معظم الناس يعرفون أن مومياوات قدماء المصريين هى الأشهر على الإطلاق، لكن قلة هم من يعرفون أنها ليست الأقدم. يعتبر شعب شينشورو فى صحراء أتاكاما فى تشيلى أول من قاموا بتحنيط موتاهم منذ 7000 عام، بحسب «بى بى سى». فى المكان الأكثر جفافًا على وجه الأرض بصحراء أتاكاما فى تشيلى، تم العثور على مومياوات تسبق تاريخ المصريين ب2000 سنة. وعلى الرغم من أن الحضارة الفرعونية القديمة هى أشهر حضارة قامت بتحنيط موتاها، إلا أنه اتضح أنهم لم يكونوا أول من فعل ذلك. مومياوات شينشورو شينشورو هم أول من سكن شمال تشيلى وجنوب بيرو، كما أنهم أول ثقافة معروفة فى العالم حنطت موتاها، قبل الميلاد بنحو 5000 سنة. هؤلاء الصيادون البحريون، الذين عاشوا على ساحل المحيط الهادئ فى أتاكاما من 5450 قبل الميلاد إلى 890 قبل الميلاد، عثر على بقايا المئات منهم فى منطقتى أريكا وباريناكوتا. وفى عام 2021، تم إدراج هذه المقابر على قائمة اليونسكو للتراث العالمى للقيمة الأثرية الهائلة التى توفرها. فهى لا تكشف فقط عن الممارسات الجنائزية والمدفعية التفصيلية للثقافة القديمة، ولكنها تقدم نظرة ثاقبة للهياكل الاجتماعية والروحية للمجتمع. على سبيل المثال، لم يكن التحنيط مقصورًا على الطبقة العليا من المجتمع، كما هو الحال فى مصر القديمة، ولكنه كان طقسًا للجميع. أول ممارسين جنائزيين وثقافة شينشورو وثيقة الصلة بالعديد من الجوانب: فهم أول ممارسين جنائزيين، والأقدم فى هذه المنطقة. وعلى الرغم من أن اعتراف اليونسكو لم يأتِ إلا مؤخرًا، إلا أن سكان أريكا يعرفون البقايا الأثرية الفريدة منذ فترة طويلة، لأن الجثث مدفونة بالقرب من السطح. فعلى سبيل المثال، عندما بدأ العمال فى الحفر لبناء أحد الفنادق، عام 2004 اصطدموا بعظام على عمق أقل من متر واحد تحت الأرض، وبدلًا من ذلك حولوا الموقع إلى متحف، وتم اكتشاف مئات المومياوات حتى الآن، توجد منها مومياوات لرضع وأطفال.
