بعد إعلان تايونيا، منتصف الشهر الماضى، عن إصابة أربع حالات أخرى جديدة بفيروس جدري القرود، عاد القلق يرواد البعض من هذا الفيروس، وهل سيكون مثل كورونا ويجعلنا نعانى من جديد؟. يقول الدكتور هشام الغمرى، إخصائى أمراض الجلدية والتجميل، أن المرض ليس بجديد، ولن يتحول إلى جائحة. فقد تم اكتشافه للمرة الأولى عام 1958 بعد تشخيص إصابة مجموعة من القرود المخبرية به. وفي عام 1970 تم تسجيل أول إصابة بشرية بمرض جدري القرود في جمهورية الكونغو الديمقراطية لطفل يبلغ من العمر 7 سنوات جدري القرود، هو مرض ينشأ عند الإصابة بفيروس جدري القرود ينتمي إلى عائلة من الفيروسات تُسمى فيروسات أرثوبوكس (orthopoxviruses) يظهر بشكل رئيسي في مناطق الغابات الاستوائية المطيرة في وسط وغرب إفريقيا ويصيب هذا الفيروس حيوانات ثديية أخرى مثل السناجب والجرذان طرق العدوى بالفيروس ينتقل فيروس جدري القرود من شخص إلى آخر عن طريق. الملامسة المباشرة للسوائل الخارجة من جسم المصاب بجدري القرود أو الطفح الجلدي أو القشور. التعرض المباشر لفترة طويلة لأكثر من أربع ساعات، للرذاذ التنفسي للشخص المصاب. الملابس الملوثة أو المناشف أو البطاطين أو غيرها من الأشياء التي كانت ملامسة لمواضع الطفح أو السوائل الخارجة من جسم المصاب. يمكن أن ينتقل فيروس جدري القرود من المرأة الحامل المصابة إلى الجنين عن طريق المشيمة. ينتقل جدري القرود من الحيوان إلى الإنسان عن طريق: عضّات الحيوانات أو خدشها لجسم الإنسان. تناول لحوم الحيوانات المصابة دون الطهي الجيد لها. التعرض المباشر للطفح الجلدي أو للسوائل الخارجة من أجسام الحيوانات المصابة بجدري القرود. وفي النهاية جدري القرود لا ينتشر بسهولة، ولا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة، ولكن ينتقل عن طريق مخالطة المصابين بالفيروس لفترات طويلة وبشكل وثيق. وتتراوح فترة حضانة فيروس جدري القرود ما بين 5 و21 يوما. وعن أهم أعراض مرض جدري القرود، يوضح د. «الغمرى» أنها تتمثل في الحمى والصداع والتعب والإرهاق، وآلام بالظهر والعضلات. تورم العقد اللمفاوية وهي من الأعراض المميزة للمرض. أعراض الجهاز التنفسي مثل السعال وانسداد الأنف. وألم بالحلق. والطفح الجلدي الذي يظهر بعد يوم إلى ثلاثة أيام بعد الحمى. وغالبًا ما يظهر على الوجه ثم الأطراف كاليدين والقدمين ثم يبدأ بالانتشار إلى باقي أجزاء الجسم بما في ذلك الفم، والأعضاء التناسلية والقرنية والملتحمة. ويكون الطفح الجلدي في صورة بثور حمراء وفقاقيع مليئة بسائل شفاف ثم سائل اصفر اللون تم تتحول إلى قشور تجف وتتساقط. وعادة ما تزول أعراض مرض جدري القردة من تلقاء ذاتها بعد فترة تتراوح ما بين 2 و4 أسابيع. وأشار «الغمرى» إلى أنه يتم اكتشافه أو تشخيصه، باستخدام (PCR) لتأكيد الإصابة بالفيروس كفحص معملي نظرًا لدقته وحساسيته وتُعد العينات التشخيصية المثلى لجدري القردة تلك المأخوذة من الجلد مثل سوائل الفقاقيع والبثور والقشور مع العلم أن الاختبارات المعتمدة على الأجسام المضادة للفيروس لا تفيد في تأكيد الإصابة بجدري القردة. وأكثر الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بجدري القردة، هم الأشخاص الذين يعيشون مع شخص مصاب بجدري القردة أو لديهم اتصال وثيق به: * الأشخاص الذين يخالطون بشكل منتظم الحيوانات التي يمكن أن تكون مصابة بالفيروس * الأطفال صغار السن وحديثو الولادة والحوامل * الأشخاص الذين يعانون من أمراض نقص جهاز المناعة مثل الإيدز * الرجال المثليون/ متعاطو المخدرات. وعن طرق الوقاية من جدري القرود، أوضح «الغمرى» ل«المصرى اليوم» أنها تتلخص في: عزل المصابين عن المعافين لتجنب العدوى. تجنّب المخالطة الوثيقة بالمصابين بجدري القرود وارتداء قفازات وماسكات حماية عند الاعتناء بهم من الفريق الطبي. تعقيم الأسطح والملابس الملوثة في حالة وجود شخص مصاب. الحرص على غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أو استخدام كحول. تجنب ملامسة الحيوانات التي يمكن أن تحمل الفيروس. ولفت «الغمرى» إلى أن جدري القرود، لا يعتقد أنه سيكون بنفس خطورة وباء كورونا المستجد كوفيد- 19، حيث يعتبر جدري القرود أقل خطورة وانتشارًا كما أنّه من الأمراض المعروفة والتي تعامل معها المجتمع الطبي سابقًا واستطاع السيطرة عليها. كما توفر بروتوكول علاجه وهو إعطاء المصاب خافض للحرارة، وعلاج للقروح والبثور مع ضرورة العزل الصحي للمريض، وعدم الاتصال الوثيق مع الشخص المصاب. وهناك لقاحان فعّالان للوقاية من جدري القرود، ويستخدم للأشخاص الأكثر عرضة للخطر، وهي لقاح جينيوس Jynneos ولقاح ACAM2000.
