في الوقت الذي تلقيت فيه الدعوة من شركة MAD solution لم أكن متحمساً بالقدر الكافي لحضور فيلم أمريكي، إلا أن الصدفة ساقتني لمشاهدة فيلم Inception" " أو كما يُعرض تجاريا في مصر باسم "البداية" للمخرج كريستوفر نولان صاحب عدد الافلام المحدود بالرغم من تاريخه المشرف في الاخراج السينمائي المتميز، وبالرغم من تناوله افكارا متميزة جدا عالية القدرة على جذب الانتباه والتفكير وتقديم نوع مختلف من الافلام السينمائية غير التقليدية إلا أنه نجح وبقدر كبير في تحقيق المعادلة الصعبة.. وهى تقديم فيلم قوي من الناحية السينمائية ومحققا معادلة متوازنة مع الجمهور. وقد يرجع السبب في قدرته على تحقيق هذه المعادلة بأن أفلامه تتوافر فيها كافة عناصر الابداع السينمائي بدءا من الابهار السينمائي والمنطقية في سرد الحدث الدرامي والقدرة على التخيل بعين المبدع والتي تميز بها المخرج في عدد من المشاهد التي برع في تقديمها ومن بين هذه المشاهد المشهد الذي تسقط فيه السيارة التي يركبها الابطال من على الجسر في المحيط. البداية Inception يعتبر ما قدمه كريستوفر نولان في بداية فيلمه الجديد من مزج وتداخل في الاحداث غير مفهوم مقدمة منطقية جدا للاحداث التي سيقوم برصدها فيما بعد فلم يخفق لحظة في مونتاج مشهد واحد على الاقل فالتسلسل غير المنطقي الذي بدأ به كان بداية جيدة جدا لجذب المشاهد ولجذب العقل والتركيز بشتى الطرق لمتابعة أحداث الفيلم المثيرة. الحلم الذي يحلمه الانسان دوما لا يتذكر بدايته والاحداث التي تدور فيه تكون اسرع بكثير من الاحداث الواقعية التي تدور في الحياة الطبيعية.. هذا ما قام المخرج بالتركيز عليه الذي يبلغ من العمر ما يقارب الاربعين عاما لينطلق بتدفق الافكار والاحداث من خلال فيلمه المتميز ومما لا شك فيه أنه قدم عددا من الاحلام العبقرية التي دارت فيها الاحداث كافة وكأننا ننتقل من حلم إلى اخر لنصل إلى نهاية الاحداث التي دارت داخل الفيلم. ويمتاز ايضا الفيلم بانه لم يقتصر على الابهار والابداع السينمائي انما طرح فكرة جديدة وهى التطور الاجرامي الذي يتمثل في زرع الافكار داخل تفكير اصحاب المؤسسات الكبري لتدمير مؤسساتهم. الأبطال - "ليوناردو دي كابريو".. "كوب" هذا الممثل الذي اثبت تواجدا حقيقيا بعدد من الافلام التي قدمها بداية من فيلم "تيتانيك" مرورا بعدد من الافلام التي نجح في تقديمها.. لم يخفق ليوناردو ايضا في فيلمه الاخير فقدم دورا بارعا في صناعة الافكار داخل العقل البشري. - "الين بايج".. هى "مال" عنصر الشر المسيطر على كوب والمتداخل في الاحداث بشكل كبير جدا بطريقة المزج السينمائي التي برع فيها الفيلم من خلال احداثه المتداخلة، قدمت دورا غاية في الروعة والاداء المميز من خلال شخصية "مال" التي تدور الاحداث من حولها وتتحكم ايضا فيها. - "كين وتناب" بالرغم من ان دوره يعتبر صغيرا إلى حد ما الا أنه اساسي في سير الاحداث الدرامية للفيلم واستطاع ان يقدم دورا شديد التميز. - "جوزيف جوردون" استطاع ان يقدم عددا من المشاهد تخرج كل ما بداخله من طاقة تمثيلية واداء حركي شديد التميز. - "ماريون كوتيلارد" التي جسدت دورا غاية في الرقة والرومانسية وايضا اظهرت نوعا من الحماس على التعليم وكيفية ابتكار احلام ومتاهات معقدة جدا لزرع الافكار بداخل العقل البشري. بوسترات الفيلم قامت شركة Legendary Pictures المنتجة للفيلم بطرح مجموعة كبيرة من البوسترات الدعائية غريبة التصميم وذات أشكال هندسية غير مألوفة. وتم يوم 2 يونيو إرسال كتيب دعائي للفيلم لا يتضمن اسم العمل أو أي معلومات عنه، لكن مجرد رسوم وتصميمات غريبة، ومواد دعائية لم يفهمها الجميع، وإن كانت أشعلت حماسهم للفيلم لأقصى درجة ممكنة - تم إرسال هذا الكتيب لعدد كبير من الشركات في أمريكا، وخارج حدودها أيضًا. فيما اعتمد تصميم البوسترات على الألوان الداكنة مع درجات متنوعة من اللون الأزرق توحي بالغموض، وتعزز الأجواء غير التقليدية للفيلم الذي تشتت أحداثه العقول. كل هذا مع التركيز على العبارتين الدعائيتين للفيلم الTaglines التي تقول إحداهما: Your mind is the scene of the crime وتعني: عقلك هو مسرح الجريمة، والأخرى التي تؤكد أن الأحلام هي الحقيقة The Dream is Real. وهناك بوستر يتضمن جميع الأبطال متراصين في زوايا غير تقليدية، بعضهم مقلوب رأسا على عقب، وآخر لوجه ليوناردو دي كابريو غارقًا في ظلال زرقاء. المبيعات والانتاج حقق الفيلم في اول ايام عرضه حول العالم مبيعات عالية جدا فقد وصل الى 20 مليون تذكرة حول العالم وقبل عرضه في امريكا مما يجعل الفيلم يضع نفسه في صدارة الافلام الأفضل بالنسبة لشباك التذاكر الامريكي هذا الاسبوع ومما سيجعله محققا توازنا متميزا بين الفكرة التي تستطيع أن تسرق العقل وايضا بين الايرادات العالية. تكلف الفيلم تحديدا 200 مليون دولار أمريكي ويرجع السبب في هذه التكلفة العالية إلى وجود عدد كبير من المشاهد التي تم تنفيذها بالجرافيك فالكثير من المشاهد تم استخدام الخدع البصرية والجرافيك لاستكمال عناصر الابهار التي لا يكف المخرج عن استخدامها. مدة عرض الفيلم ساعتان ونصف تقريبا وعليك عزيزي المشاهد أن تكون جاهزا جدا ولديك القدرة على حماية افكارك وان تكون مهيأ نفسيا لمشاهدة فيلم البداية. آراء النقاد في الفيلم اشاد عدد من النقاد العالميين بفيلم Inception "البداية" وكان من بينهم الناقد جيم فيفودا | IGN Movies - حيث قال: "البداية - ومع احترامي لباقي أفلامه - هو تحفة نولان الكاملة وقطعته الأستاذية" بينما أشاد الناقد جاستن شانج - في مجلة "فارايتي" قائلا إنه "إذا كانت الأفلام التي نشاهدها كالأحلام.. إذن فكريستوفر نولان أحد أكثر الحالمين خيالاً في هوليوود الآن". فيما وصف الناقد كيرك هانيكت - صحيفة "هوليوود ريبورتر" الفيلم قائلا "معقد نعم.. غامض بالتأكيد.. لكنه رحلة ممتعة للغاية تغوص بك في خبايا عالم العقل للإجابة عن السؤال الأبدي عن ماهية الحلم". واعتبر الناقد بيت هاموند - مجلة "بوكس أوفيس" الفيلم بأنه "مغامرة عقلية فائقة الإمتاع ومحيرة للغاية.. كوبريك كان سيكون فخوراً بشدة" وأعرب الناقد كريس لافرتي - في موقع ""Clothes on Film عن رأيه في الفيلم "خذ القرار، واستمتع بالرحلة.. وثق تمامًا إنها ستأخذك إلى المكان الذي تريده".