وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نهج الدكتور محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة النووية، مع النظام المصرى القائم، بأنه «غير تصادمى»، وقالت إنه يستخدم لغة «ذات كياسة»، وإن جميع مقابلاته الصحفية توضح أنه جاء من أجل «قلب أوضاع» القيادة المصرية. ورأت الصحيفة فى دعوة البرادعى المجتمع المصرى للضغط على الحكومة من أجل المزيد من الحرية السياسية، أنها تمثل «استفزازا» بالنسبة للحكومة المصرية، وقالت فى مقال نشرته أمس للكاتب مايكل سلاكمان، إن البرادعى جاء وسط حالة من الإحباط بسبب الركود السياسى والاجتماعى والاقتصادى فى مصر. وأوضحت الصحيفة أن هناك «اعتقادا سائدا» بأن الرئيس حسنى مبارك يُهيئ نجله جمال لكى يكون مرشح الحزب الوطنى الديمقراطى، مشيرة إلى أن «أوراق اعتماد» جمال مبارك لا تتوافق مع «أوراق اعتماد» البرادعى. ووصفت الصحيفة دعوة البرادعى من أجل التعديل الدستورى بأنها «خطوة عقلانية» فى ظل عدم صلاحيته للترشح بموجب القانون الحالى، وقالت إن البرادعى استغل هذه النقطة بمهارة ل«إحراج» الحكومة. وقالت صحيفة جارديان البريطانية إن النشطاء وجماعات المعارضة فى مصر هم من دفعوا البرادعى إلى العودة للوطن بهدف «تنظيف» الدولة من «الانحلال السياسى» بعد مرور ثلاثة عقود من «المعاناة» فى عهد الرئيس مبارك. ووصفت الصحيفة، فى مقال نشرته للكاتب خالد دياب، عودة البرادعى بأنها عودة تليق ب«زعيم العالم» أكثر منها ب«دبلوماسى دولى رفيع المستوى»، موضحة أن الجميع استقبله وكأنه رئيس بالفعل. وقالت الصحيفة إنه فى حالة نجاح البرادعى فى الانتخابات فسيكون أول رئيس منتخب «ديمقراطيا» بعد وعد ثورة 1952 بجلب الديمقراطية والحرية للمصريين، واصفة ترشحه للرئاسة بأنه «إدانة محزنة» لسياسة النظام المصرى «غير المعلنة» لخنق المعارضة بحيث يصبح مبارك هو الوحيد الموجود فى المنطقة. ورأت الصحيفة أن مكانة البرادعى الدولية تحميه من «بطش» النظام، وتبعده عن مصير أيمن نور المنافس السابق للرئيس مبارك – على حد تعبيرها – وقالت إن النظام يتعمد تجاهل عودة البرادعى، والتقليل من تنامى تأثير ما وصفته ب«حمى البرادعى».
