى الخمسينيات والستينيات، فهو واحد من كوكبة كتابه الذين لعبوا دوراً مهما فى تحقيق الطفرة المسرحية فى هذه الفترة، وهو من الجيل الذى ينتمى له أيضا ألفريد فرج ومحمود دياب وسعد الدين وهبة وميخائيل رومان ويوسف إدريس وغيرهم، ويعد نعمان عاشور فى هذه الحلقة رائدا للمسرح الواقعى، وهو مولود فى مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية فى 27 يناير عام 1918. واكتسب حبه للمسرح وهو صغير من والده الذى كان دائم التردد على مسارح شارع عماد الدين بالقاهرة، كان نعمان منذ طفولته محبا للقراءة وكان جده يمتلك مكتبة ضخمة تضم العديد من المؤلفات فى مختلف المجالات، التحق نعمان بجامعة الملك فؤاد (القاهرة) وتخصص فى اللغة الإنجليزية وتخرج عام 1942، واتصل بالحركة الأدبية التى برزت فى مصر فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، والتى اهتمت بمشكلات المجتمع وهمومه، وبرز اسمه بين كتيبةٍ من الأدباء والمثقفين الشباب من طليعة النهضة الأدبية والفنية فى الخمسينيات والستينيات. قدم نعمان مسرحاً مغايرا لما كان عليه المشهد المسرحى، وكان قد بدأ مسيرته المسرحية إثر تخرجه بمسرحية «المغماطيس» عام 1950 غير أن بدايته القوية كانت فى مسرحية «الناس اللى تحت» التى قدمتها فرقة المسرح الحر عام 1956 فأصبحت علامة فارقة فى تاريخ المسرح العربى. عنى نعمان عاشور بالفكرة والقضية التى يعرض لها أكثر من اهتمامه بالحرص على الأطر المسرحية المتوارثة والثابتة، فقد مثلت أعماله تحولا فى البنية واللغة المسرحية وفى أسلوب التناول والاشتباك المسرحى مع الواقع بما فيه من قضايا اجتماعية ووطنية وسياسية مطروحة، وكان عالمه المسرحى أقرب ما يكون إلى عالم تشيكوف، أصدر نعمان عاشور مسرحياته، فى مجلدين عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، المجلد الأول سنة 1974 ويحتوى على مسرحيات «المغماطيس» و«الناس اللى تحت» و«الناس اللى فوق» و«سيما أونطة» و«جنس الحريم» والمجلد الثانى سنة 1976 ويحتوى مسرحيات «وابور الطحين» و«عائلة الدوغرى» و«ثلاث ليال» و«بلاد بره» و«سرالكون» إلى أن رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 5 أبريل عام 1987.
