بدايته الفنية كانت فى مرحلة الدراسة مع فريق التمثيل بالمدرسة وأول شخصية قدمها كانت «أبوطالب» عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وتدرج فى مراكز الشباب وقدم العديد من العروض لفرق »الهوا« التابعة لقصور الثقافة الجماهيرية، وعُيّن فى مسرح الطليعة، عقب تخرجه وشارك فى معظم العروض التى قدمها المسرح وقتها. هو الفنان أحمد ماهر، الذى بدأت أول أعماله المهمة فى مسرح القطاع الخاص وقدم خلالها مسرحيات «المتزوجون» و«دول عصابة يا بابا»، و«إجازة ممتعة جداً»، و«أربعة غجر والخامس جدع» بالإضافة إلى العديد من المسلسلات التليفزيونية، منها «رأفت الهجان»، و«النساء يعترفون سراً»، و«وجوه عارية» و«رداء لرجل آخر»، و«لا إله إلا الله»، و«مارد الجبل»، والبرنامج الدرامى «سر الأرض»، و«هوانم». عرف عنه قدرته على أداء الشخصيات قوية الإرادة، خاصة الشخصيات التاريخية، وشاهده الجمهور فى «حلاوة الروح»، و«شمس الزناتى»، وقال عنه النقاد إنه نموذج حقيقى للفنان المثقف الذى احتل بجدارة مساحة كبيرة فى قلوب الملايين من المصريين والعرب بأعمال فنية متميزة، وكان ل«إسكندرية اليوم» معه هذا الحوار: ■ متى بدأت موهبتك الفنية؟ - بدأت منذ الصغر، حيث كنت أقوم بالتمثيل على خشبة مسرح، المدرسة، وبعد ذلك التحقت بمعهد التمثيل، واتجهت بعد ذلك إلى المسرح وكان نقطة تحول فى حياتى الفنية. ■ من الذى غرس حب الفن بداخلك؟ - أمى هى التى جعلتنى أحب الفن، فهى دائماً كانت تقلد الكثير من الفنانين، وكان صوتها عذباً فهى كانت تتغنى بأغانى أم كلثوم وهى بصراحة «لبلبة» فى تقليد الشخصيات والفنانين وكنت أنظر إليها وأتعلم منها كيفية تقليد الشخصيات وتقمص أدوارهم. ■ قدمت العديد من الأعمال الإسلامية المسرحية.. فهل تعتقد أن هذا الفن له جمهور فى الوقت الحالى، خاصة مع انتشار الأعمال التجارية؟ - بالطبع المسرح الإسلامى موجود فى قلوبنا، فهو لم يغب ولكنه تباطأ نسبياً فى الفترات الأخيرة إلا أنه عاد وبقوة، لكن المهم فى الأعمال الجادة التى سيتم تقديمها وطريقة المعالجة. ■ هل سيتم عرض مسرحية «سيرة الحبيب» فى محافظات أخرى عبد أن حققت نجاحاً فى الإسكندرية؟ - بالفعل تم عرضها فى أربع محافظات، بداية من الإسكندرية والبحيرة والمنيا وبورسعيد، وفى المرحلة المقبلة سيتم عرضها فى الوادى الجديد والفيوم والقليوبية. ■ خضت العديد من التجارب السينمائية والمسرحية والدرامية فأيها تفضل خشبة المصرى أم الوقوف أمام الكاميرا؟ - من الصعب أن أفرق بين المسرح والوقوف أمام الكاميرا، إننى أعتبرهما مثل ابنىّ اللذين يصعب التفريق بين أى منهما، فهما بالنسبة لى كأبنائى الولد والبنت، لا أستطيع أن أفرق بينهما مهما حدث. ■ نلاحظ إجادتك اللغة العربية الفصحى فى المسلسلات التاريخية والدينية فهل تعلمتها من أجل التمثيل؟ - أعشق اللغة العربية وأقدرها بشدة فهى معشوقتى التى أحبها منذ أن كنت صغيراً، ورسخت بداخلى، والسبب يرجع إلى والدتى التى أحببتنى فى الحديث باللغة العربية الفصحى فى كل الأوقات، بالإضافة إلى القراءة المستمرة للقرآن الكريم، حتى إن والدتى أحضرت لى معلماً متخصصاً فى تدريس أصول اللغة والقواعد النحوية كى أجيد قراءة كتاب الله. ■ وأيهما تفضل المسلسلات التاريخية والدينية أم الدرامية؟ - أنا أحب كل الأدوار، ولكن أحب أكثر المسلسلات التاريخية، لأن بداخلها معانى ودروساً كثيرة، وأتعلم منها حتى الآن. ■ ما الشخصية التى تحب أن تجسدها؟ - أحب أن أجسد شخصية «الإمام الحسين بن على» على خشبة المسرح وليس درامياً أو سينمائياً، وده بصراحة حلم حياتى. ■ اعترضت كثيراً على دخول ممثلين عرب فى الأعمال الفنية المصرية.. فهل إذا عرض عليك مسلسل لمخرج سورى ستوافق على العمل أم ترفضه؟ - بالطبع سأوافق ده شىء طبيعى، لكن اعتراضى بالنسبة لدخول الممثلين العرب فى الأعمال الدرامية المصرية كان نابعاً من وجود عدد كبير من الممثلين المصريين بلا عمل، ووجود فنانين مستوردين من دول عربية سوف يؤدى إلى خلق بطالة بين الممثلين المصريين ويصيبهم بالإحباط، لكنى لم أعترض على مشاركة منتجين أو مخرجين من دول أخرى فى الأعمال الدرامية أو السينمائية المصرية. ■ انتشرت مؤخراً مسلسلات »الست كوم«.. هل تعجبك هذه النوعية من المسلسلات؟ - بالطبع لا أفضلها، لأن هذه المسلسلات المقصود منها الربح فقط وليس توصيل معلومة أو هدف أو رسالة للمشاهد، فهى بالنسبة لى مثل «الأكل تيك أواى» فهو يشبع ولكن بعد لحظات يشعر الإنسان بالعطش والجوع أيضاً. ■ ما ذكرياتك مع عروس البحر؟ - ذكرياتى عن الإسكندرية تنقسم إلى مراحل، ففى مرحلة الطفولة كانت الإسكندرية بالنسبة لى هى النجاح، فكان والدى كل عام عندما أنجح تكون مكافأتى هى الذهاب إلى الإسكندرية، فأصبحت عالقة بذهنى حتى اليوم بأنها مرتبطة بالنجاح سواء فى دراستى أو عملى، أما مرحلة الشباب فكانت إجازاتى كلها فيها مع أصدقائى، ولا أنسى أننى قضيت شهر العسل بعد الزواج فيها، وكان من أجمل الأيام فى حياتى، والأهم من ذكريات الطفولة والشباب أن المدينة شهدت أهم الأعمال التى قدمتها بالإضافة إلى ارتباطى بجمهورها، فكنت أعلم أن أى عرض مسرحى أقوم به عندما يلقى رواجاً وإقبالاً جماهيرياً عند عرضه فى الإسكندرية فإنه سيلقى نفس الإقبال فى باقى المحافظات فكان الجمهور السكندرى بمثابة المعيار الذى أقيس به حجم نجاحى وانتشار الأعمال التى أشارك فيها. ■ ما الأماكن التى تعجبك وتفضل زيارتها فى الإسكندرية؟ - مكتبة الإسكندرية من أجمل الأماكن التى أفضلها، لأن بها تاريخاً عريضاً نفسى الناس كلها تطلّع عليه، لأنه مش بس مقتصر على الإسكندرية، فالمكتبة أيضاً تحوى أمهات الكتب عن العالم وبها العديد من المعلومات القيمة عن الأعمال التى أقدمها وأحياناً تكون مرجعاً لى فى الأعمال التى أقوم بتمثيل شخصياتها، وكمان بحب البحر والكورنيش لأنه مرتبط بذكريات جميلة لدىّ منذ الطفولة. ■ بالنسبة لمسلسلك الرمضانى الحالى.. هل بدأت تشعر بردود فعل الجماهير حول الحلقات التى تم عرضها؟ - نعم بالفعل، فمسلسل «أنا القدس» وجد صدى كبيراً لدى الجمهور، خاصة أن الجمهور المصرى يفضل الأعمال التاريخية والإسلامية المرتبطة بتاريخه وبالبعد المكانى والجغرافى والزمنى له، وأعد الجمهور بمفاجآت خلال الحلقات المقبلة فى المسلسل التى أقوم فيها بدور المعتمد البريطانى، وأتمنى أن ينال المسلسل إعجاب الجميع.
