توفى الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر، فى تمام الساعة الثامنة صباح أمس، عن عمر يناهز (82 عاماً) إثر إصابته بأزمة قلبية فى مطار الرياض قبيل عودته إلى القاهرة. وصرحت مصادر فى مشيخة الأزهر ل«المصرى اليوم» بأن شيخ الأزهر أصيب بأزمة قلبية أثناء تواجده فى مطار الملك خالد الدولى، استعداداً للعودة إلى القاهرة فى تمام الساعة السابعة صباح أمس، وتم نقله فوراً إلى «مستشفى الملك خالد بن عبدالعزيز» وتوفى فى تمام الساعة الثامنة صباحاً. وكان طنطاوى يزور المملكة السعودية للمشاركة فى حفل توزيع جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام وتكريم العلماء. وأكد الدكتور محمد عبدالرحمن، استشارى الأشعة بمستشفى الملك خالد بن عبدالعزيز الدولى، أن طنطاوى شعر بالأزمة القلبية أثناء دخوله باب طائرة مصر للطيران فى رحلتها العائدة للقاهرة من مطار الملك خالد الدولى، فقال لمرافقه إنه لا يستطيع المشى وإن رجليه لا تقويان على حمله ثم سقط على الأرض وتم عمل الإسعافات الأولية له بالمطار وخلال نقله بسيارة الإسعاف إلى المستشفى الذى وصله فى تمام الساعة الثامنة صباحاً. وقال عبدالرحمن: «بمجرد وصوله كان فى انتظاره فريق الإسعاف الذى كان يضمنى أنا والدكتور حامد سراج، استشارى الجراحة، والدكتور محمود عبدالخالق، استشارى التخدير، وعدداً من المسعفين والأطباء.. وقمنا بعمل تنفس صناعى لفضيلته وحاولنا استعادة نشاط القلب من خلال الصدمات الكهربائية إلا أنه لم يستجب لذلك، وفى غضون نصف ساعة وصلت المستشفى طائرة هليكوبتر للإسعاف الخاص بطاقم طبى أمريكى بناء على تعليمات عليا من إمارة منطقة الرياض وبتوجيهات من الأمير سلطان بن عبدالعزيز نقلت فضيلته إلى المستشفى الرئيسى العسكرى بالرياض الذى يبعد35 كيلو عن مطار الملك خالد». وقال عبدالرحمن إن المعاملة والاهتمام التى لقيها فضيلة الإمام الأكبر من جانب المسؤولين السعوديين هى المخصصة للملوك ولرؤساء الدول، خاصة أن كبار الشخصيات السعودية كانوا قد وصلوا لمستشفى الملك خالد وبرفقتهم نائب السفير المصرى بالرياض فى غضون دقائق من وصوله بسيارة الإسعاف، وأضاف: «مدير مطار الملك خالد حرص شخصيا أن يكون برفقة فضيلة الإمام الأكبر أثناء نقله من المطار الى المستشفى»، موضحاً أن التقرير الطبى النهائى هو أزمة قلبيه ناتجة عن توقف فى عضلة القلب أدت الى الوفاة. وأكدت مصادر طبية سعودية أن البيانات التى تم تدوينها فى استمارة دخول المستشفى تقول إن المريض اسمه محمد سيد عطية طنطاوى، مصرى الجنسية، السن 82 عاماً، مولود فى محافظة سوهاج بتاريخ 28 أكتوبر عام 1928 وأن المهنة المدونة فى جواز السفر الذى يحمل رقم D0000304 هى الإمام الأكبر وشيخ الأزهر، وأنه جاء إلى السعودية يوم الثلاثاء الماضى بتأشيرة خاصة لمدة ثلاثة أشهر للمشاركة فى توزيع جوائز الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام. وتم دفن طنطاوى، أمس، فى «البقيع» بالمدينةالمنورة بناء على طلب ابنه المستشار عمرو، وحضر مراسم الدفن مع شقيقته الدكتورة سناء «الأستاذة بجامعة الأزهر»، وشقيقه أحمد «الذى يعمل بالجهاز المركزى للمحاسبات». وأمّ المصلين فى صلاة الجنازة إمام المسجد النبوى وحضرها أمير المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، والمشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع، نائبا عن الرئيس حسنى مبارك. وولد طنطاوى فى قرية سليم بمحافظة سوهاج فى اكتوبر عام 1928 - وهو نفس العام الذى ولد فيه الرئيس حسنى مبارك- ولم يكن شيخ الازهر يعانى من أى أعراض مرضية قبيل وفاته. حصل طنطاوى على الدكتوراه فى الحديث والتفسير بكلية أصول الدين عام 1966 بتقدير ممتاز، عمل مدرسا فى كلية أصول الدين، ثم انتدب للتدريس فى ليبيا لمدة 4 سنوات، تولى منصب عميد كلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة، عين مفتيا للديار المصرية فى 28 أكتوبر 1986، وعين شيخا للأزهر فى العام 1996. يُعد طنطاوى واحداً من أجل علماء الأزهر وأغزرهم علماً، خاصة فى علم التفسير، وهو متفوق طوال مشواره التعليمى، وكان متميزاً أكاديمياً، وتولى الكثير من المناصب القيادية فى المؤسسة الدينية، وله تفسير ميسر للقرآن الكريم. فيديو.. طنطاوي (1928-2010) على الرابط التالى: http://www.almasryalyoum.com/ar/node/20429