نال الهاتف المحمول من فئة كبيرة من الأطفال، فتجدهم يجلسون أمامه بالساعات، ولا يستجيبون لنداء الأهل، ما يجعلهم كسالى واعتماديين، وبخلاف الهاتف المحمول، بعض الأمهات دون قصد يربين أطفالهن على الاتكال عليهم في كل شىء، دون تعليمهم الاعتماد على أنفسهم، وخلق شخصيات جديدة منهم، ما يؤثر بالطبع على شخصياتهم في المستقبل، كل تلك الأسباب كانت وراء مبادرة «خليهم يعتمدوا على نفسهم» لتشجيع الأمهات على جعل الطفل يتعلم كيف يقضى احتياجاته بنفسه. هبة ونسمة هبة عزت ونسمة مدحت هما أمان في أواخر العقد الثالث من عمريهما، أطلقتا مبادرة «خليهم يعتمدوا على نفسهم» لتشجيع الأطفال على الاعتماد على النفس من خلال الأنشطة والمهارات المختلفة لتنمية الذهن والقدرات البدنية والعقلية للطفل، وتدريبه على اكتشاف مواهبه، من خلال ورش تعليمية ومحاضرات لأولياء الأمور في كيفية التعامل مع أطفالهم بطريقة صحيحة. جانب من إنتاج الورش التعليمية «الفكرة جاءت لنا من خلال (جميلة)، ابنة (نسمة)، البالغة من العمر 11 عامًا، كونها تمتلك موهبة الرسم، وترسم على أي شىء أمامها، أما أولادى فواحد منهم يفكر في المشروعات البسيطة، مثل الابتكار على (مج) وتغيير شكله، والثانى يحب طبع الاستيكرات، ففكرنا أنه يجب أن يشتروا احتياجاتهم بأنفسهم بدلًا من الاعتماد علينا»، كلمات قالتها «هبة»، 37 عامًا، في حديثها، ل«المصرى اليوم»، عن فكرة المبادرة، موضحة أن ذلك سيبعدهم عن الهاتف المحمول قدر الإمكان، ويعلمهم قيمة المال، وكيفية التدبير والإنفاق على ما يحتاجونه فقط، بإشراف من أولياء الأمور. جانب من إنتاج الورش التعليمية المبادرة ليست توعوية فقط على مواقع التواصل، بل أطلقت «هبة» و«نسمة» «إيفنت» أيضًا، تم حجزه في الساعة الأولى وقت طرحه نظرًا لأن الفكرة بدأت منذ سنة، وهدف المبادرة لم يتوقف عند ذلك، بل أفادت خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة بأن هناك محاضرات ستنطلق لتوعية الأهالى بالرياضات غير المشهورة نظرًا لأن معظمهم يلجأ للسباحة وكرة القدم، رغم أن الطفل قد يكون موهوبًا في أشياء أخرى، وتشمل المبادرة أيضًا جزءًا خاصًّا لمَن تخطى 10 سنوات، وكيف يستفيد بإجازة الصيف بطريقة صحيحة لتدريبهم على العمل على أيدى متخصصين للاختلاط بالعالم الواقعى. دعم المواهب أيضًا والوصول إلى الاحتراف فيها من ضمن هدف المبادرة: «فى أطفال موهوبين، لكن ينقصهم التعلم في هذه الأشياء ليصلوا للاحتراف، هنوفر تدريبات في مجالات مختلفة، أو ندلهم على الشخص الصحيح ليتعلموا منه». وتتابع «هبة» أنه سيتم توفير متخصصين أيضًا في مجال صناعة المحتوى أو الوقوف أمام الكاميرا للأطفال الذين يحبون ذلك.
