وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس إلى العاصمة الجابونية ليبرفيل في جولة إلى 4 بلدان إفريقية ل«تصحيح مسار العلاقات»، ومواجهة التحديات التي تواجه نفوذ باريس بالقارة في ظل تنامى المشاعر المعادية لها في مستعمراتها القديمة. وتظاهر عدد من الكونغوليين، أمام السفارة الفرنسية في العاصمة كينشاسا، احتجاجًا على الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لبلادهم اليوم،، رافعين الأعلام الروسية وصورًا للرئيس فلاديمير بوتين، واتهموا باريس بدعم الجماعات المتمردة في بلادهم عبر التعاون مع رواندا المتهمة بإيواء المتمردين ودعمهم. [image:2:center] وينتقل ماكرون من الجابون إلى الكونغو الديمقراطية لإطلاق شراكة إنتاج زراعي، ثم الكونغو برزافيل لاعتماد استراتيجية لتعميق العلاقات في مجالات التعليم والصحة والبحث العلمي والثقافة والدفاع، وذلك في إطار سعيه لتصحيح مسار العلاقات مع عواصم القارة، وسط تنامي القلق في باريس بشأن النفوذ الروسي والصيني المتزايد في البلدان الإفريقية الناطقة بالفرنسية، حسبما أفادت «فرانس برس». وتُحاط زيارة ماكرون لأفريقيا بظروف «مشحونة»، إذ تتهمه المعارضة الجابونية بأنه جاء ل«يدعم» تجديد ترشح الرئيس بونجو الذي انتخب في ظروف مثيرة للجدل عام 2016، ويخطط لجولة جديدة هذا العام، كما يواجه رفضًا في الكونغو الديمقراطية، وفقًا لموقع «أفريكا ريبورت». ويسعى الرئيس الفرنسى عبر الزيارة لصياغة طور جديد للعلاقات، إذ تعهد خلال خطابه بالإليزيه، الإثنين، بتخفيض الوجود العسكرى في القارة بعدما واجهت بلاده انتقادات لاذعة، ووعد بإعادة القطع الأثرية التاريخية الإفريقية إلى أوطانها. ويأتى ذلك وسط تنامي قلق باريس بشأن النفوذ الروسي والصيني المتزايد في البلدان الإفريقية الناطقة بالفرنسية، إذ يطمح الرئيس الفرنسى لاستعادة نفوذ باريس المتراجع في إفريقيا التي باتت تلفظ الاستعمار الجديد، لاسيما بعد طرد آخر جندى فرنسى من من مالى وجمهورية إفريقيا الوسطى، وعلى الرغم من تراجع النفوذ العسكرى الفرنسى في منطقة الساحل إلا أن باريس لاتزال تسجل حضورًا عسكريًا في ستة بلدان هي النيجر، وتشاد، والسنغال، وساحل العاج، والجابون، وجيبوتى. وثمة أهداف إضافية لجولة ماكرون، بينها استعادة نفوذ باريس المتراجع في القارة التي انتشر فيها كثير من المستعمرات الفرنسية حتى سبعينيات القرن الماضى، وسط منافسة متعددة الجنسيات (صينية، روسية، تركية، وحتى أمريكية وإسرائيلية)، ودفع الأفارقة إلى الانضمام إلى المعسكر الغربى في إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، لاسيما أن ثلاثًا من الدول التي سيزورها (الجابون والكونغو وأنجولا) امتنعت عن التصويت لصالح القرار الذي صوّتت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذى يطلب من روسيا سحب قواتها من أوكرانيا.
