قرر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين مطالبة مجلس الأمن؛ بإجبار إسرائيل على وقف عدوانها ضد الشعب الفلسطينى. وفى ختام اجتماعهم أمس، لبحث الحراك العربى خاصة فى ظل استمرار جريمة الإبادة الجماعية وسياسة التجويع التى ترتكبها إسرائيل والتهجير القسرى ضد الشعب الفلسطينى، حذر المندوبون من العواقب الكارثية لتنفيذ التهديدات العدوانية الإسرائيلية باجتياح وتدمير مدينة رفح الفلسطينية التى تؤوى أكثر من 1.5 مليون مواطن ونازح فلسطينى وما سينتج عن ذلك من مجازر وتهجير قسرى للفلسطينيين خارج أراضيهم، كما أدانوا تصدير الأسلحة والذخائر لإسرائيل والتى تستخدمها فى ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وقتل المدنيين والإدانة الشديدة لهذه الجرائم بما فيها إخضاع المدنيين فى غزة للمجاعة بقصد قتلهم، وكذلك إدانة رفض انصياع الاحتلال الإسرائيلى لقرار مجلس الأمن بإيقاف النار فى رمضان وضمان وصول المساعدات. كما أدان المندوبون الجرائم الإسرائيلية واسعة النطاق ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية والاعتداءات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على جنوبلبنان، والتى تسببت فى استشهاد المدنيين من أطفال ونساء ومسنين وصحفيين ومسعفين، وكذا التحذير من خطورة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، والإدانة الشديدة لاستهداف قوات الاحتلال لقافلة منظمة المطبخ المركزى العالمى فى قطاع غزة، رغم التنسيق المسبق مع الجانب الإسرائيلى. وحث المندوبون المجتمع الدولى على إعادة الأعمار وإنشاء صندوق دولى لرعاية قرابة 17 ألف طفل يتيم فى غزة، وتثمين التوجهات المتنامية بين دول الاتحاد الأوروبى للاعتراف بدولة فلسطين، وقال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن مقتل 7 من عمال الإغاثة العاملين فى القطاع بدم بارد، لتستفيق دول كثيرة كانت تظن فى هذا الاحتلال التحضر والمدنية، لأنها عاينت بياناً صارخاً ونموذجاً فاضحاً على الطريقة العشوائية والمجردة من الضمير والإنسانية التى يُدير بها الاحتلال عملياته العسكرية ضد المدنيين فى قطاع غزة. من جهته، أوضح السفير محمد مصطفى عرفى، مندوب مصر بالجامعة العربية، أن موقف مصر واضح، محملا إسرائيل ما سيسفر عنه الاجتياح المحتمل لمدينة رفح الفلسطينية من تداعيات كبيرة ستطال الجميع وفى القلب منهم إسرائيل، كما اعتبر أن تكرار القصف الإسرائيلى حال دون تمرير المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، وهو ما يعكس إصرار الاحتلال على استخدام سلاح التجويع، ومع ذلك تسعى مصر إلى التنسيق لزيادة حجم المساعدات المقدمة لسكان القطاع. وحذر «عرفى» من أى تجاوزات ترتكبها قوات الاحتلال أو المستوطنين بحق المسجد الأقصى، وما قد يسفر عنه من استفزازات، وأكد دعم مصر لوكالة «أونروا»، وكذا دعمها غير المشروط للشعب الفلسطينى فى تأسيس دولته المستقلة، داعيا فى الوقت نفسه دول العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية ليقفوا فى الجانب الصحيح من التاريخ. من جهته، أكد مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية، السفير مهند العكلوك، أن إقدام إسرائيل على اقتحام رفح سيؤدى إلى كارثة إنسانية، حيث يعرض حياة أكثر من مليون ونصف فلسطينى نزحوا قسرا، بناء على أوامر الاحتلال الإسرائيلى، بينما سيؤدى إلى تهديد الأمن القومى العربى. إلى ذلك، من المقرر أن ينظر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة غدًا فى مشروع قرار يدعو إلى فرض حظر على الأسلحة على إسرائيل، محذرا من «احتمال وقوع إبادة جماعية فى غزة».
