تشهد الساحة السياسية في القارة السمراء العديد من التطورات السياسية منها الصالح والمتجه نحو بسط الأمن والإستقرار وتحقيق مطالب الشعب ومنها الطالح والمدعوم من دول الغرب الطامعة في إطالة الأزمات والحروب الداخلية للسيطرة على تلك الدول والإستفادة من ثرواتها من نفط ومعادن. ومن بين الدول التي تعيش حالة من التطور السياسي الصالح نجد ليبيا التي أقر فيها مجلس النواب الليبي عدد من القرارات أهمها تعيين حكومة إنتقالية جديدة في ليبيا وتكليف وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق، فتحي باشاغا، لرئاستها خلفًا لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة. يأتي هذا القرار بعدما فشلت حكومة عبدالحميد الدبيبة في إجراء الإنتخابات الرئاسية التي كان من المقرر أن تنعقد في 24 ديسمبر الماضي، الأمر الذي أصاب أكثر من 2.5 مليون مواطن ليبي من الذي سجلوا أسماءهم لإنتخاب رئيس الدولة بخيبة أمل كبيرة. وفي هذا السياق، تحدث عالم الإجتماع ورئيس صندوق حماية القيم الوطنية الروسي، مكسيم شوغالي، عن دور بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا وبالأخص المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ستيفاني ويليامز، الهدام في ليبيا وأنها انحادت عن الحيادية وأصبحت دعم أحد الأطراف السياسية في ليبيا لتحقيق مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية. شوغالي وفي حديثه ذكر أنه خلال ملتقى الحوار السياسي الليبي أعربت ستيفاني عن دعمها للقائمة التي ضمنت كل من فتحي باشاغا ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، لكنها وبعدما اكتشفت أن هاتين الشخصيتين ساعيتان لتحقيق مطالب الشعب الليبي والوصول بالبلاد إلى إنتخابات رئاسية، بدأت في دعم رئيس الحكومة السابق عبدالحميد الدبيبة من تحت الطاولة، والهدف هو إطالة الأزمة الليبية وبالتالي تحقيق مصالح الولاياتالمتحدة. وأضاف شوغالي أنه اليوم وبعدما قرر مجلس النواب الليبي العمل على تحقيق مطالب الشعب الليبي دون أي تدخل من دول الغرب وتم إختيار فتحي باشاغا لرئاسة الحكومة الجديدة، إستيقظ الجانب الأمريكي وقرر دعم الطرف الأقوى في المشهد السياسي الليبي. ولم يستبعد مكسيم شوغالي إحتمالية خروج ستيفاني ويليامز على الملأ يوم الجمعة لتُعرب عن دعمها لقرارات مجلس النواب وتعيين فتحي باشاغا، كحيلة أمريكية تحت غطاء بعثة الأممالمتحدة ودليل على إستخدام أميركا للمنظمات والبعثات الدولية لتحقيق أطماعهم وبسط سيطرتهم على تلك الدول أهمها ليبيا الغنية بالنفط. وإختتم شوغالي حديثه بأن الحل الوحيد لتحقيق طموحات الشعب الليبي هو المقاومة وعدم السماح لأي طرف خارجي أن يؤثر على قرارات رئيس الحكومة الذي أظهر رغبته الشديدة في تغيير الوضع إلى الأفضل في ليبيا. صرح مكسيم شوغالي، رئيس صندوق الدفاع عن القيم الوطنية في روسيا، أن «الولاياتالمتحدة، ومن خلفها دول أخرى، ستضطر إلى الاعتراف برئيس وزراء ليبيا الجديد، فتحي باشاغا». ويعتبر عالم الاجتماع الروسي، الذي أمضى عامين بين العوائل الليبية، على دراية كبيرة بمشاكل هذا البلد، ويرى أن «حالة ازدواجية السلطة، التي تطورت بعد أن عين البرلمان رئيسا للحكومة الانتقالية الجديدة، لن تستمر طويلا». وقال شوغالي إن «مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، الأمريكية ستيفاني ويليامز، ستضطر للتخلي عن دعم ربيبها عبدالحميد دبيبة والاعتراف بباشاغا كرئيس شرعي للحكومة الليبية». وكتب شوغالي في عموده في وكالة الأنباء الفيدرالية، اليوم الخميس: «وليامز لن تذهب إلى أي مكان، وسوف تعترف بحكومة فتحي باشاغا الجديدة، وسيكون هذا الاعتراف تأكيدًا آخر على براعة الأمريكيين في المكر، والتأكيد على أن الولاياتالمتحدة تستخدم سقف المنظمات الدولية من أجل تعزيز مصالحها الخاصة، ومثل بقية المستعمرين، تقرر مصير شعوب بأكملها، باستخدام رخصة القتل والإبادة الجماعية».
