يعتبر فيلم Inception بكل جدارة فكرة مجنونة لا تليق إلا بمخرج مثل الإنجليزي «كريستوفر نولان» البالغ من العمر (39 عاماً) ليقوم بكتابتها وإخراجها بل وإنتاجها ايضاً، فقد نجح «نولان» أن يحلق بمشاهدي الفيلم المتصدر لقائمة الbox office لهذا الأسبوع، بعيداً عن حدود الواقع في فيلم يتجاوز المفهومنا المتعارف عليه لأفلام الخيال العلمي . تدور أحداث الفيلم في المساحة بين الخيال العلمي والفانتازيا، من خلال تداخل كبير في عالم الأحلام للتأثير على مجريات الواقع، فبرغم استخدامه للتيمات التقليدية، التي أصبحت إحدى علامات السينما الأمريكية، حيث يجمع البطل فريق من المحترفين للقيام بمغامرة تكون محور أحداث الفيلم. إلا أن «نولان» اختار هذه المرة مغامرة من نوع آخر، فهي مغامرة في عالم أحلام أبطال الفيلم متأثرة بذكرياتهم وثقافاتهم بل وخبراتهم الحياتية أيضاً. فالبطل، الذي جسد شخصيته «ليوناردو دي كابريو»، هو لص متخصص يتم استئجاره من قبل بعض رجال المال والأعمال للدخول في عقول المنافسين وسرقة المعلومات، من خلال صراع في عالم أحلام الضحية وفريق البطل "دوم كوب"، لكنه في إحدى مغامراته التي أفشلتها ذكرياته يتعرض لنوع آخر من المغامرات التي تختلف عن ما اعتاد القيام به، حيث يطلب منه أحد رجال الأعمال الذي كان أحد ضحاياه، القيام بزرع قناعة ما في رأس أهم منافسية وتدور رحى الفيلم. نجح "نولان" بانسيابية يحسد عليها، في طرح فكرة بالغة التعقيد، وبإغراق شديد في التفاصيل. كما نجح أيضاً في خلق حالة من الإبهار أجبرت المشاهد على الاقتناع بكل ما يدور أمامه على الشاشة. يعرض الفيلم، الذي يعتبره المخرج الإنجليزي "الأكثر طموحاً طوال مسيرته الفنية"، أحداثه في مزيج ما بين الخيال العلمي والحركة والإثارة والرومانسية، قصة إنسانية لبطل يحاول التغلب عن أحد أهم أزمات حياته وهي منعه من رؤية طفلية بعد اتهامه بقتل زوجته التي تنتحر لقناعتها بأن كل ما في حياتها غير واقعي ويمثل جزءاً من الحلم الذي بنته مع زوجها «دوم كوب»، ليقبل بعرض الملياردير الياباني «ساتو» الذي يسعى إلى تفيكيك إمبراطورية منافسة «فيشر» من خلال زرع فكرة تفكيك شركته التي تحظى ب 50 % من حجم تجارة الطاقة في العالم. ساهمت الموسيقى التصويرية، التي ألفها الألماني "هانز زيمر"، بشكل كبير في غوص المشاهد في أحداث الفيلم، ويعتبر Inception هو التعاون الثاني ل«زيمر» مع «نولان» بعد أن تعاونا معا في فيلم the dark knight.
