روسيا تعلن استعدادها لمحاربة الآوبئة والأمراض في أفريقيا.. وأوكرانيا تفتتح سفارات لها بالقارة السمراء

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن خطر ظهور أوبئة جديدة في العالم مرتفع، والقارة الإفريقية معرضة بشكل خاص لهذه التحديات التي تحتاج إلى بناء إمكاناتها الطبية والتكنولوجية والعلمية.
جاء ذلك خلال كلمة للرئيس بوتين في المؤتمر الدولي الروسي الأفريقي الأول لمكافحة الأمراض المعدية، بحضور رئيسة هيئة الخدمة الفيدرالية لمراقبة حماية المستهلك ورفاهية الإنسان «روس بوتريب نادزور» آنا بوبوفا.
وتابع: لا يزال خطر ظهور أوبئة جديدة وانتشار الأمراض الخطيرة المعروفة بالفعل في العالم مرتفعا للغاية. والقارة الإفريقية تحتاج إلى تسريع بناء الإمكانات الطبية والعلمية والتكنولوجية لحماية سكانها. وروسيا، من جانبها، مستعدة للتعاون الأكثر نشاطا في هذا القطاع الهام من الرعاية الصحية.
وأشار إلى أن برنامج مساعدة البلدان الإفريقية في مجال الصحة والصحة الوبائية، الذي تم إطلاقه عام 2023، ينص على توفير 10 مختبرات متنقلة على مستوى عال من الحماية البيولوجية، وتدريب أكثر من 350 متخصصا إفريقيا، إضافة إلى سلسلة من الأبحاث العلمية المشتركة.
وفي المقابل نقلت صحيفة النهار اللبنانية، أن أوكرانيا تفتح سفاراتها في أفريقيا لمواجهة النفوذ الروسي في القارة، حيث افتتحت سفارة في جمهورية الكونغو الديموقراطية، وسفارة في ساحل العاج.
وفي نفس السياق قال المبعوث الرئاسي الأوكراني للشرق الأوسط، ونائب وزير الخارجية الأوكراني مكسيم صبح، إن صفحة جديدة رائعة تُكتَب في التاريخ الجديد للعلاقات بين أوكرانيا وأفريقيا وأوكرانيا وساحل العاج، وتابع: افتتاح السفارات الجديدة جاء نتيجة «تعليمات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لنشر الوجود الدبلوماسي لأوكرانيا في أفريقيا»، وفقا لما نقلت وكالة «فرانس برس»، حيث أشارت إلى أنه من المقرّر أن يزور صبح غانا وموزمبيق وبوتسوانا ورواندا لافتتاح سفارات في الأسابيع المقبلة، بحسب ما صرح ممثل السفارة الجديدة في أبيدجان ل«فرانس برس».
وتابع «صبح»: قد يبدو أن هذه الحرب تدور في مكان بعيد، لكن الزيادة الكارثية في أسعار المواد الغذائية أثرت بالفعل في حياة ملايين الأسر الأفريقية، وشكر نائب الوزير ساحل العاج على «دعمها سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، ولا سيما من خلال التصويت لمصلحة قرارات مهمة في الأمم المتحدة تتعلّق ب» الغزو الروسي«، حسب وصفه، وفي ذات السياق كان قد نقل موقع خليجي 360 أن الهدف من افتتاح السفارات الأوكرانية ليس إقامة علاقات دبلوماسية عادية فقط بل لمحاولة تقليل تأثير موسكو في أفريقيا.
وتعتزم أوكرانيا الاعتماد على القوة الاقتصادية الرائدة الناطقة بالفرنسية في المنطقة دون الإقليمية وفقا لتقديرات المحلل السياسي سيلفان نجيسان، مدير معهد أبيدجان للاستراتيجيات، مضيفا أنه في 2 مارس 2022 في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أدانت خلاله 28 دولة أفريقية فقط من أصل 54 دولة العدوان الروسي، وامتنعت 17 دولة في القارة عن التصويت، بعد أن فشل الاتحاد الأفريقي في التوصل إلى الإجماع. وتظهر الاختلافات بشكل خاص في غرب أفريقيا، حيث تظهر دول مثل مالي وبوركينا فاسو النيجر دعمها لموسكو، في حين اتخذت دولة ساحل العاج موقفا أخر حيث استقبل وزير الخارجية آنذاك، كانديا كامارا، سفراء دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وسويسرا لدى ساحل العاج، ليؤكد لهم دعم الرئيس الحسن واتارا في التصويت على قرارات الأمم المتحدة التي تدين روسيا.
وتابع: مع افتتاح سفارة أبيدجان، تأمل في الحصول على دعم كوت ديفوار خلال الاجتماعات الدولية المقبلة، بدءا بالمؤتمر الرفيع المستوى القادم حول السلام في أوكرانيا، والذي من المقرر عقده في سويسرا في منتصف يونيو المقبل، ووفقا لما قاله يوري بايفوفاروف، سفير أوكرانيا في دكار، الذي تم تعيينه سفيرًا بالوكالة في أبيدجان، فإن أوكرانيا تعتزم جعل ساحل العاج المنصة الرئيسية لنشر تأثيرها الاستراتيجي في غرب أفريقيا.
و تبني روسيا علاقاتها مع دول القارة على أساس الاحترام والتعاون المربح المتبادل، حيث تربط أفريقيا وروسيا عقودًا من التعاون المثمر في مجالات مختلفة، خاصة ما ورد في القمة الروسية الأفريقية في سانت بطرسبرج في شهر يوليو- أغسطس الماضي، حيث تبني روسيا تاريخ طويل من التعاون مع شركائها الأفارقة في مختلف المجالات مثل التعليم والزراعة والطاقة والأمن وعلى مدار الأعوام الماضية لقد أثبتت موسكو نفسها كحليف موثوق.
وترى روسيا أن حل الأزمة مع أوكرانيا من خلال الاعتراف بالمناطق، التي ضمتها حديثنا ومنها لوهانسك وزابوريجيا.