لا أحد - فى كل مصر - يعرف كم عدد الأماكن التى تحمل اسم شبرا!!، هناك مناطق تحمل هذا الاسم فى كثير من المحافظات!!، فى محافظة الدقهلية نجد شبرا سنتة. وشبرا قبالة. وشبرا البهو. وشبرا هور. وشبرا سندى. وغيرها. وفى القليوبية نجد مركز شبرا الخيمة. وشبرا هارس «مركز طوخ» وشبرا شهاب بمركز قليوب.. بل شبرا بدين بمركز المنصورة وشبرا صوب بمركز ميت غمر!!. كما نجد دمنهور شبرا التى وردت باسم دمنهور الشهيد لمجاورتها لشبرا الخيمة. ولقد ورد اسم شبرا لأول مرة فى كتاب أحسن التقاسيم، ولكن كتبت باسم شبرى. وكذلك شبرو. وهذه محرفة من حبرو وهى كلمة قبطية معناها الكوم أو التل. وذكرها الإدريسى باسم سيروا، وكان يصنع بها شراب العسل بالماء وكان من أشهر مشروبات المصريين زمان.. وإن ذكرها بعض المؤرخين باسم شبره. وسبره. ووردت فى كتاب ياقوت الحموى باسم شبرا دمنهور. وذكرها ابن مماتى باسم شبرا الخيمة.. وفى الخطط المقريزية باسم شبرى الخيام. أما اسم شبرا الشهير فإنه يعود إلى صندوق من الخشب داخله إصبع شهيد من الأقباط فإذا جاء يوم الثامن من شهر بشنس كانوا يخرجون ذلك الإصبع ويغسلونه فى بحر النيل، لأنه لا يزيد ماؤه حتى يلقوا به ذلك الإصبع!، ولذلك يسمى عيد الشهيد. وكان الناس يقيمون فى خيام ينصبونها على شط النيل للإقامة بها عدة ليال طوال الاحتفال بعيد الشهيد ولذلك اشتهرت باسم شبرا الخيمة تمييزًا لها عن باقى الشبراوات. أما اسمها العربى فكان هو شبرا رحمة، والاسم القبطى هو بروهينو وهو قريب من رحمة. ولم تكن شبرا فى يوم من الأيام جزءًا من القاهرة بل كانت مجرد ضاحية. ويعتبر محمد على الكبير هو أول من أنشأ قصرًا كبيرًا فى هذه المنطقة لتكون مصيفًا له.. إذ أقام فى يناير 1809 فى بقعة على شط النيل قصره هذا على مساحة 50 فدانًا. يمتد إلى بركة الحاج. ولكن سقط سقف القصر بمجرد انتهاء بنائه. فأعاد البناء وفى عام 1812 أنشأ عددًا من السواقى لتوفير المياه للقصر. وأبدع محمد على عمله هذا فالقصر تحيط به البساتين. وفيه بركة من الرخام تسبح فيها الزوارق الصغيرة، وسماها الناس، الفسقية. لذلك أطلق عليه العامة اسم قصر الفسقية. وكان محمد على يزرع حوله الفواكه.. العنب الأفرنجى والمجرى من إستانبول والتوت والجوز والليمون والتين. ثم ضم محمد على 100 فدان بجوار القصر لتزرع بهذه الفواكه. وفيها زرع المبعوث المصرى أول أشجار اليوسفى. وكان هذا القصر أول مبنى يضاء بالغاز. وفى عام 1847 أمر بشق شارع شبرا وزرع على جانبيه أشجار وردة «دقن الباشا»، ليتحول هذا الشارع إلى أوسع شارع فى مصر، وبذلك صار شارعًا للنزهة. ■ ■ وتضخم حى شبرا ليصبح: شبرا مصر، شبرا البلد، شبرا المظلات، شبرا الخيمة وحدائق شبرا. وشهدت شبرا أول خط للترام عام 1903، ليصبح حى شبرا أكثر أحياء القاهرة سكانًا، واهتمت الدولة بترميم هذا القصر عندما كان فاروق حسنى وزيرًا للثقافة، وكنا نسخر من إسرائيل فنقول إن عدد سكان شبرا أكبر من عدد سكانها.. وتحمل شوارعها أسماء أسرة محمد على وأشهرهم عمر طوسون والتوفيقية وغيرها.
