الفضفضة أحد أساليب العلاج، ومن هذا المنطلق خصصنا تلك المساحة لتكون أشبه بالعيادة، بهدف عرض التساؤلات وبعض المشاكل الصحية التى نواجهها فى حياتنا اليومية. وهذا الأسبوع سيتم الحديث عن تزايد معدلات الإصابة بالسكرى. وملامح مرحلة ما قبل الإصابة بالمرض وسماتها وكيفية تشخيصها، وكل تلك التساؤلات تُجيب عنها الدكتورة نشوى محمد الغرباوى أستاذ مساعد واستشارى الغدد الصماء والسكرى بكلية الطب جامعة طنطا، وعضو رابطة الدلتا لأمراض السكرى. 1 - ما مدى خطورة «المنطقة الرمادية» قبل الإصابة بالسكرى؟ هذا موضوع مهم جدا، وبدأنا نقابله كثيرا، ويتم التعامل معه دون وعى، مما يؤدى لمضاعفات كثيرة. تلك المرحلة هى مرحلة ما قبل السكرى، أو «المنطقة الرمادية». وفيها المريض لا يكون شخصا طبيعيا، ولا مريض سكرى فى ذات الوقت، وتكون نسبة السكر أعلى من الطبيعى لكن لم تصل بعد لمستويات السكر المرتفعة من النوع الثانى. وأى مريض سكرى من النوع الثانى مر بالمنطقة الرمادية أو ما قبل السكر دون أن يدرى، وما يحدث أنه فى خلال هذه المرحلة، يحاول الجسم التأقلم والتعامل مع زيادة نسبة السكر التى ظهرت فى الدم، حتى يعجز عن السيطرة عليها، فتبدأ تظهر أعراض الإصابة. 2 - متى يكون الشخص على أعتاب الإصابة بالسكرى؟ كل المضاعفات التى تصيب مريض السكرى تبدأ فى الظهور فى مرحلة ما قبل السكرى.. ومعنى ذلك أن مريض ما قبل السكرى ممكن يعانى من مشاكل فى الشبكية، وأخرى بالكلى، والتهاب بالأعصاب الطرفية، ومشاكل فى القلب، وجلطات فى المخ. وهذا ظهر فى حالات كثيرة، على سبيل المثال يأتى لنا مرضى محولون من أطباء الرمد. وبعد أن يكتشف الطبيب أنه يعانى من انفصال بالشبكية وهو ليس مريض سكر، يقوم بإجراء التحليل فيجد السكر مرتفعا جدا دون أن يشعر به المريض. تقريبا يوجد 84 مليون شخص فوق العشرين عامًا فى مرحلة ما قبل الإصابة بالسكرى، 90% منهم لا يعرفون، ولذلك لا يهتمون، خاصة أنهم لا يعانون من أى أعراض، حتى يتفاجأ بعد مرور سنوات بالمضاعفات. 3 - هل أصحاب البشرة السمراء أكثر عرضة للإصابة؟ أصحاب الوزن الزائد أو السمنة المفرطة ممن تخطوا الأربعين ولديهم تاريخ مرضىّ، كل هؤلاء لابد من المتابعة وإجراء التحاليل من عمر 35 عاما، أيضا أصحاب البشرة السمراء ومرضى الضغط والكوليسترول والدهون الثلاثية ومرضى سكر الحمل، كل هؤلاء من الممكن إصابتهم بالسكرى، وأيضا مرضى تكيس المبايض ومرضى علامات مقاومة الأنسولين. 4 - كيفية الاكتشاف المبكر للسكرى بإجراء تحاليل صائم وفاطر وسكر تراكمى، ويتم بالصيام من 8 - 10 ساعات، والصيام مساء، ولو النتيجة ما بين 100 - 125 فهذا فى مرحلة ما قبل السكر، وبعد الصيام لا يتناول المريض الإفطار، ولكن يأخذ بعد تحليل الصايم مباشرة بودرة 75جراما من «جلوكوز أنهيدروز» فى نصف كوب ماء. ويشربها فى مدة ربع ساعة، وذلك من أجل توحيد العوامل، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.. ولو لديه قابلية للإصابة بالسكرى، سيظهر ذلك فى التحليل.. ولو كانت النسبة طبيعية يكون الشخص ليس لديه قابلية للإصابة بالسكرى.