طالب الشيخ محمد فرحات، الداعية الإسلامي، في خطبة الجمعة بميدان التحرير، المعتصمين في الميدان، بالصبر والثبات في الاعتصام، مشيراً إلى أنه لا قيمة لقلة العدد، ووجه كلامه للمجلس العسكري، قائلاً: «إن القلة قد تعبر عن الحق، بينما تعبر الكثرة أحيانًا عن الباطل». ووصف الخطيب، أعضاء المجلس العسكري ب«الفاشلين في الإدارة»، كما اعتبر حكومة الدكتور الجنزوري «عودة للنظام البائد»، ووصف المجلس الاستشاري الذي شكله المجلس العسكري ب«الطراطير». ووجه كلامه للمواطنين ممن سماهم «القواعد في البيوت»، قائلاً إن «الثورة لن تضركم فهي التي حررتكم ونصرتكم على الظلم والفساد وأسقطت جهاز أمن الدولة وحمتكم من سقطات الداخلية». أرسل فرحات في خطبته، عدة رسائل، بحسب تعبيره، إلى كل من «الثوار، والمجلس العسكري، والقاعدين في بيوتهم، وجهاز الأمن الوطني، والبلطجية، وقيادات التيار الإسلامي». قال «فرحات»، في رسالته الأولى التي وجهها للثوار: «إلى الثوار الشرفاء الأحرار الذين ضحوا بالنفيس وبالغالي وبأرواحهم، اصبروا في اعتصامكم في الميدان، فقد صرنا نعرف بعد كل ما مررنا به من أزمات منذ اندلاع الثورة في 25 يناير، من كان يقف معنا في الشدائد ومن يمد يده لمن قتل أخوتنا، ولا تقلقوا من قلة أعدادكم فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله»، وأضاف «رسالتي الثانية للمجلس العسكري، أقول له إن القلة قد تعبر عن الحق، والكثرة ربما تعبر عن الباطل». وتابع «رسالتي إلى الأمن الوطني والبلطجية، أخوتي رجال الأمن الوطني والبلطجية لا تشتروا الدنيا بثمن بخس من أجل عيون المجلس العسكري، فنحن ندعوكم للانضمام إلى ثورتنا المجيدة، والاتعاظ مما حدث للرئيس المخلوع الذي سيعلق بإذن الله في الميدان للقصاص منه». ثم وجه خطابه لمن وصفهم ب«القواعد في بيوتهم» قائلًا: «قالوا لكم إن الثورة سبب تدهور أوضاعكم، وأقول لكم الثورة لن تضركم وميدان التحرير لا يعطل الإنتاج، بل هو الذي حرركم ونصركم من الظلم والفساد وأسقط جهاز أمن الدولة، وحماكم من سقطات الشرطة، والثورة هي التي أسقطت الفرعون». وعاود مرة أخرى الحديث عن المجلس العسكري قائلا «أنتم 19 رجلًا، أنفضلكم على 85 مليون مصري؟!، نحن لا نختلف مع الجيش، ولكنكم فاشلون في الأداء والإدارة ولا تعرفون إلا الشؤون العسكرية، فنحن قمنا بالثورة حتى ينصلح حال مصر وقمنا بعزل الرئيس المخلوع حتى ينصلح الحال، وبسببكم أنتم أصبح هناك تردٍ كامل في أوضاع البلاد أمنيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا، نحن نطالبكم بتسليم السلطة لمجلس رئاسي مدني وأن تعودوا لثكناتكم..أنتم تريديون أن يصبح الوضع في البلد أسوأ وأكبر دليل على ذلك تصريحات اللواء ممدوح شاهين بأن مجلس الشعب القادم مجلس طراطير وبلا صلاحيات، وهذا استجابة للضغط الأمريكي الصهيوني لكي لا يحكم الإسلام مصر، فنحن جربنا الحكم الاشتراكي في عهد عبد الناصر والرأسمالي في عهد السادات والعلماني في عهد المخلوع فماذا حل بنا وباقتصادنا، تدمير لكرامة المصري في الداخل والخارج والتعليم والصحة والبحث العلمي». ووصف اختيار المجلي العسكري للدكتور كمال الجنزوري لرئاسة الحكومة بأنه «عودة للنظام البائد»، كما وصف المجلس الاستشاري ب«الطراطير»، وأكد أن «المجلس سيستخدمهم في عرض الأمور ثم لا يلتزم بما يقولونه». ووجه خطابًا للأقباط قائلًا: «كلامي إلى الأخوة شركاء الوطن من الأقباط، يخوفونكم من الإسلام وأنا أقول لكم لن تأخذوا حقكم إلا في الحكم الإسلامي، فنحن نعدل بينكم ونحرسكم ونحميكم طاعة وعبادة لله، وبيننا وبينكم نسب وصهر، ولا تخافوا ولا تنساقوا وراء من في قلوبهم مرض». كما هاجم قادة التيار الإسلامي وقال: «إنني أقول للتابعين للتيار الإسلامي خذوا من قول العلماء ولكن لا تكونوا تابعين لهم كالنعاج يحشدونكم للميادين ويفضوكم منها كيفما يشاؤون، ونحن نحافظ على سلمية ثورتنا ولكن من يعتدي علينا نعتدي عليه». ووجه الشكر إلى المعتصمين أمام مجلس الوزراء وقال: «هؤلاء الشرفاء سحبوا الشرعية من الجنزوري بمنعه من الدخول حتى الآن».
