بينما يقود الوسطاء جولة مكوكية في المنطقة لدفع الاتفاق الإطاري بين حماي والاحتلال الإسرائيلي وتقليص الفجوة بينهما وفيما سلمت حماس ردها للجانب الإسرائيلي عبر الوسطاء فيمال وصف أمريكيا أنه «رد إيجابي»؛ نقلت شبكة إن بي سي الأمريكية عن مصدر استخباراتي- لم تذكر اسمه- أن تل أبيب طرحت خروجا آمنًا للقيادي بحركة حماس، يحيى السوار مقابل الانخراط في تفاوض وإطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين. ويأتي ذلك تزامنا مع انطلاق جولة مباحثات تقودها القاهرة، بعدما سلمت حركة حماس ردها للاحتلا عبر الوسطاء أمس الأول بشأنتاللتفاق الاطاري الذي جرت صياغته في باريس. وأفاد 6 مسؤولين ومستشارين إسرائيليين لشبكة «إن بي سي نيوز» NBC News، الخميس، بأن إسرائيل مستعدة للسماح لرئيس حركة حماس يحيى السنوار بالخروج إلى المنفى مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء حكومة حماس في القطاع معتبرين أن فكرة المنفى تمهد الطريق أمام هيئة حكم جديدة في غزة، على حد قولهم. اقترحت حركة «حماس»، في ردها على «الاتفاق الإطاري» للتهدئة في غزة، خطة لوقف الحرب من شأنها تهدئة القصف الذي يتعرض له قطاع غزة منذ أربعة أشهر ونصف الشهر، وتتضمن الإفراج عن جميع المحتجزين وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة والتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب، فيما اعتبر مسؤولون إسرائيليون أن هذا الرد «يجعل فرص إتمام هذه الصفقة صعبة للغاية»، في حين ترعى مصر وقطر جولة جديدة من المفاوضات، بدأت اليوم الخميس، في القاهرة. «الاتفاق الإطاري» جرت صياغته في باربس ويحظى بدعم أمريكي نقله، الأسبوع الماضي، وسطاء قطريون ومصريون، في إطار أهم مسعى دبلوماسي حتى الآن بهدف التوصل إلى هدنة طويلة في قطاع غزة. وفي أعقاب ذلك سلّمت «حماس» للوسيطين القطري والمصري، تصورها للهدنة المحتملة في القطاع، والذي يقع في 3 صفحات، بينها تعديلات على ورقة «الاتفاق الإطاري»، التي قُدمت لها بعد اجتماع باريس، إضافة إلى ملحق خاص بالضمانات والمطالب الهادفة إلى «وقف العدوان وإزالة آثاره». وفي وقت سابق قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية لشبكة إن بي سي رد حماس «إيجابي بشكل عام»، مضيفًا أن هناك بعض المسائل المثيرة للخلاف بين حماس وإسرائيل من بينها مدة الهدنة، حيث تريد «حماس» وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى، بينما ينص الإطار المتفق عليه في باريس على هدنة مدتها ستة أسابيع. وقال مصدر قريب من المفاوضات ل«رويترز»، إن مقترح «حماس» لا يتطلب ضمانة لوقف دائم لإطلاق النار في البداية، لكنه يجب الاتفاق على نهاية الحرب خلال الهدنة قبل إطلاق سراح آخر المحتجزين. وفي وقت سابق اقترح الاحتلا الإسرائيلي خروجا آمنا لقادة حماي مقابل وقف اطلاق النار، ما اعتبرته الحركة أمر غير مطروحا. وفي إطار التعليق على ذلك قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو للمصري اليوم، إن حدبث الاحتلال عن خروج قادجة الحركة أمرا مثيرا للسخرية، مركدا أن هذا الطرح لم يتطرق له الوسطاء. واضاف النون للمصري اليوم: أن الاحتلال ليس في موقف يسمح له بإملاء إرادته« وفي السياق ذاته نقلت شبكة الميادين عن مصدر في المقاومة في قوله إن الرد الفلسطيني الإيجابي على الورقة الفرنسية ودلالاته الإيجابية لا يعني تراجع الحركة عن تمسكها يوقف الحرب، مشيرًا إلى أنّ المقاومة تملك كل الإمكانات البشرية والعسكرية التي تمكّنها من المواجهة لأطول فترة ممكنة. ولفت المصدر إلى أنّ موقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المتعنّت في هذا الشأن والتماهي الأميركي الواضح معه «لن يفضي إلى أي إنجاز إسرائيلي في الميدان»، و«سيستمر نزيف الجنود الصهاينة في محاور القتال حتى انسحابهم من أرض القطاع، مؤكدا أن»الجيش«الإسرائيلي تلقى ضربات مؤلمة خلال الأيام ال6 الأخيرة غربي غزة وخان يونس، مشددًا على أن»الأيام القادمة ستشهد مزيدًا من الضربات«. ونفى المصدر صحة ادعاءات المسؤولين الإسرائيليين بشأن اكتشاف أنفاق ومخازن صواريخ للمقاومة، مشيراً إلى أنها محاولة مكشوفة للتغطية على فشله الاستخباري والعملياتي.
