رصدت لجنة متابعة الإضراب، التى شكلتها نقابة المعلمين المستقلة فى مختلف المحافظات، انتهاكات عديدة بحق المعلمين المضربين، وأعلنت اللجنة فى الساعات الأولى من صباح، السبت ، اقتحام الشرطة مقر مدرسة «الإصلاح» بمدينة طنطا ودخول مدير الأمن مقر المدرسة وتهديد المعلمين المضربين بالاعتقال. ونشبت خلافات حادة بين أعضاء حركة «معلمون بلا نقابة»، التى ينتمى أغلب أعضائها إلى جماعة الإخوان المسلمين، ونقابة «المعلمين المستقلة» التى ينتمى أعضاؤها لتيار اليسار، بسبب المشاركة فى الإضراب، واتهمت النقابة «المستقلة» حركة «معلمون بلا نقابة» بعقد ما سمته «صفقات سياسية» مع وزير التربية والتعليم، إلا أن «معلمون بلا نقابة» اتهمت «المستقلة» بعقد تربيطات وتنسيقات مع «فلول الحزب الوطنى» لإفساد نتيجة الانتخابات وتعطيلها. وقالت نقابة المعلمين المستقلة فى بيان، السبت : «تم تشكيل غرفة عمليات مركزية للنقابة العامة وأخرى فى كل محافظة لرصد أى انتهاكات أو اعتداءات إدارية أو أمنية على المعلمين المشاركين فى الإضراب السلمى المشروع طبقاً لجميع المواثيق والقوانين التى وقعت عليها مصر». وطالبت النقابة المعلمين المضربين بالاتصال بغرفة عمليات القاهرة حال حدوث أى انتهاك أو تجاوز فى حق المضربين. وقال حسن أحمد على، رئيس نقابة المعلمين المستقلة، ل«المصرى اليوم»، إن مديرى إدارات المدارس التى أعلنت الإضراب قاموا بتهديد المعلمين المضربين بقانون الطوارئ. وأكد أن وزارة التربية والتعليم شكلت لجاناً لمتابعة الإضراب والمرور على المدارس وتسجيل أسماء المعلمين المضربين تمهيداً لإحالتهم إلى التحقيقات. من جانبه، قال أيمن البيلى، وكيل نقابة المعلمين المستقلة، أحد الداعين للإضراب، إن رجال الشرطة فى مدينة «طنطا» قاموا باقتحام مدرسة «الإصلاح»، وقام مدير أمن الغربية بتهديد المعلمين المضربين بالاعتقال. وأضاف: «تجمع المعلمين أمام المدرسة احتجاجاً على استمرار أساليب أجهزة الشرطة فى قمع الحريات بعد الثورة». وأكد البيلى قيام رئيس مجلس مدينة «أبوتيج» التابعة لمحافظة أسيوط، بتهديد المضربين بالفصل عن العمل وإحالتهم للتحقيقات، لذلك قام المعلمون بطرده خارج المدرسة. وأضاف: «مدارس القاهرةوالجيزة لا تعمل بنظام الفترتين، لذا لن يتعدى الإضراب بهما نسبة 2%»، وأشار إلى أن نسبة الإضراب فى جميع المحافظات باستثناء القاهرةوالجيزة بلغت 65%، مؤكدا أن اليوم الأحد، هو «يوم الإضراب الحقيقى للمعلمين». وقال البيلى: «إن رفض حركة معلمون بلا نقابة ومعلمى الإخوان الدخول فى الإضراب كان متوقعا، وهو الأمر الذى يؤكد قيامهم بعقد (صفقات سياسية) مع وزير التربية والتعليم». وهاجم البيلى، مستشارى الوزير، قائلاً: «إنهم قاموا بإرسال منشور وزارى للمديريات التعليمية لجعل يومى السبت والأحد، يومى ترفيه بالمدارس، بهدف إفشال إضراب المعلمين»، ووصف ذلك ب«الحيلة» لعجزهم عن مواجهة الحركات التعليمية ومطالب المعلمين. ونفى وجود علاقات مع فلول الحزب الوطنى المنحل، قائلا: «ليس لنا علاقة من قريب أو بعيد بما تم فى الانتخابات، وليس لنا مرشحون، كما أننا أصدرنا قراراً الشهر الماضى بحرمان أى عضو قيادى يتقدم للترشح فى الانتخابات، من المواقع القيادية بالنقابة المستقلة». وقال عبدالله فتوح، عضو لجنة متابعة الإضراب عن محافظة الجيزة، إن الإضراب الحقيقى سيكون اليوم الأحد، لأن الدراسة ستبدأ اليوم فى جميع المدارس بكل المحافظات. وأضاف: «أعلن عدد من المدارس فى محافظات القاهرة الكبرى أن اليوم الأحد يوم إضراب عام». وأكد سيد حسين، أحد أعضاء لجنة متابعة الإضراب، حدوث إضراب شامل فى مدارس «الوقف» التعليمية، وقيام المعلمين بغلق أبواب مدرسة الوقف الصناعية والوقف التجارية فى وجه الطلاب. وقال إن رئيس مجلس المدينة قام بزيارة إلى مدرسة الوقف الصناعية وحاول جاهدا إثناء المعلمين عن الإضراب. ومن جهته، وصف حسن العيسوى، الأمين العام لحركة معلمون بلا نقابة، الإضراب بأنه ليس فى مصلحة المعلمين ولن يحقق طلباتهم. وقال «إن إضراب المعلمين حق مشروع، لكننا نضع أولويات الوطن فوق الاعتبارات الشخصية». وأضاف العيسوى «تعمل الحركة لصالح المعلمين منذ 2007، إلا أنها تجعل الإضراب عن العمل آخر الحلول التى يمكن القيام بها لتحقيق مطالب المعلمين».
