أجمع المشاركون في المؤتمر الأول للتعاون الصناعي العربي التركي، الذى عقد فى إسطنبول، على أهمية التكامل بين تركيا وجيرانها في المنطقة العربية صناعيًا، للاستفادة من الميزة النسبية للجانبين، سواء على مستوى التكنولوجيا أو الأسواق. وقال رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، في رسالته إلى المؤتمر الذي ضم 350 رجل أعمال عربيًا، إنه يجب العمل سريعا على إزالة كل المعوقات التي تحول دون حرية تنقل الأفراد والبضائع بين الدول العربية وتركيا. وأضاف أردوغان الذى اعتذر عن عدم مشاركته فى المؤتمر بسبب إجرائه عملية جراحية مؤخرًا، أنه على الدول العربية البدء في تفعيل اتفاقيات التجارة والتعاون المشترك، وترجمة تلك الاتفاقيات على أرض الواقع. وأشار إلى نجاح تركيا في توقيع عدد من اتفاقيات التجارة الحرة مع بعض الدول العربية، معربا عن أمله في إمكانية تسهيل حركة نقل التجارة وإزالة جميع المعوقات التي تقف حائلًا أمام تطور العلاقات الاقتصادية بين المنطقة العربية من جانب، وتركيا من جانب آخر، خاصة فيما يتعلق بالنظم الجمركية والضريبية وتأشيرات الدخول. وأكد أردوغان أن ثورات الربيع العربي خلقت حالة ديناميكية في الدول العربية، دفعت إلى انتقال سريع للنظم الديمقراطية، وأشار إلى أن التركيز على خلق شراكات قوية إقليمية من شأنه تلبية طموحات وتطلعات الأصوات الثائرة في ميدان التحرير وباقي الميادين العربية، وأكد احترام تركيا خصوصيات الدول العربية، معربا عن أمله في ترجمة الروابط التاريخية والدينية بين بلاده والمنطقة العربية إلى تعاون اقتصادي قوي. وطالب رفعت حسام أوغلو، رئيس اتحاد الغرف والبورصة التركية، العالم الإسلامي، بالتكاتف اقتصاديا من أجل مستقبل أفضل لشعوبه، وأكد ضرورة تفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تضم 57 دولة إسلامية، في إحداث تكامل حقيقي بين تلك الدول، منتقدا رفض 10 دول منها حتى الآن التوقيع على اتفاقية خفض الضرائب. وأضاف: «كيف نقول إننا إخوة ونحن نرفض تسهيل انتقالنا فيما بيننا، فالشعوب العربية التي تعيش حالة انتصار الآن، عليها أن تضع نظرة واضحة للمستقبل حتى لا تتكرر الأخطاء، وخلال ال20 عاما الماضية لم تستطع هذه الدول التغلب على مشكلاتها الاقتصادية لأنها انغمست في أمور أخرى، وتورطت في نزاعات لم تستطع إدارتها بشكل جيد». وأكد أوغلو أنه على حكومات الدول العربية والإسلامية العمل على تحقيق الرفاهية لشعوبها، وهو ما لن يتحقق إلا من خلال الاعتماد على الثروات الطبيعية التي دفنها الإله في باطن أرضهم، لأن الثورات الطبيعية تحقق ثراء الدولة وليس الشعب، ورفع مستوى الشعوب اقتصاديا يأتي من خلال التجارة والاستثمار. وانتقد تهميش دور المرأة في العالم العربي فيما يتعلق بالاستثمار والتجارة، وقال: «كشعوب إسلامية، كيف لا نتخذ من رسولنا الكريم أسوة حسنة، فقد كانت زوجته خديجة تاجرة كبيرة في مكة». من جانبه، أكد المهندس حسين صبور، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، رئيس الوفد المصري، أن رجال الأعمال المصريين يتطلعون إلى مزيد من التعاون مع الجانب التركي، مشددا على دعمه المبادرات التي تهدف إلى ترسيخ التعاون العربي المشترك بالإضافة إلى خصوصية العلاقة التاريخية والسياسية التي تجمع الدول العربية وتركيا. وأضاف أن تركيا حققت خلال الفترة الماضية طفرة اقتصادية غير مسبوقة وضعتها في مسار أكبر الدول، وأوضح أن الانطلاقة الكبرى للاقتصاد التركي تعود إلى اهتمامها بقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، نظرًا لأهميته في تخفيف حدة الفقر، وخفض معدلات البطالة، وطالب الدول العربية بوضع خطة استراتيجية لهذا القطاع الحيوي الذي يعاني العشوائية وضعف آليات الرقابة، بالإضافة إلى مجموعة من التحديات الإدارية والمالية والتسويقية.
