في إطار التصعيد الدراماتيكي للتوترات بين الشرق والغرب، إثر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضع قوات الردع النووية الروسية في حالة تأهب قصوى. وصف بوتين هذه الخطوة بأنها «ردًا على مسؤولي الغرب الذين لم يكتفوا باتخاذ خطوات عدائية اقتصادية وحسب، بل أدلى مسؤولوهم في حلف الناتو بتصريحات عدوانية ضد روسيا». مما يعني أن بوتين أمر بالاستعداد للأسلحة النووية لزيادة الاستعداد للانطلاق، مما يزيد من التهديد بأن الأمور تتجه صوب حرب نووية، وتختص القوات بمفهوم «الثالوث النووي» الذي يضم القوات النووية: البرية والجوية والبحرية. القوات النووية البرية (الشيطان) وفي ما يتعلق بالقوات النووية البرية التي تشكل أساس قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية بقيادة، سيرغي كاراكايف، فإنها تضمّ منصات برية ثابتة وذاتية الحركة للصواريخ الاستراتيجية العابرة للقارات. ومن بينها منصات ثابتة تحت الأرض لصواريخ «فويفودا» (الشيطان بحسب تصنيف الناتو) القديمة السوفياتية، ومنصات ثابتة لصواريخ «يارس» الحديثة و«سارمات» الحديثة الخارقة، العاملة بالوقود السائل. وهناك أيضًا منصات ذاتية الحركة لصواريخ «توبول» و«توبول-إم» العاملة بالوقود الصلب، ويفوق مدى عملها 8 آلاف كيلومتر. أما صواريخ «سارمات» (الشيطان 2 حسب تصنيف الناتو)، فبوسعها بلوغ أي نقطة على سطح الكرة الأرضية التي يمكنها الدوران حولها مرات عدة. القوات النووية الجوية أما القوات النووية الجوية، فتتضمن الصواريخ النووية والطائرات الاستراتيجية التي تحملها، ومن أحدث تلك الأسلحة، صاروخ «كينجال» فرط الصوتي، الذي تفوق سرعته 10 أضعاف سرعة الصوت، والذي تحمله حاليًا مقاتلة «ميغ-31» السريعة وتطلقه إلى مدى 3 آلاف كيلومتر. ويتوقع أيضًا أن تحمل «كينجال» في المستقبل طائرات «تو-160» الاستراتيجية المطورة ومقاتلات الجيل الخامس. وهناك أيضًا صاروخ «كاليبر» البالستي أو المجنح الذي يمكن أن يتزود برؤوس كلاسيكية ونووية على حد سواء، وبالنسبة للطائرات الحاملة لتلك الصواريخ، فهي قاذفات استراتيجية مطورة من طراز «تو-160» (البجعة البيضاء) و«تو-95» (الدب) المطورة و«تو-22». القوات النووية البحرية وتتضمن القوات النووية البحرية السفن والغواصات النووية الاستراتيجية. وتشكل الغواصات الحاملة للصواريخ أساس تلك القوات، ومن أهم تلك القطع البحرية، غواصات مشروع «بوريه» مثل «يوري دولغوروكي» و«الأمير فلاديمير مونوماخ» وغيرهما. إضافة إلى الغواصات النووية المتعددة المهام مثل «قازان» و«سيفيرودفينسك» وغيرهما من مشروع «ياسين» و«ياسين-إم». وتتسلح كل تلك الغواصات بصواريخ «بولافا» العاملة بالوقود الصلب التي يبلغ مدى عملها 8 آلاف كيلومتر، ومن أحدث الأسلحة الروسية التي تنتمي أيضًا إلى القوات النووية البحرية غواصة «بوسيدون» المسيرة النووية، التي تختتم صناعة السفن الروسية بناءها في الوقت الحاضر.