اليوم.. «اتصالات النواب» تناقش موازنة الهيئة القومية للبريد للعام المالي 2024-2025    أسعار الدواجن اليوم 22 مايو 2024    «مياه الشرقية» تنظم حملات توعية بأنواع القطع الموفرة وطرق استخدامها    التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات اليوم بالسكة الحديد    مغني راب ينهي حياته بالخطأ خلال تصوير فيديو    ترتيب الدوري المصري الممتاز قبل مباراة الزمالك وفيوتشر    «التعليم» تشكل غرفة عمليات متابعة امتحانات الدبلومات الفنية 2024| مستند    الطالب الحاصل على جائزة «المبدع الصغير» 2024 في الغناء: أهدي نجاحي لوالدتي    جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مراكز الإيواء في بيت «لاهيا»    تفاصيل الحالة المرورية اليوم.. كثافات في شارعي رمسيس والهرم (فيديو)    رابط نتيجة الصف السادس الابتدائي 2024 الترم الثاني جميع المحافظات والخطوات كاملة    طريقة عمل العجة المصرية، لفطار سريع وبأقل التكاليف    توافد طلاب أولى ثانوى بالجيزة على اللجان لأداء الكيمياء في آخر أيام الامتحانات    دبلوماسي سابق: الإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل وتخطت قواعد العمل الدبلوماسي    ما حكم ذبح الأضحية في البلاد الفقيرة بدلا من وطن المضحي؟    المفتي: نكثف وجود «الإفتاء» على مواقع التواصل.. ونصل عن طريقها للشباب    جدول مساحات التكييف بالمتر والحصان.. (مساحة غرفتك هتحتاج تكييف كام حصان؟)    «حديد عز» بعد الانخفاض الكبير.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 22 مايو 2024    الأزهر ينشئ صفحة خاصة على «فيسبوك» لمواجهة الإلحاد    فضل يوم النحر وسبب تسميته بيوم الحج الأكبر    النشرة الصباحية من «المصري اليوم».. أيرلندا تعتزم الاعتراف بفلسطين.. وإطلاله زوجة محمد صلاح    قرار جديد من الاتحاد الإفريقي بشأن نهائي أبطال إفريقيا    مبلغ صادم.. كم بلغ سعر إطلالة ماجي زوجة محمد صلاح؟    أرقام تاريخية.. كبير محللي أسواق المال يكشف توقعاته للذهب هذا العام    سيارة انفينيتي Infiniti QX55.. الفخامة الأوروبية والتقنية اليابانية    رئيس نادي إنبي يكشف حقيقة انتقال محمد حمدي للأهلي    اليوم.. ختام مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة بحضور إلهام شاهين وفتحي عبد الوهاب    أترك مصيري لحكم القضاء.. أول تعليق من عباس أبو الحسن على اصطدام سيارته بسيدتين    عاجل.. حلمي طولان يصب غضبه على مسؤولي الزمالك بسبب نهائي الكونفدرالية    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    «روكي الغلابة».. تعرف على قصة فيلم دنيا سمير غانم الجديد    افتتاح أول مسجد ذكي في الأردن.. بداية التعميم    دراسة: 10 دقائق يوميا من التمارين تُحسن الذاكرة وتزيد نسبة الذكاء    نشرة التوك شو| تفاصيل جديدة عن حادث معدية أبو غالب.. وموعد انكسار الموجة الحارة    جوميز: لاعبو الزمالك الأفضل في العالم    بينهم طفل.. مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بأسوان    ذبح مواطن في الطريق العام.. النقض تنظر طعن سفاح الإسماعيلية على حكم إعدامه    روسيا تبدأ تدريبا لمحاكاة إطلاق أسلحة نووية تكتيكية    دبلوماسي سابق: ما يحدث في غزة مرتبط بالأمن القومي المصري    عاجل.. مسؤول يكشف: الكاف يتحمل المسؤولية الكاملة عن تنظيم الكونفدرالية    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    ب1450 جنيهًا بعد الزيادة.. أسعار استخراج جواز السفر الجديدة من البيت (عادي ومستعجل)    حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا    «الثقافة» تعلن القوائم القصيرة للمرشحين لجوائز الدولة لعام 2024    وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق.. مقترح يثير الجدل في برنامج «كلمة أخيرة» (فيديو)    إيرلندا تعلن اعترافها بدولة فلسطين اليوم    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    النائب عاطف المغاوري يدافع عن تعديلات قانون فصل الموظف المتعاطي: معالجة لا تدمير    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    خبير في الشأن الإيراني يوضح أبرز المرشحين لخلافه إبراهيم رئيسي (فيديو)    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    قبل قدوم عيد الأضحى.. أبرز 11 فتوى عن الأضحية    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«واصل طه» العضو العربى السابق بالكنيست الإسرائيلى رئيس حزب التجمع الوطنى الديمقراطى ل«المصرى اليوم»:إسرائيل أقامت النصب التذكارى لضحايا الهولوكست على أنقاض قرية دير ياسين

فى الذكرى الستين للنكبة الفلسطينية وقف مَنْ كان نائباً فى ذلك الوقت فى الكنيست الإسرائيلى، متظاهراً مع غيره من المواطنين العرب داخل الخط الأخضر لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، إلا أن حصانته لم تقف حائلاً بينه وبين هراوات الجنود الإسرائيليين، الذين اعتدوا عليه بالضرب المبرح لتسيل دماؤه على أرض فلسطين، مؤكدة أن النكبة الفلسطينية مازالت مستمرة.
«واصل طه»، النائب العربى فى الكنيست لدورتين متتاليتين، الذى خلف سلفه الدكتور «عزمى بشارة» فى رئاسة التجمع الوطنى الديمقراطى، الحزب العربى الذى يمثل عرب 48 داخل إسرائيل، بعد الحملة الصهيونية التى طالت الأول منذ سنوات، ليبقى منفياً بلا وطن من وقتها، سألناه عن سبب عدم ترشحه للكنيست لدورة ثالثة فأجاب ضاحكاً: «كنت أرى يومياً فى أروقة الكنيست الإسرائيلى من يقتلون الشعب الفلسطينى، فاكتفيت لذلك بمدة دورتين وقررت أن يتحمل غيرى هذا العبء»، بعد ذلك ارتسمت ملامح الجدية على وجهه ليقول: «أردت أن أفتح مجالاً للشباب لخوض العمل السياسى فى البرلمان، وأيضاً إشاعة ثقافة جديدة هى عدم التمسك بالكرسى».
كشف «واصل طه» ل«المصرى اليوم» أن إسرائيل أقامت النصب التذكارى الذى يخلّد ذكرى الهولوكست من اليهود، والمسمى ب«يد فاشيم» على أرض قرية دير ياسين التى ارتكبت فيها العصابات الصهيونية المجزرة الشهيرة، وأكد أيضاً أنهم دفنوا على نفس الأرض هرتزل وعدداً كبيراً من القيادات الإسرائيلية، وكأنهم يريدون محو ذكرى المجزرة الشهيرة التى لعبت دوراً كبيراً فى إقامة إسرائيل.
وأكد «طه» أن الخارجية الإسرائيلية واجهت صعوبات كبيرة فى اختيار سفير يقبل العمل فى مصر بسبب الحصار الشعبى الذى يحيط بالسفارة الإسرائيلية فى القاهرة، وطالب الحكومة المصرية بفتح الباب أمام الطلاب من عرب 48 للدراسة فى الجامعات المصرية لعمل نوع من التواصل بين الشعب العربى، وقال إن حرباً قادمة ستشنها إسرائيل على المنطقة آجلاً أم عاجلاً لرغبة الجنرالات الذين يحكمون إسرائيل اليوم فى الثأر لكرامتهم بعد حرب لبنان الثانية.
■ تصريحات إسرائيلية تهدد بشن حرب جديدة، ومناورات عسكرية إسرائيلية تحاكى هجوماً على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، هل ترى أن إسرائيل جادة حقاً فى شن حرب جديدة؟
- إسرائيل تعيش أزمة سياسية حقيقية، ونتنياهو يعيش هذه الأزمة شخصياً، فهو يخضع للضغوط الدولية للعودة لطاولة المفاوضات، وتمارس عليه ضغوط كبيرة ويريد الخروج منها، وإذا ما خرج منها وعاد إلى المفاوضات بعد أن يجمد الاستيطان فى الضفة الغربية والقدس كما يشترط الفلسطيني
ون، فإن حكومته ستسقط، الائتلاف سيتفتت، فهو يريد من ناحية الحفاظ على حكومته وأن يخرج من الضغوط الدولية، فتراه يقوم بضم الحرم الإبراهيمى للتراث اليهودى، ويهدد القدس بالاستيطان والأقصى بالحفريات ليرضى اليمين الشريك له فى الائتلاف، ومن ناحية أخرى هو مقتنع بأنه فى النهاية سيحدث شىء من المفاوضات، وحتى هذا الشىء الصغير من المفاوضات لا يرضى اليمين الإسرائيلى، هو يعيش أزمة حقيقية خاصة أن إسرائيل تُقرر سياستها الخارجية بناء على سياستها الداخلية.
وأعتقد أنه بناء على التجارب السابقة، عندما تدخل الحكومة فى أزمات من هذا القبيل، وعندما يدخل رئيسها فى أزمة من هذا القبيل يكون له مخرج واحد هو أن يعكر الصفو فى المنطقة، ويبدأ بالتهديدات وابتداع المخاطر، كالخطر الإيرانى وخطر حزب الله والتسلح السورى ليبدأ حرباً فى المنطقة وتبدأ ظروف جديدة وحياة جديدة قد تعزز موقفه فى التفاوض وتقويه إذا حقق إنجازاً، وإذا ما حدث العكس فإن ذلك سيؤدى إلى مشاكل داخلية تواجه حكومته، لذا فإنه بناء على نسبة الربح والخسارة ستقرر الحكومة الإسرائيلية موقفها.
وباعتقادى أن الذين يحكمون إسرائيل اليوم جنرالات عسكريون، حتى «نتنياهو» كان ضابطاً واشترك فى حرب ضد الفلسطينيين وقتل بأيديه فلسطينيين، و«باراك» كذلك، كلهم عسكريون ويريدون أن يستعيدوا ثقة الناس بهم التى فقدوها فى حرب 2006، ويريدون استعادة الأمن الجماعى الذى ضعف، يريدون أن يؤكدوا على أمن الجبهة الداخلية التى تتهددها المخاطر نتيجة لتهديدات حزب الله وسوريا، كل هذا سيدفع هؤلاء لوضع خطة للتخلص من هذا التهديد وهو ما لن يحدث إلا بحرب.
هم يريدون الخلاص من حزب الله وسوريا وإيران الذين يعتبرونهم عائقاً أمام الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية فى المنطقة، وأعتقد أن إسرائيل ستتولى فقط الجبهة الشمالية لتخرج سوريا وحزب الله مما تسميه «محور الشر»، ولعزل إيران نهائياً بعد أن يهزموا هؤلاء عسكرياً، هذه هى النظرية الإسرائيلية، ولكننا نأمل أن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.
■ تقصد أن هناك رغبة لدى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية فى الثأر واستعادة كرامتها؟
- بدون شك، المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التى فقدت هيبتها فى حرب 2006 أمام حزب الله تريد أن تستعيد هذه الثقة وتعزز مكانتها التى تزعزعت بعد العدوان على غزة ولبنان، فرغم الدمار الشامل الذى لحق بكليهما فإن إسرائيل لم تحقق سياسياً أى شىء، ورغم ما أعلنه الأمين العام لحزب الله من أن المقاومة اللبنانية زاد تسليحها، وذلك لخلق توازن ردع مع إسرائيل لمنع الحرب، فإن إسرائيل ستقوم فى اعتقادى بهذه العملية آجلاً أم عاجلاً.
■ كيف ترون القرار الأخير للحكومة الإسرائيلية بضم الحرم الإبراهيمى ومسجد بلال إلى ما يسمى «قائمة التراث اليهودى»؟
- إسرائيل تناور فى قضية المفاوضات مع الفلسطينيين، وتحاول بين الفينة والأخرى قبل وبعد هذا القرار القيام بخطوات استفزازية ضد الفلسطينيين منها ضم الحرم الإبراهيمى إلى التراث اليهودى. فى اعتقادى هذه خطوة استفزازية، كون الخليل مدينة فلسطينية محتلة منذ عام 1967 وبموجب القرارات الدولية على إسرائيل أن تنسحب منها، إلا أن إسرائيل ترفض ذلك وتصر على بقاء الحرم جزءاً من التراث اليهودى.
وكان واضحاً لنا بعد قيام المتطرف الصهيونى «باروخ جولدشتاين» بمجزرته داخل الحرم الإبراهيمى أن الحرم أصبح فى خطر حيث تم تقسيم أوقات الصلاة فيه بين اليهود والمسلمين وهذا عمل استفزازى، من شأنه أن يدمر العملية السلمية، ومن شأنه أن يضع الفلسطينيين أمام خيار واحد لا بديل عنه هو المقاومة ووقف المفاوضات.
ما حدث بالنسبة للحرم الإبراهيمى يُخطط له أن يحدث أيضاً فى الأقصى الشريف، كل الحفريات ومحاولات هدم المسجد الأقصى من خلال حفر الأنفاق تحته هى للوصول إلى مرحلة تقسيم الأقصى، من ناحية الصلاة بين اليهود والمسلمين، ليضموه فيما بعد إلى التراث اليهودى كونه مكان الهيكل المزعوم.
هذه الخطوات بالإضافة إلى توسيع الاستيطان كلها عراقيل أمام العودة إلى المفاوضات وأمام العمل من أجل إتمام قيام الدولة الفلسطينية..الإسرائيليون فى خطواتهم هذه يتحركون من دوافع عنصرية وفرض الأمر الواقع كى لا يغيروه فى المفاوضات النهائية، نحن نعتقد أن الحكومة الإسرائيلية تراوغ بطبيعة تركيبتها السياسية فهى تعمل من أجل توسيع الاستيطان لفرض هيمنتها على القدس.
■ ولكن هل لصدور القرار فى هذا الوقت بالتحديد أى دلالات؟
- بدون شك، إصدار القرار نابع من ضغوط الأحزاب المؤلفة للحكومة، وهى أحزاب يمينية متدينة، بعضها يرى فى جولدشتاين بطلاً يهودياً، وهناك من يذهب ليُقدسه، فأصبح هناك مكان للقداسة لدى بعض الأحزاب اليهودية، ونتنياهو يريد أن يستثمر ذلك فى تقوية حكومته كى يحافظ على حكمه، ومن ناحية أخرى يريد أن ينفذ مخططاً هو وحزبه يؤمنون به، فبيجن وجابوتنسكى - وهما المرجعية الفكرية لحزب الليكود - كانا يريان أن هذه الأرض هى ملك لليهود وحدهم.
■ هناك أخبار عن بعض الانهيارات الأرضية فى مدينة القدس.. إلى أى حد تؤثر الحفريات الإسرائيلية على المدينة العتيقة؟
- الخطر الحقيقى هو تفريغ القدس من سكانها العرب، وعدم إعطاء تراخيص للبناء، فلو قلت لك إن إسرائيل أصدرت حوالى 50 ترخيص بناء منذ عام 1967 فهذا أمر لا يعرفه الكثير، إسرائيل تمنع العرب من البناء وتعطى الإمكانيات لليهود وللشركات اليهودية، فالقدس أحيطت بالمستوطنات اليهودية وبدأت تخلو رويداً رويداً من سكانها العرب، وأنا أقول ما قيمة الأقصى والقدس بدون المواطنين الفلسطينيين العرب، لا قيمة، يبقى الحجر ولا قيمة له، وبالتالى الحفريات وتهديد الأقصى هو أمر للتخويف، يريدون تخويف العرب: «إننا نفعل ما نشاء بأقدس أقداسكم ولا أحد يتحرك»، وهذه حقيقة فلو هُدم الأقصى اليوم ماذا سيحدث؟! تحرك سياسى لطيف هنا وهناك وتحرك شعبى قد يتصادم مع الأنظمة ثم تخمد النار، وقد يجمعون حجارة الأقصى بعد ذلك فى إحدى ساحات القدس، ويسمحون للفلسطينى بأن يأخذ حجراً للذكرى.
■ هناك حديث عن حرب ديموجرافية تشنها إسرائيل على العرب فى الداخل.. ما مظاهر هذه الحرب؟
- الهاجس الديموجرافى يطارد الإسرائيلى فى كل مكان، نحن فى الداخل نشكل حوالى 20% من السكان، وفى حال قيام دولة ديمقراطية واحدة على كل فلسطين سيكون عدد السكان متعادلاً تقريباً، ولذلك هم يوافقون على دولة فلسطينية للقضاء على هذا الهاجس، ولكن يريدون الموافقة عليها بشروط مقيتة ولا يقبلها أى فلسطينى، دولة بدون القدس ولا غور الأردن ومع ضم المستوطنات، ومع ترحيلنا، فبالتالى يريدون من العالم أن يعترف بيهودية الدولة وهو ما يعنى ترحيلنا كعرب 48، نحن من صمدنا سنة 1948 نصبح فى خطر الترحيل بموافقة القيادات العربية والفلسطينية إذا ما وافقت على يهودية الدولة - لا قدّر الله - نحن فخورون حتى الآن بأن القيادات العربية فى مصر والأردن وفلسطين ترفض الاعتراف بيهودية الدولة، ونحن من هذا المنبر نناشد هذه القيادات عدم الاعتراف بيهودية الدولة لأن من سيدفع الثمن هم نحن الفلسطينيين الذين يعيشون على أرضهم منذ سنة 1948.
■ الحديث عن يهودية الدولة أمر طرحه وزير الخارجية الإسرائيلى وزعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيجدور ليبرمان.. هل هناك قوى سياسية أخرى فى إسرائيل تتبنى البرنامج نفسه؟
- قد تفاجأ إذا قلت لك إن برنامج الترانسفير مطروح منذ زمن «بن جوريون»، أول رئيس حكومة لإسرائيل، وهو موجود فى الأدراج منذ هذا الزمن، الظروف الدولية والسياسية منعته من تنفيذ هذا وإن كان قد نفذه جزئياً فى حرب 1948 من خلال المذابح التى نُفذت فى القرى العربية، ولكن من بقى منا على الأرض أصبح شوكة فى حنجرة السياسيين الإسرائيليين، الآن ليبرمان الروسى القادم من بلاد الثلج جاء لينطق بهذا البرنامج، وهو حنجرة كل الأحزاب السياسية الصهيونية التى ترى أن العربى عقبة فى طريقهم، ليبرمان لا ينطق باسم نفسه، هو ينطق باسم الدولة.
■ البعض يتباهى ب«الديمقراطية الإسرائيلية» ويصف إسرائيل بأنها واحة الديمقراطية فى الشرق الأوسط.. ما مدى صحة هذا الكلام؟
- هناك ديمقراطية لليهود فقط، مجرد أن تعرّف إسرائيل نفسها «دولة يهودية ديمقراطية» هو أمر غير ديمقراطى، فالديمقراطية تتعارض مع اليهودية، لا يعقل أن تكون دولة تستند إلى الدين وإلى الفكر الصهيونى الشبيه بالدين وأن تكون ديمقراطية خالصة، الديمقراطية فقط لليهود، وهناك هامش للديمقراطية للعرب، وخطوط حمراء لا يُسمح بتجاوزها، ونحن نستغل الهامش فى الترشح لعرض قضايا العرب، نحن حنجرة مواطنينا أمام الحاكم الظالم.
■ ولكن هناك من يرى أن انخراطكم فى العملية السياسية الإسرائيلية يعنى انخراطاً فى المؤسسة الإسرائيلية نفسها؟
- الانتخابات حق، وإسرائيل لا تستطيع أن تقول أمام العالم إنها ديمقراطية إذا قصرت الترشيح على اليهود، نحن نستغل هذه الثغرة، وبدونها لن يسمع أحد أصواتنا، إلا أننا فى نفس الوقت رفضنا أن نكون نواباً لرئيس البرلمان.. فى 2003 أقر رئيس الكنيست أن يكون هناك نائب عربى، وفى الجلسة رفضت ذلك، لأننا نرفض أن نكون جزءاً من المؤسسة الرسمية.
■ ولكن حتى على الجانب الإسرائيلى هناك من يمن عليكم لوجودكم فى الكنيست بسبب ما يقولون إنه الديمقراطية الإسرائيلية؟
- نحن رددنا على ذلك من على منصة الكنيست، وقلنا لهم ونقول مرة أخرى: «خذوا ديمقراطيتكم وأعطونا فلسطين».
■ إسرائيل إذن دولة ديمقراطية لمواطنيها اليهود وعنصرية ضد مواطنيها العرب؟
- بالطبع، فهناك مثلاً رزمة تشريعية عنصرية سُنت داخل البرلمان الإسرائيلى، لن تجد مثيلها سوى فى الدول العنصرية، فى الأبارتهايد، يعنى عندما يُشرع قانون بموجبه يسأل سائق التاكسى الراكب الذى يشك أنه عربى عن هويته وإلى الوجهة المتجه إليها، كانت هناك اقتراحات فى الكنيست من هذا القبيل، كان هناك مشروع أن صاحب المزرعة اليهودى يستطيع أن يطلق النار على أى عربى يقترب من مزرعته، هذا لم يكن موجودا سوى فى ألمانيا النازية، ولكن للأسف الشديد الدبلوماسية العربية لا تستغل ذلك لتكشف إسرائيل على حقيقتها وتكشف ديمقراطيتها المزيفة تجاه المواطن العربى.
■ هناك أيضاً لاجئون رغم أنهم داخل الوطن؟
- نعم هناك لاجئون يُبعدون عن أرضهم وبيوتهم مئات الأمتار وتمنعهم إسرائيل من العودة إليها، وهم حوالى 250 ألف لاجئ داخل الخط الأخضر، هؤلاء ماذا سيكون مصيرهم فى مفاوضات الوضع النهائى، ونحن بصدد إرسال مذكرات إلى الأمم المتحدة وإلى الرئيس الأمريكى وبعض القيادات العربية كى نطلعها على هذا الموضوع، إسرائيل ترفض إعادة اللاجئين من لبنان أو سوريا أو الأردن أو فى أى مكان آخر، فلماذا لا تسمح للاجئين الموجودين داخلها بالعودة، هى تقول إن على هذه الدول أن توطن اللاجئين فلماذا لا تسمح للمواطنين الذين لا يحملون الجنسية الإسرائيلية بالعودة إلى بيوتهم واستعادة أراضيهم، هناك أشياء كثيرة يستطيع المفاوض الفلسطينى والدبلوماسى العربى أن يستغلها ويكشف زيف الديمقراطية الإسرائيلية.
■ هل هناك تمييز اجتماعى واقتصادى أيضاً ضد عرب 48؟
- نسبة البطالة فى الوسط العربى ضعف النسبة فى الوسط اليهودى، فالأفضلية فى التشغيل هى لليهود، شركة الكهرباء على سبيل المثال، من بين الآلاف الذين يعملون بها أربعة أو خمسة فقط هم من العرب ويعملون فى درجات متدنية، كذا المطارات والموانئ والشركات الحكومية والسكك الحديدية، فلن تجد إلا العمل الأسود فقط يعمل به العرب، هناك وزارات عديدة فى إسرائيل لا يُوظف بها عربى واحد، العرب يتركزون فى شركات البناء لأن هذا العمل يستدعى أيادى عاملة كثيرة ورخيصة، ويسافر العرب حوالى 100 كيلو متر ليصلوا إلى أماكن عملهم أما المناطق اليهودية فتقام بها مناطق صناعية.
■ هناك اعتقاد سائد عند كثيرين بأن التعامل مع عرب الداخل يعد تطبيعاً لأنكم تحملون جواز سفر إسرائيلياً.. ما رأيكم فى وجهة النظر هذه؟
- نحن الذين صمدنا على أرضنا، فليس معقولاً أن ندفع ثمناً مرتين، مرة للإسرائيلى، أخرى للعربى، فنحن مظلومون فى هذا الصدد، أنا فلسطينى وعربى وقومى ولكنى أحمل وثيقة إسرائيلية أتحرك بها، فبدونها لا أستطيع أن أتحرك، وسأكون مجبراً على الهجرة من أرضى، وهذه التناقضات يجب أن يفهمها الإخوة العرب، خاصة النخب السياسية والفكرية والإعلامية، نحن نقبل هذا التناقض كى نبقى على أرضنا، عليهم أن يفهموا ذلك.
أنا من هذا المنبر أناشد الجميع أن يعتبروا التواصل معنا تواصلاً وليس تطبيعاً، فنحن نريد أن نتواصل مع إخوتنا العرب، نريد من مصر أن تفتح جامعاتها لأبنائنا المحرومين من الدراسة فى كثير من الفروع، حيث من الممكن أن يحصلوا على ثقافتهم من الأزهر والجامعات المصرية الأخرى، هناك من يريدون دراسة الشرع الإسلامى داخل الأزهر، هم محرومون من ذلك، هناك من يريد دراسة الموسيقى فى مصر، هناك من يريد دراسة الطب، لأن الكوتة المخصصة للعرب فى الجامعات الإسرائيلية ضعيفة جداً، نحن نقول لإخوتنا المصريين: «نحن عرب ونريد زيادة التواصل».
أعرف أن الشعب المصرى ضد التطبيع، وأعرف الحصار الذى يعيشه السفير الإسرائيلى فى القاهرة، وأعرف أنه عندما طرح استبدال السفير فى القاهرة لم يجدوا أحداً يقبل أن يكون سفيراً فى القاهرة للظروف التى تعيشها السفارة من حصار شعبى وعدم التواصل معها، وعندما وجدوا السفير وجدوه من باب الخلاص من المأزق الذى يعيشونه فقط، نحن نقدر هذا الموقف للشعب المصرى، ولكن من غير المعقول اعتبار التواصل بين العرب بعضهم البعض تطبيعاً.
■ هل يوجد تواصل بينكم وبين السفارة المصرية فى تل أبيب؟
- تربطنا علاقات وطيدة جداً بالسفارة المصرية، ويتعاملون معنا بشكل رائع من باب التواصل، ونعتبرهم أبناءنا ويزوروننا فى المناسبات، علاقتنا مع السفير والقنصل المصرى جيدة جداً، يزورون الأحزاب العربية ويلتقون بالنواب العرب فى الكنيست بشكل دائم، يستمعون إلينا بآذان صاغية وبرحابة صدر، فهم يعتبرون أن التواصل معنا أمر جدى فى السياسة المصرية، ولكن يجب أن يتطور هذا الموقف إلى تواصل أكبر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.