تسبب وزير الإعلام اللبنانى جورج قرداحى فى أزمة دبلوماسية شائكة بين لبنان والسعودية، عقب تصريحات أدلى بها خلال مقابلة مع قناة «الجزيرة» القطرية، انتقد فيها الدور السعودى فى اليمن. ووصف «قرداحى»، خلال المقابلة التى أجريت معه فى أغسطس الماضى- أى قبل توليه وزارة الإعلام ولم تبث إلا أمس الأول- الحرب فى اليمن بأنها «عبثية»، وقال إنه من حق الحوثيين فى اليمن الدفاع عن أنفسهم. وأثارت التصريحات التى تبرأت منها الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية فى البلاد الكثير من ردود الفعل المستهجنة بلبنان نفسه وباليمن ودول الخليج والمنطقة العربية. وسارع رئيس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى إلى التبرؤ من تصريحات قرداحى، مؤكدا أن الرئيس اللبنانى ميشال عون طالبه بالتأكيد على أن هذه التصريحات لا تمثل ولا تعبر عن مواقف الحكومة اللبنانية. وأعربت منظمة التعاون الإسلامى، أمس، عن استنكارها ورفضها تصريحات قرداحى، ووصف الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، فى بيان، تصريحات وزير الإعلام اللبنانى بأنها «تصرف غير مسؤول ولا يبالى بمصلحة الشعب اليمنى». وأكد «العثيمين» أن منظمة التعاون الإسلامى تثمن الجهود التى تقوم بها السعودية من خلال قيادة تحالف دعم الشرعية فى اليمن ومساندة الحكومة الشرعية لإعادة الأمور إلى نصابها ووقف الانقلاب على الشرعية الذى قامت به ميليشيا الحوثى الإرهابية منذ سبتمبر 2014، بالإضافة إلى الدور الإنسانى الكبير لمساندة الشعب اليمنى من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وأوضح أن وزير الإعلام اللبنانى تجاهل الجهود المبذولة التى تقوم بها السعودية لتحقيق السلام ووقف إطلاق النار والتى تواجه تعنتا من الحوثيين وإصرارهم على توجيه الصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة إلى الشعب اليمنى والمدنيين فى السعودية، واستهداف أراضى السعودية والمواطنين والمقيمين على أراضيها. ودعا «العثيمين»، وزير الإعلام اللبنانى، إلى الاعتذار فورا للسعودية والإمارات، واحترام مشاعر الشعب اليمنى الذى يعانى ويلات الانقلاب على الشرعية أمنيا وإنسانيا واقتصاديا. كما عبر نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن رفضه التام لتصريحات قرداحى حول حرب اليمن، مطالبا إياه بالاعتذار. وفى بيان لمجلس التعاون الخليجى، أعرب نايف فلاح مبارك الحجرف، عن «رفضه التام جملة وتفصيلا» تصريحات قرداحى، والتى اعتبرها «تعكس فهما قاصرا وقراءة سطحية للأحداث فى اليمن». واستنكر «الحجرف» دفاع قرداحى عن «جماعة الحوثى الانقلابية، فى الوقت الذى يتجاهل فيه تعنت الحوثى ضد كل الجهود الدولية الرامية لإنهاء الأزمة اليمنية، وفى الوقت الذى تستهدف فيه جماعة الحوثى السعودية بالصواريخ والمسيرات، وفى الوقت الذى تستهدف فيه جماعة الحوثى أبناء الشعب اليمنى الأعزل وتمنع وصول المساعدات الإغاثية للمناطق المنكوبة»، مطالبا إياه «بالاعتذار عما صدر منه من تصريحات مرفوضة». فى المقابل، أدلى جورج قرداحى بتصريحات بثها التلفزيون اللبنانى، أمس، رفض خلالها الاعتذار عما قاله فى المقابلة المشار إليها، قائلا إنه لم يخطئ ليعتذر. كما رفض الاستقالة من منصبه، قائلا: «أنا جزء من حكومة متراصة وموحدة.. وهكذا قرار لا يمكن أن أتخذه لوحدى». وحول مطالبة البعض له بالاستقالة، قال قرداحى: «لا يجوز أن يكون هناك من يُملى علينا ما يجب القيام به من بقاء وزير فى الحكومة من عدمه». وأضاف: «ما قلته عن حرب اليمن لم أكن طرفًا فيه بل قلته كصديق، فأنا ضدّ الحرب العربية- العربية، وأنا لم أهاجم ولم أشتم يومًا السعودية، والإمارات أعتبرها بلدى الثانى». و«تعليقاتى حول السعودية واليمن لا تعكس وجهات نظر الحكومة»، وأوضح أن «البرنامج مع (الجزيرة أونلاين) تم تسجيله قبل عدة أسابيع من تعيينى وزيرًا للإعلام، وما قلته فى المقابلة لا يلزم الحكومة بشىء لأننى آنذاك لم أكن عضوًا فيها».
