كتب منتخب فرنسا التاريخ بفوزه القياسى 14-0 على جبل طارق في تصفيات كأس أمم أوروبا 2024. وكسر هذا الفوز الرقم القياسى لأكبر انتصار في تاريخ تصفيات كأس أمم أوروبا، والذى كان لصالح ألمانيا على سان مارينو في تصفيات «يورو 2008». وبالنظر إلى تاريخ هذين المنتخبين، نجد أن كليهما حقق انتصارات قياسية في السنوات الأخيرة، بفضل تعليمات المدربين خلال فترة الإستراحة والتى كانت بمثابة مفعول السحر لتحقيق الفوز. ويقول يواكيم لوف، المدير الفنى للمنتخب الألمانى، عن هذا الانتصار العظيم أمام سان مارينو: «إنه طلب من لاعبيه التعامل معها بمنتهى الجدية وعدم التقليل من شأن المنافس، مما جعل نجوم الماكينات يقدمون مباراة مثالية». ولكن الرسالة الأهم للوف، بحسب تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الألمانية «دوتشه فيله» بعد المباراة، كانت: «يجب علينا الاستمرار بنفس الرتم الاحترافى الذي دخلنا به المباراة، حتى ضد منافس كهذا، وبشكل عام استمتعنا وسجلنا كمًا كبيرًا من الأهداف». من جانبه، علق سامى خضيرة، لاعب منتخب ألمانيا، الذي سجل هدفين في سباعية 2014 على البرازيل، على ما جرى من المدرب لوف بين الشوطين في تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية في يونيو 2020، حيث أوضح: «قال لنا المدرب: عظيم ما تم تحقيقه حتى الآن، لكن المباراة لم تُحسم بعد». وأضاف خضيرة: «المدرب لوف أكد أنه لا يريد أن يشاهد أي فوضى في الملعب من أي لاعب، وإلا سيقوم باستبداله على الفور، سنبدأ مجددًا وكأن النتيجة 0-0، ونريد أن نفوز بالشوط الثانى أيضًا». وأتبع: «ثم وجه لنا رسالة أخرى بأن نستمتع باللقاء، لكن لا نصاب بالغرور». وفى الشوط الثانى، استطاع اللاعب أندريه شورله أن يسجل الهدفين السادس والسابع، قبل أن يسجل أوسكار هدف المواساة للسيليساو. على الجانب الآخر، سلطت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية تفاصيل حديث المدرب الفرنسى ديشامب للاعبيه بعد التقدم 7-0 ضد جبل طارق في الشوط الأول. وقال المدرب المتوج بكأس العالم 2018: «لاتكتفوا يا شباب بنتيجة الشوط الأول، نريد المزيد في الشوط الثانى، اجعلوا الأمور سهلة وسجلوا أهدافًا كلما أتيح لكم هذا، النتيجة 7-0 لكن لا توجد حدود». وأكمل: «أريد منكم اللعب كأن المباراة في بدايتها والنتيجة صفر- صفر، علينا أن نكسر الرقم القياسى 10-0 فيمكننا تجاوزه، لا تتراجعوا يا أولاد». ولم يتراجع نجوم الديوك حيث أضافوا سباعية أخرى في الشوط الثانى ليحققوا الفوز الأضخم في تاريخ تصفيات كأس أمم أوروبا ويكملوا طريقهم نحو العلامة الكاملة. المدربان الألمانى والفرنسى أكد كلاهما على ضرورة استمرار الهجوم والسعى لإضافة المزيد من الأهداف، حتى لو كانت النتيجة كبيرة. ولعل هذه التعليمات كانت وراء استمرار لاعبى المنتخبين في تقديم أداء قوى في الشوط الثانى، وهو ما ساهم في تحقيق انتصارات. تؤكد هذه التجارب أن تعليمات المدربين يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تحقيق انتصارات تاريخية، حتى في ظل مواجهة منافسين ضعاف. ولذلك، فإن المدربين الناجحين هم من يحسنون التعامل مع مثل هذه المواقف، ويتمكنون من تحفيز لاعبيهم على مواصلة الأداء العالى حتى النهاية.
