كشفت تقارير رسمية صادرة عن وزارة الزراعة، ممثلة في بنك التنمية والائتمان الزراعي، تسلم 113 ألف أردب قمح حتى الآن عن طريق مخازن وفروع البنك بالمحافظات، تمهيدا لتوريدها لصالح وزارة التموين والتجارة الداخلية لاستخدامها في صناعة الخبز البلدي المدعم، بينما أكدت تقارير قطاع الخدمات الزراعية أنه تم الانتهاء من حصاد 267 ألف فدان من المساحة المزروعة بالقمح والبالغة 3 ملايين و100 ألف فدان. وأوضحت التقارير أن محافظة الشرقية احتلت مقدمة المحافظات الموردة للقمح حتى الآن بإجمالي 56 ألف إردب، متوقعة ارتفاع نسبة التوريد خلال المرحلة المقبلة لترتفع عما تم توريده العام الماضي، حيث تصل الطاقة الاستيعابية لشون التخزين التابعة للبنك بالمحافظات إلى مليون و800 ألف طن. من جانبه أكد الدكتور عباس الشناوي، رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة، أن متوسط الإنتاج هذا العام يتراوح بين 18 و19 إردبا للفدان، متوقعا ارتفاع نسبة التوريد عن العام الماضي. وأضاف الشناوي في تصريحات صحفية، الأحد، أنه تم استلام القمح من المزارعين وفقا للأسعار التي أعلنت عنها الحكومة، وهي من 375 إلى 380 جنيها للإردب، وهو ما يفوق السعر العالمي، تشجيعا للمزارعين على زراعة هذا المحصول الاستراتيجي. فيما أكد الدكتور عبد السلام جمعة، نقيب الزراعيين ورئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق ضرورة استعادة دور التعاونيات الزراعية للمساهمة في تحسين أوضاع الفلاحين بالمحافظات، من خلال ضبط منظومة تسويق المحاصيل الزراعية، خاصة الاستراتيجية منها مثل القمح والذرة والأرز. وقال: «ننتج 8 ملايين إردب، ونستهلك نحو 15 مليونا، ويتم تعويض الفارق بالاستيراد من الخارج، ورغم ذلك يفضل الفلاح المصري توريد القمح للتجار بدلا من منافذ التوريد الحكومية مثل بنك التنمية والائتمان الزراعي والصوامع، بسبب التعقيدات والبيروقراطية الحكومية في إجراءات استلام المحصول، والمتمثلة في مقاييس درجة النظافة أو غيرها من الإجراءات، ما يدفع الفلاح لبيع جزء من إنتاج القمح للتجار، وهو ما يقلل من كميات القمح المورد لصالح الدولة». وأضاف نقيب الزراعيين أن تدخل الجمعيات التعاونية الزراعية في العمل السياسي، هو السبب في عدم قيامها بالدور الرئيسي للتعاونيات وهو تسويق الإنتاج الزراعي وحماية الفلاح من تقلبات الأسواق، مشيرا إلى أن ضعف دور التعاونيات يضعف من قدرة الفلاح على زيادة إنتاجية القمح طبقا للأصناف الجديدة عالية الإنتاجية، والتي ترفع الإنتاجية من 18 إردبا للفدان إلى 24 أردبا. وأكد نقيب الزراعيين أن نصيب المواطن من القمح يتراوح بين 150 و180 كجم، بينما يصل المتوسط العالمي لاستهلاك الفرد من القمح إلى 70 كجم، وذلك بسبب الإسراف في استهلاك القمح واستخدامه في صناعة الأعلاف الحيوانية بدلا من الاستهلاك الآدمي.