ربما تكون الخاطبة اختفت من الدراما التى تعتمد على الخيال، لكنها لم تختف من الواقع، لأن الزواج عن طريق الإنترنت لم يلغ عمل حنان عبدالشافى التى ترفض أن يطلق عليها المتعاملون معها لقب «خاطبة» بل «وسيطة لتوفيق راسين فى الحلال». بصدر رحب تتعامل «حنان» مع الشباب والفتيات المترددين عليها، وقبل أى خطوة تطلب منهم ملء استمارة مكتوب عليها «طلب عروسة أو عريس»، ومن خلالها تعرف مواصفاتهم ومواصفات شريك حياتهم، بعدها تعدهم باتصال قريب بمجرد أن تجد الشخص المناسب، ورغم نجاحها فى التوفيق بين شباب وفتيات فإنها حتى الآن لم تعثر على شريك حياتها.. بين صور البطاقات الشخصية واستمارات طلب الزواج، تجلس حنان على مكتبها الصغير فى جمعية «رعاية المرأة»، تتفقد بعض الطلبات أمامها، وتنظر إلى الصور الشخصية التى تعلم كلا منها جيداً، وتقارن بينها وبين المواصفات المطلوبة فى استمارات أخرى: «هى مهنة مرهقة لأن التوفيق بين شاب وفتاة ليكونا حياة زوجية ليس سهلاً»، حنان لم تختر تلك المهنة من البداية لتبحث لنفسها عن «عريس» ولم تستغل ذلك لمصلحتها الشخصية، فرغم اقتراب عمرها من الثلاثين فإنها تفصل بين احتياجها الشخصى للزواج، وبين مهمتها فى توفيق الشباب والفتيات. تخرجت حنان فى كلية التجارة وعملت محاسبة فى إحدى الشركات، ولكن لأنها تمل العمل التقليدى، لم تستمر وانضمت إلى أسرة جمعية «رعاية المرأة» منذ عامين، بدأت العمل معها فى المشروعات الخيرية، لكنها لم تجد ضالتها إلا فى مشروع «وسيطة الزواج»: «فى البداية كنت أخشى من نظرة الناس لى على أننى خاطبة، وأبحث عن عريس لنفسى، ولكن بمرور الوقت وبعد إتمام أول حالة زواج شعرت بسعادة غامرة، وتفرغت تماماً لهذا النشاط، وخصصت كل وقتى لفرز الاستمارات وإجراء المقابلات بين الأفراد، التى غالباً ما تتم فى غرفة الاجتماعات فى الجمعية، وحتى الآن نجحت فى إتمام 8 زيجات». كثير من المواقف الطريفة تعرضت لها حنان من خلال عملها، تحكى عنها: «فى إحدى المرات جاء رجل مسن يبحث عن شريكة تؤنس وحدته، وبعد أن ملأ استمارة البيانات الشخصية، فوجئت به يطلبنى للزواج، ومرة أخرى جاء شاب وحكى لى معاناته فى الحصول على شقة ورغبته فى الزواج عن طريق الجمعية، وفى النهاية رفض كتابة بياناته وطلب رقم هاتف إحدى العاملات فى الجمعية لمغازلتها فقط، كذلك جاء رجل وسيدة لإجراء المقابلة الأولى بينهما فى غرفة الاجتماعات، وعندما بدأ الرجل فى الحديث نفى كل ما كتبه عن نفسه فى السيرة الذاتية، فلم يكن لديه شقة وكان متزوجاً من قبل ولديه ابن، على عكس ما ذكر فى استمارته من أنه أعزب ولديه شقة خاصة». لم تبخل حنان على زميلاتها بالجهد فى البحث عن «عريس» لهن فقد زوجت عدداً من صديقاتها من خلال المتقدمين للجمعية، وكانت هى صلة الوصل بينهم على طريقة «زواج الصالونات»، ولكن بين كل ذلك تنتظر أن يأتى دورها ولكن بعيداً عن المتقدمين للجمعية لأنها ترى أن هناك دائماً من هم أولى منها بذلك.