أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن دول إفريقيا تواجه عددًا ضخمًا من التحديات، والتى لا تؤثر فقط على قدرتها على استكمال مسارها التنموى؛ إنما تهدد مُحددات أمنها وحقوق الأجيال القادمة، حيث باتت شعوب القارة تتساءل بشكل مشروع عن إجراءات التصدى لهذه التحديات، وكيفية تأمين مستقبل آمن. وقال الرئيس السيسى خلال كلمته ضمن الجلسة العامة للقمة الروسية الإفريقية الثانية، أمس، إن مصر كانت دومًا رائدة وسباقة في انتهاج مسار «سلام الأقوياء» القائم على الحق والعدل والتوازن، لافتًا إلى أن الدول الإفريقية ذات سيادة وإرادة مستقلة، وفاعلة في مجتمعها الدولى، وتنشد السلم والأمن، وتبحث عن التنمية المستدامة التي تحقق مصالح شعوبها أولًا، ويتعين أن تبقى بمنأى عن مساعى الاستقطاب في الصراعات القائمة. وأضاف الرئيس أن صياغة حلول مستدامة للصراعات القائمة في العالم، يتعين أن تتأسس على أهداف ومقاصد ميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولى، بما في ذلك التسوية السلمية للنزاعات، والحفاظ على سيادة الدول ووحدة أراضيها، بجانب ضرورة التعامل مع جذور ومسببات الأزمات، لا سيما تلك المتعلقة بمحددات الأمن القومى للدول، وكذا أهمية الامتناع عن استخدام الأدوات المختلفة لإذكاء الصراع وتعميق حالة الاستقطاب، ومن بين ذلك توظيف العقوبات الاقتصادية خارج آليات النظام الدولى متعدد الأطراف. واستعرض الرئيس رؤية مصر بشأن الظرف الدولى الراهن، مشددًا على ضرورة إيجاد حلول عاجلة لتوفير الغذاء والأسمدة بأسعار تساعد إفريقيا على تجاوز هذه الأزمة، مع البحث عن آليات تمويل مبتكرة تدعم النظم الزراعية والغذائية، معبرًا عن تطلعه للتوصل إلى حل توافقى بشأن اتفاقية تصدير الحبوب؛ يأخذ في الاعتبار مطالب جميع الأطراف ومصالحهم، ويضع حدًّا للارتفاع المستمر في أسعار الحبوب.